المقالات

ما هو الفرق بين الفساد والسرطان ؟؟

1575 2014-12-05

لا تبدو المقارنة الأولية واقعية بين الابتلاءين لان الأول يقوم به افراد وتتاثر به المجتمعات والدول اما الابتلاء الثاني وهو السرطان فيصيب الأفراد وتعمل الدول على معالجته وبالتالي فان الاثار التي يتركها كل داء تختلف في نتائجها وتأثيرها على الأطراف التي يصيبها الا ان العلة والعلاج يمكن ان تكون نقطة التقاء أكثر من النتائج والتأثير. 

وللتوضيح اكثر فان معالجة مرض السرطان اعاذنا الله واياكم منه تحتاج الى سرعة في التشخيص ودقة في العلاج وشجاعة في اقتلاع كل الخلايا المصابة وربما الخلايا القريبة غير المصابة حتى لا يعاود الانتشار مرة اخرى وبالتالي يكون الموت للمصاب هو الحالة الاقرب من العلاج اذا ما فشل التشخيص والعلاج.،اما الفساد فانه يحتاج ايضا الى سرعة في التشخيص ودقة في العلاج وسرعة في الاستئصال لان التاخير يعني استفحاله وموت دولة باكملها وليس فرد واحد كما هو الحال في مرض السرطان.

ولعل التركة الثقيلة التي ورثتها حكومة العبادي من الحكومة السابقة بما يتعلق بملفات الفساد المالي والاداري كبيرة جدا ويصعب تحديد اولوياتها الا ان الخطوات الاولية التي اتخذتها الحكومة خطوات مهمة وضرورية وتدعوا الى الفخر والتطلع الى الامام لما هو افضل واشمل،لكنها بكل الاحوال ليست كافية لغلق ملف الفساد المالي والاداري،المعروف بكونه الاخطر والاوسع والاشمل،لهذا فان ما حدث يعتبر بداية للمعالجة وليست النهاية.
ان حكومة السيد ألعبادي اذا ما أرادت معالجة ملف الفساد المالي والإداري الشائك فعليها ان تستمر في إجراءاتها الواعية الرادعة وان تستخدم كل الطرق القانونية والأخلاقية والشرعية وان لا تتوقف عند حد معين لان وقوفها وقد بقيت خلية واحدة فاسدة معناه ان سرطان الفساد سيعاود الانتشار من جديد وان كل ما قامت به من إجراءات ومحاكم وتغيير، ذهب هواء في شبك.

ان الحالة التي تعيشها الدولة العراقية تعتبر الأفضل على مدار السنوات التي أعقبت سقوط نظام البعث ألصدامي وهذه الأفضلية تعطي فرصة ومساحة اكبر للدولة وللحكومة ان تنفذ خططها وبرامجها للقضاء على الفساد المالي والإداري وبالتالي فان كل إجراءاتها ستكون محمية قانونيا وإعلاميا وجماهيريا.

ان فلسفة التغيير الذي دعت إليه المرجعية الدينية العليا أعطى ثماره بما قامت به حكومة ألعبادي من إصلاحات جذرية في المؤسسة الأمنية والعسكرية وبما قامت به من خطوات إصلاحية في القضاء على الفساد المالي والإداري في المنظومة العسكرية الا ان المرجو من ألعبادي ووزرائه هو ان تستمر عملية القضاء على الفساد في كل وزارات ومؤسسات الدولة لان الداء قد ضرب كل زاوية ومفصل وان التوقف عند حد معين يمثل خيانة وانتحار.
ان الفساد المالي والإداري الذي ضرب الدولة العراقية اكثر خطرا من السرطان لذا فان اقتلاعه واستئصاله هو الامر الوحيد الذي يمكن من خلاله التخلص منه إلى الأبد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك