اليمن

غضبة الطوفان ..

1128 2023-10-08

 عبدالملك سام ||

 

يحدث أحيانا أن يأتي عليك موقف وتجد نفسك فيه وأنت عاجز عن الكلام بسبب طوفان المشاعر التي تجتاحك، ولكن اليوم ليس كأي يوم ولابد أن أتكلم، ولابد أن أثرثر، حتى لو تلعثمت أو قلت كلاما غير منتظم، فما يحدث في فلسطين عقد اللسان فرحا، وكنت أظن أني أبالغ حتى شاهدت الناس في الشارع وقد بدت الفرحة في ملامحهم، فعذرت نفسي.. بل أنه أذهلني أعداد من خرجوا في مسيرة التأييد العفوية والتي ضاقت بهم ساحة التجمع.

كلنا سعداء من أجل الشعب الفلسطيني الذي أعتدناه معتدى عليه مجرور بالحسرة، شعب يتحمل الظلم والتعسف والنفاق الدولي حتى بات يفرحنا لو أن فلسطينيا واحدا أستطاع أن يطعن أو يدهس إسرائيليا واحدا ثم يُقتل! حتى لو فر فسيبحثون عنه ويجدوه ويقتلوه، ثم يبحثون عن بيت أهله ويخربوه، ويعتقلوا نصف أسرته وجيرانه، ثم يحتفظون بإسم عائلته حتى يتسلى بقصفهم طيار ما إذا ما بدأ عدوان جديد لأي سبب، وما أكثر الأسباب التي يبرر بها الإسرائيليون أعتداءاتهم على الآخرين!

في هذا اليوم أكثر الناس رعبا ليسو بنو صهيون، ولا الأمريكيون أو الأوربيون.. لا، فأكثر الناس رعبا هم الصهاينة المستعربين بقايا بني قينقاع وبني النضير.. حاخامات محفل الشرق المتسترين بالتقوى ماضيا، والمفضوحين بدياثتهم حاضرا.. أما سبب رعبهم فلأنهم ظنوا "إسرائيل" إله لا يقهر، فسلموا لها مصيرهم ومفاتيح خزائنهم وعواصمهم، وراهنوا على ذلك دون أن يترددوا لحظة، فإذا بها أوهن من بيت العنكبوت!

كلنا يتذكر مواقفهم المخزية في حرب "تموز" عندما قارحوا على أن حزب الله مهزوم، ثم صدموا وخابت آمالهم عندما أعلن الكيان الدخيل هزيمته! وهاهم اليوم لا يجدون ما يقولون سوى أن يتباكوا على حائط خيبتهم مجددا، ويستغيثون بيعوق ونسرا، ويرسلون الدعم سرا وجهرا لمن ظنوها مولاتهم حتى تصمد فقد ربطوا مصائرهم بمصيرها، وهزيمتها تعني فناءهم.. ولا عزاء للخونة.

هذا الكيان اللعين جماعة مسوخ وأباليس لا يرون سوى انفسهم بشرا، بينما "الآخرون" ليسو سوى كائنات (غوليم) لا يستحقون العيش! ومعركة اليوم حتى لو لم تحسم بتحرير أرض عانت من جورهم لأكثر من قرن، إلا أنها صفعة مدوية في وجوه أعداء الإنسانية هؤلاء الذين لا يفهمون سوى لغة القوة، وغضبة ستظل آثارها تزلزل كيانهم اللقيط حتى يزول، ولن يهدأ العالم ما بقي منهم شيطان واحد، ولعل هذا الزوال قريب بإذن العزيز الحميد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك