المقالات

التغيير: بدايات ونهايات عراقية

1310 2014-03-18

احمد شرار

قرأت لكم للكاتب الأمريكي الشهير ديل كارنجي، لست هنا في صدد استعراض سيرة هذا الشخص، قرأت كتبه وتأثرت فيها كثيرا، كما أثرت فيمن قرأها، تعلقت في ذهني وبقوة، قصة تتحدث عن التغيير، أحببت أن أشارككم اياها.
تبدأ القصة في قرية صغيرة من قرى الغرب الأمريكي ,وفي بداية القرن المنصرم عن شاب كان يعاني من شعوره بالوحدة ,والقلق شديد حول مستقبله بعد تخرجه، ماذا يفعل في تلك القرية الصغيرة، التي سيطر عليها بضعة رجال أعمال قساة ويعمل لديهم معظم أفرادها، بأجور بسيطة هزيلة، كان أبوه أحد العمال البسطاء، عزم رأيه في أحد الأيام أن يهاجر القرية , بعد أن ودع عائلته، دس والده خطابا مغلقا في جيبه، وقال له عندما تشتد عليك الأمور أفتح خطابي هذا ,أستقل القطار ويمم نحو أحد المدن الكبيرة التي يجتاحها فوران العمل والنشاط، وبالرغم من الاختلاف الكبير بين المدينة المبهرة والقرية البسيطة التي أتى منها, لم يستطع أن يتغلب على قلقه الذي رافقه من القرية, بل شعر بالوحدة أكثر من ذي قبل.
تذكر ذلك الخطاب الذي دسه ابوه في جيبه، فتح الخطاب وكانت كلماته (بني الى أين أنت ذاهب، فها أنت قد غادرتنا وابتعدت عنا مئات الاميال، لكنك حملت قلقك معك، ابدأ بتغير نفسك وستنجح في أي مكان حتى في قريتنا الصغيرة)، أطرق برأسه لبعض الوقت، وقد رجع بعدها على متن أول قطر متجه نحو قريته.
رجع الي بيته، وجمع العمال من أصدقاء أبيه وبدأ معهم مشروع بنكي صغير، أستطاع من تطوير المستوى الاقتصادي للعمال البسطاء وأن يحررهم من سطوة رجال الأعمال الجشعين وطوروا قريتهم كثيرا، وأخيرا ترك رجال الجشعين تلك القرية بعد أن تقوضت سلطتهم هناك، وازدهرت تلك القرية بفضل أصرار ذلك الشخص وترابط أبناء تلك القرية، كما تخلص صاحبنا هذا من القلق حول مستقبله، أذ أنه أصبح عمدة تلك القرية.
تشرذم بعدها رجال الأعمال الجشعين الذين وضعوا مصالحهم الشخصية في المقام الأول، وكان لخلافاتهم حول الأرباح والنفوذ هي شاغلهم الأساس، لم يكترثوا للعمال الذين حققوا لهم تلك الأموال والسطوة، بل ضغطوا عليهم وسحقوهم.
لم تعلق تلك القصة في ذهني هباءً، لقد جسدت واقع العراق اليوم وما ينطبق على تلك القرية، ينطبق علينا اليوم، فمواطنينا اليوم يعانوا من ظلم وحيف كبير.
ترى ما الذي تحقق على مدى ثمان سنوات من مطالب المواطنين، أمان؟، استقرار اقتصادي؟، تطور في أي مجال حياتي؟ حفاظ على اللحمة الوطنية؟ أن عكسنا كل ما تقدم، نكون قد وصفنا وأقعنا، وتسلط رجال اعمال، جشعين متناحرين متسلطين برداء قادة سياسيين.
أصابنا القلق والخوف على مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة من بعدنا، فيجب علينا ألا ننسى، ان من يتحكم بمصيرنا اليوم، نحن، نحن من أتى بهم ونحن من سيغيرهم فلسنا بحاجة للقلق بعد اليوم بل للفعل.
فصوتك من يزيل هذا القلق ومسبباته.
أحمد شرار / كاتب وأعلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك