اليمن

الهروب .. [ قصة قصيرة ]

1185 2023-10-04

 

 عبدالملك سام ||

 

"الهروب"، تكررت الكلمة برأسي للمرة الألف خلال هذا اليوم فقط، ومنذ الصباح وأنا أنتظر أخبار نجاح خطتي التي كلفتني أموالا طائلة.. ورغم أن هذا الكلام يدور في بالي فقط، ولكن كلما لمعت الفكرة برأسي أشعر بأن ضغط الدم يعلو فجأة، وأتلفت حولي وأنا ارتجف خوفا من أن يكون صوت الفكرة عاليا فيسمعه أحد آخر، فليس هناك من أثق به سواي بعد أن بقيت فترة أتخوف من أن يعرف أحد بماذا أفكر، فكل شخص حولي كان يعتبر مشروع جاسوس محتمل!

كان الوضع سيئا جدا، وكم كنت غبيا عندما ظننت أن هؤلاء الذين أتوا لإحتلال بلدي ليسو سوى حفنة من الأغبياء الذين أستطيع أن أخدعهم وأسرقهم ثم أفر مع عائلتي للخارج بما خف حمله.. لكن الحقيقة أن هؤلاء لابسي "العقالات" لؤماء جدا؛ فقد أخذوا زوجتي وطفلتاي إلى بلدهم كرهائن حتى يضمنوا خضوعي التام لإرادتهم، ومن بعد ذلك تحولت معاملتهم لي إلى الأسوأ.. لقد أحتملت الشتائم والضرب والمهانة من حينها، ولكني ظللت أتظاهر بالثبات والقوة حتى لا يعلم الناس بما يحدث.. هكذا كانت الأوامر التي أمليت علي دون أن أستطيع أن أعترض.

ترى ماذا يحدث لعائلتي هناك في بلد الأبراج اللعينة؟ زوجتي وأبنة عمي الريفية البسيطة.. كم كنت غبيا عندما ورطتك معي يوم قبلت أن أتعامل مع عديمي الرحمة هؤلاء.. فتاتي، نادية وندى البريئتان.. نادية بشعرها الطويل الفاحم العربي الجميل وضحكتها الودود، وصغيرتي ندى بوجهها الصبوح الذي أرتسمت على خده الأيسر شامة الحسن التي كنت أعشق تقبيلها.. ترى ماذا تفعلن الآن يا حبيباتي؟!

لقد نجحت وفررت بجلدي بعد أن تعبت من حياة المهانة والذل، وهأنا في غرفتي بإسطنبول منذ أسبوع انتظر نجاح خطة تهريب عائلتي ولم شملنا، ولم يكن الأمر بالهين، فقد استخرجت لنفسي تقريرا طبيا يفيد بأنني مريض بسرطان البروستات في مرحلة متقدمة، ولهذا سمحوا لي بالسفر إلى القاهرة، فأنا خادمهم المطيع الذي لا يسرهم خسارته خاصة بعد أن أصبحت قائدا لمجموعة من مواطني الذين يتبعون أوامري، وهم لا يعرفون أي قائد خائن وذليل يتبعون!

دق جرس الغرفة فجأة، فقمت وفتحت الباب، وإذا بي أرى الخادم يناولني صندوقا مربعا ويغادر بسرعة.. أغلقت الباب وفتحت الصندوق، فوجدت بداخلة قرصا مدمجا بجانبه ورقة كتب عليها: "نرجوا أن تستمتع بهذا الفيلم القصير الذي يظهر بطولاتك في فندق برج العرب منذ عامين"، وفي الصندوق أيضا ثلاث كرات مغطاة بالمخمل الأحمر، وما إن كشفت الغطاء حتى رأيت ثلاثة رءوس مشوهة أحدها له شعر طويل فاحم عربي جميل، والآخر كان لوجه صبوح أرتسمت على خده الأيسر شامة حسن كنت أعشق تقبيلها!

[صحيفة تركية كتب فيها الخبر التالي:

العثور على السياسي اليمني (.......) مقتولا في غرفته بفندق (......) بإسطنبول، وقد رجح مصدر أمني أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن ما حدث جريمة قتل تمت بطريقة إحترافية لتبدو كعملية إنتحار، فيما أكد المصدر .......الخ]  -(تمت

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك