المقالات

السنة يتخلون عن عروبتهم في اربيل

1865 2014-12-22

مفارقة غريبة تلك التي حصلت في مؤتمر القوى السنية الذي اقيم في اربيل قبل يومين عندما وَقَع القائمون على هذا المؤتمر بخطأ كبير لم يتمكنوا من استدراكه والتغلب عليه رغم محاولات البعض الحثيثة لتجاوز الحرج والغيبة،الا إن كل تلك المحاولات جاءت متأخرة ولم تنفع في رفع الكلفة والحرج. 
والمشكلة التي تورط بها العرب السنة ولم يلتفتوا إليها الا في الوقت الضائع هي انهم لم يفكروا بعروبتهم التي طالما تغنوا بها وكتبوا عنها وقاتلوا من اجلها بعد ان تركوها في بغداد حقدا على الصفويين وذهبوا الى اربيل يبحثون عنها في ربوع هولير دون ان يجدوا لها من اثر سوى بقايا لرجال لم يعد لهم اي ارتباط بالعراق وأرضه.

ان عقد مؤتمر عربي لمكافحة الإرهاب في اربيل أمر غريب،وسبب الغرابة هو ربطه بالعروبة،وقد كان بإمكان الجهة القائمة عليه ان تربطه بالعراق ليكون أكثر شمولية وأكثر مقبولية سواء عقد في اربيل او دهوك او بغداد،اما ان يكون عروبيا فقد تجاوز العنوان حدود المنطق والمقبولية خاصة وان اربيل والعروبة على طرفي نقيض ولا توجد بينما اية نقاط للالتقاء حتى وان كانت اربيل نقطة للالتقاء بالقتلة والإرهابيين والطائفيين والمحكومين بالإعدام.

امر عقد مؤتمر عربي في اربيل لم يكن النقطة الجوهرية في غرابة المؤتمر وتوقيته إنما هناك نقطة أخرى اكثر غرابة وهي تسميته وان كانت تلتقي مع النقطة الأولى لكنها تتسع ليكون التساؤل اعم واشمل وهو هل ان أبناء المحافظات الستة الذين شاركوا هم العرب وما سواهم هنود مثلا او صفويين فإن كانوا عربا فلماذا لم يتم دعوتهم وان لم يكونوا عربا فمن يقول انهم ليسوا عربا،ولماذا يشاركهم النجيفي والكربولي والكرحوت الماء والحياة ولقمة العيش،ولأننا لازلنا في غرابة المؤتمر ومكانه وتسميته فقد كشف مؤتمر العرب لمكافحة الإرهاب عن النفس الطائفي الحقيقي الذي يتكلم به قادة العرب السنة وهم طالما اتهموا خصومهم بهذا الاتهام رغم ان خصومهم لم يتكلموا يوما بمثل هذا النفس ورغم انهم لم يعقدوا مؤتمرا لمحافظات الوسط والجنوب في اربيل 

مع كل العجائب والغرائب التي رافقت المؤتمر العربي لمكافحة الإرهاب في اربيل الا ان نتائجه لم تكن بمستوى الطموح ولم تصل الى حد حفظ ماء الوجه للقائمين عليه بل أريق هذا الماء بعد ان حضر القتلة والمجرمين والإرهابيين والمطلوبين فكان ان غاب العرب والعروبة عن المؤتمر بينما حضره القتلة والمجرمين والطائفيين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك