المقالات

من هنا بدأت فكرة تشكيل أفواج الحشد الشعبي

1724 2014-09-27

خلال سنوات الفتنة الطائفية بين اعوام 2005 و2007 ،والتي تسببت بجراح عميقة في جسد اللحمة العراقية، انبرى رجل الحكمة الراحل السيد عبد العزيز الحكيم،بطلب تشكيل اللجان الشعبية تكون مهمتها حماية المناطق السكانية وظهيرا ساندا للقوات المسلحة ومؤسسة منخرطة مع الدوائر الامنية،وكانت رؤية السيد الراحل تنطلق من احقية هؤلاء الشباب في حماية مناطقهم ومساعدة القوات الامنية والقضاء على البطالة بين صفوف الشباب من ذوي التعليم المحدود، الا ان طلب السيد الراحل لم يؤخذ على محمل الجد من قبل القيادات السياسية والعسكرية المتصدية في تلك الفترة جهلا وحقدا وحسدا،ولم يكتب للتجربة النجاح وبقيت في حدود المبادرات المحدودة،الا انها اينعت نبتةٌ صافية في منهج الاخلاص والصدق والنزاهة،مع اهمية الاشارة الى ان فكرة اللجان الشعبية، ليست الفكرة او المشروع الاول الذي يقف الجميع بالضد منه،بل سبقه الى ذلك مشاريع ومطالب لو قيض لمن عاصر الراحل الحكيم فهمها وادراك اهميتها واستشراف مستقبلها لما تردد لحظة واحدة في رفضها.

المهم ان المشروع اعيد إحيائه من جديد،وهذه المرة بعد ان اصاب العراق سهما بمقتل،تسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة، مع فقدان مساحات شاسعة من ارض العراق العزيز،غير ان اعادة احياء فكرة اللجان الشعبية لم تكن من جهة الحكومة او ممن رفض فكرة عزيز العراق،انما جاءت من خلال طرف لا يمكن الوقوف بوجهه او التشكيك بدوافعه ،وكما فعلوها سابقا، وهذه الجهة هي المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة اية الله العظمى السيد السيستاني،الذي افتى بوجوب الجهاد الكفائي لدفع الضرر عن ارض العراق،ومقاتلة العصابات الاجرامية التابعة لتنظيم داعش والمجاميع الاجرامية الاخرى،فكان ان تشكلت لجان الحشد الشعبي.

وللحق فانه لولا فتوى المرجع الاعلى بوجوب الجهاد الكفائي ومقاتلة تنظيم داعش والعصابات الإجرامية،لكان وضع العراق مختلف تماما،ولكنا مشردين او مقتولين او اسرى وسبايا نساق من بلد الى بلد،الا ان ابطال الحشد الشعبي تمكنوا من وقف تقدم العصابات الداعشية،وأعادوا مسك الأرض ومن ثم بدءوا عملية استعادة ما تم سلبه من قبل خفافيش الظلام.

ان تجربة الحشد الشعبي استنساخ لتجربة اللجان الشعبية ،وهي تجربة ناجحة وتحتاج الى استمرارية وديمومة ،من اهم مقدماتها تشكيل هيئة وطنية جامعة لهؤلاء الأبطال تكون مهمتها احتضانهم وإعادة تأهيلهم كل حسب محافظته باعتبارهم المدافعين والمضحين والمجاهدين الذي بذلوا أنفسهم دون شروط او امتيازات وعلى عزيمة هؤلاء تقاس الأمجاد والمكاسب والانتصارات.

ان على الدولة الاسراع بتوفير احتياجات هؤلاء الابطال واتمام اوراق تعيينهم وتسليحهم بما يليق بمقامهم وزجهم في دورات تخصصية ومنع التلاعب بحقوقهم او ادخال العناصر السيئة معهم لان من شان هذا الفعل ان يسيء الى هذا التشكيل العقائدي الذي تمكن في غضون ايام من اسقاط هيبة وجبروت داعش الوهابي، ووجود العناصر السيئة في هذا التشكيل المقدس سيؤدي الى افساد المشروع برمته وينزع عنه صفة الولاء والانتماء الى الوطن والى الشعب وسيجعله تابعا للدينار والدرهم والعبودية العسكرية المجردة.

على المعنيين ان يتوقفوا في هذه الفاصلة الزمنية عن فشلهم وجهلهم وإجراءاتهم الروتينية المميتة وان يعيدوا عقارب الزمن الى الوراء ويتعلموا من الاخطاء القاتلة التي تسببت بخسائر كبيرة حد الوجع وان يعملوا في هذه المرة باخلاص من اجل العراق والعراقيين فقد تكون الفرص غير متوفرة في المرة المقبلة خاصة وان من اطلق الفتوى ليس شريكا سياسيا يمكن تاويل مطالبه رغم ان من ادعاها اول مرة كان مخلصا ايضا لكن نقول... فات فات وعلينا بالزمن آلات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك