المقالات

وطنٌ مسجى على أطلال حضارات..!||شهاب آل جنيح

1539 2016-09-05

شهاب آل جنيح أصبحت مرتاباً في أمر هذه البلاد، التي كانت تسمى بلاد مابين النهرين، أو بلاد وادي الرافدين، يحدثنا التأريخ عنها، إنها كانت أولى الحضارات البشرية، فهي مهد لحضارة سومر وبابل وأكد وآشور، إذا كانت تلك الحضارات من هذه الأرض؛ فأين أهلها وأبنائها؟ هل انقرضوا من على هذه المعمورة؟! إذا أيقنّا بهذا التأريخ لوجود أطلالٌ لبعض حضاراته؛ فهل من بقايا لأبناء أولئك الذين أسسوا تلك الحضارات؟
 أرضٌ فيها خطت أنامل السومريون، في جنوب العراق، أول حرف عرفته البشرية، فكانت الكتابة المسمارية، أعظم اختراع في التأريخ؛ حتى صارت لغة اتصالات الشرق الأوسط لألفي عام، فإذا كانت هذه البلاد عَلمت العالم الكتابة؛ فلماذا هي الآن لاتكتب؟
 أرضٌ خرج جلجامش منها، يبحث عن سر الخلود، وبعد رحلة شاقة عادَ خائباً، لكنه نظر لسور مدينته "اوروك" فوجده أفضل عملٌ يُخلد اسمه، فكم كان عظيما ذلك السور حينها، وكم كانت تلك الحضارة عظيمة ؟! فأين أهلها؟
أرضُ وضع فيها حمورابي مسلته الشهيرة، فكانت "شريعة حمورابي" أقدم واشمل القوانين في وادي الرافدين، بل في العالم أجمع، فهي تنظم الأمور الإدارية، والاقتصادية والعسكرية للدولة، كان هذا قبل أربعة آلاف عام، فأين تلك القوانين وأين أهلها؟!
أين نحن الآن من تلك الحضارة؟ كانت هذه البلاد مركز علم وتجارة وزراعة، قبل ألاف السنين، خرج من هذه الأرض من يبحث عن سر الخلود، أما الآن فبدل اختراع الكتابة، فان قادتنا اخترعوا تزوير الشهادة! فانحدر مستوى التعليم نحو الهاوية، وتركنا القوانين و الحضارة والصناعة والزراعة.
وَحَدَ حمورابي أراضي العراق، بعدما كانت متفرقةً، فهو قائد عسكري بارع، أما قادتنا فقد قسموه وضيعوه، أمام غرباء ومجموعات همجية، جاءت من الصحراء لتغزونا وتقتلنا؟ مجموعات نبذتهم الحضارة، ورفضتهم الأرض، عاثوا في أرض الحضارات فسادً وخرابا!
بعد حمورابي ومسلته، ها نحن اليوم نحتكم لشريعة الغاب، غيبنا الدولة؛ ورحنا نحتكم للعشائرية والفئوية والحزبية، بعد ستة ألاف عام من الحضارة، صرنا اليوم أسارى دِوَلٌ عمرها بضع سنين، حضارة زيفها طواغيت وجبابرة وظلمة، خربوا كل شيء في هذه الأرض، قتلوا أهلها، وسرقوا خيراتها، ولم يسلم منهم حتى التأريخ، فقد باعوا ما استطاعوا حمله وتهريبه.
 يعيش أبناء هذا الوطن اليوم، وكأنهم غرباء في هذه الأرض، متفرقين ومنقسمين، قد نسوا حضارتهم وتركوا هويتهم، فصار الواحد منهم يتهم الآخر، وتركوا وطنهم، فالمصانع معطلة، والمزارع خاوية، والتجارة خاسرة، لا نعلم لمَ كل هذا الخراب والظلم والفقر، حل بهذا الشعب؟ وكيف لساسة فاسدين وفاشلين، أن يخدعوه المرة تلو الأخرى؟! فأين كل ذلك التأريخ؟ حقيقة هو أم اكذوبة؟ إذا كان حقيقة فلماذا كل هذا التخلف الذي نحن فيه؟!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك