المقالات

الاستجواب؛ وطني أم سياسي !؟|| منهند آل كزار

1333 2016-09-02

  مهند آل كزار لا يمكن الحصول على إحصائية دقيقة، حول عدد سياسيي الصدفة، الذين خدمتهم الظروف، بعد تغيير النظام السياسي في العراق، وسقوط حزب البعث الصدامي، حتى بات الرقم عند بعض المتابعين يفوق كل التوقعات.
هذه هي نتيجة الديمقراطية، عندما يتم إقحامها في مجتمعً عاش عقود من الزمن، تحت وطأة الأنظمة الشمولية، التي تسير المواطنين بحد السيف، وحبال المشانق، حتى بات من يمتهن السياسة، لا يميز بين الصديق والعدو، والمقبول من عدمه، لذلك تجده يتنقل بين كتلة وأخرى،  ومن حزب الى حزب أخر، تتقاذفه المصالح الشخصية، وغياب الروح الوطنية.
المعروف عن نظام تعدد الأحزاب، أنه يمتاز بأنتشار التشرذم وعدم الاستقرار السياسي، بسبب كثرة الأحزاب العاملة في الساحة والتي تختلف في الأيديولوجيا، والمبادئ، والأهداف، التي تسعى لتحقيقها من خلال الحصول على أكثر عدد ممكن من المكاسب، وهو ما عانينا منه خلال السنوات الماضية.
هذه المقدمة ؛ عششت في ذهني،  بعد موضوع أقالة وزير الدفاع السيد خالد العبيدي، حتى بات نقطة تحول في علاقة القوى المتحالفة، وتمسك بعض منها بأحقيتها في محاسبة الفاسدين، الذين اتهمهم السيد الوزير، وبعضهم في أقالة الوزير الذي تجنى على السيد رئيس البرلمان وبعض النواب لأسباب ودوافع سياسية، حتى وصل القصور الفكري الى تناسي الظروف الامنية والقفز عليها في أغلب الأحيان.
جبهة الإصلاح تريد أن تكون قضية أقالة العبيدي رصاصتها الاولى للشروع نحو محاربة الفساد بقيادة المصلحة عالية نصيف،!! وبدعم مباشر من السيدة حنان الفتلاوي، والسيد هيثم الجبوري، الحزب الاسلامي كذلك يريد أن يحافظ على هيبة أمينة العام المستقبلي، لأننا نتميز بثنائية السلطة الحزب والرئاسة، في قبال ذلك؛ متحدون التي دعمت وزير الدفاع في مشروعه الهجومي بكل ما تملك من قوة، ويقف الى جانبها أتحاد القوى ممثلا بزعيمه صالح المطلك، وكل منهم لا يريد أن يكون سليم الجبوري منافسا جديدا لهم، خوفا من أن يتزعم الطائفة السنية في المستقبل القريب، وبين أهداف، ومصالح هذا الطرف وذاك، تدور الدوائر من دون الالتفات الى الاهتمامات الوطنية .
بروز ظاهرة استجواب الوزراء في الآونة الاخيرة، 
تثير كثير من التساؤلات؛ منها أن هناك من يراها صحوة وطنية ضد الفساد، وهذا الامر مستبعد لان اغلب النواب المستجوبين تحوم حولهم شبهات فساد، وكانوا جزءا من المنظومة السياسية التي حكمت لسنوات فائتة، وهناك من يرى انها تصفية حسابات، والدليل على ذلك هو أستجواب الوزراء الحالين من دون الالتفات الى من سبقهم من الوزراء الذين تسببوا بهدر مليارات الدولارات، ودون مراعاة الظروف الأمنية في قضية وزيري الدفاع والداخلية .
كل المؤشرات تدل على أن الوزارات سوف تدار بالوكالة، وأن هناك خلاف واضح بين طرفي دولة القانون( المالكي والعبادي) وهو من يتحكم بدفة هذه الاستجوابات، وقد تناغمت معه القوى السنية التي ذكرناها في بداية الحديث، مما تسبب بفوضى، وأرباك، غير مسبوقين في مجلس النواب العراقي، وصلت الى حد المبارزة بقناني المياة، بين نواب دولة القانون جناح السيد المالكي، وبين النواب الأكراد في عملية أستجواب السيد هوشيار زيباري .
عدم مأسسة التحالف الوطني هو السبب الرئيسي في التقاطعات، والتشنجات، الحاصلة في العملية السياسية، وعدم قدرة أطرافه على أختيار رئيس يقوده هو الفشل بعينه،  وخطورة المرحلة تتطلب أن يكون هناك تعاون، وتبادل للأدوار، وأعطاء الذين يملكون المقبولية دوراً، لكي يعملوا على أصلاح ما أفسده المفسدون  طيلة السنوات المنصرمة، أما اثارة هكذا قضايا فهي لاتخدم سوى داعش وجماعات المصالح السياسية الشخصية .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك