اليمن

أفتح بابا للخير على حياتك

1764 2023-03-07

عبدالملك سام ||

 

يقال أن هناك شيئين إذا أنفقت مالك عليهما فإنك لا تندم أبدا، وهما السفر والتعليم.. ولكني أحب أن أضيف أن هناك شيء آخر لا يمكن أبدا أن تندم عليه ولو أنفقت مالك كله عليه، ألا وهو الصدقة.

أنا لست من يضمن هذا الأمر، وإلا ما كان عليك أن تصدقني قبل أن تتأكد، ولكن من يضمن هذا الكلام هو الذي قال: {وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون}، والضامن الثاني هو القائل: "ما نقص مال من صدقة"، أما الضامن الثالث هو ما نراه في الواقع من مصاديق هذه الوعود..

لو رأيت محلا تجاريا في منطقة غير مأهولة، ورغم ذلك تراه يغص بالزبائن، فأعلم أن صاحبه من المتصدقين.. ولو قابلت شخصا ينعم بالرزق والصحة وبيته ينعم بالبركة، فتأكد أنه من المنفقين في السراء والضراء.. ولو سمعت عن رجل يتمتع بحب الناس، وفي وجهه هدوء وسعادة، فأعلم أنه ممن في ماله حق معلوم للفقراء والمساكين.

أعرف شخصيا العديد من الناس الذين يمكن أن يذهلوك بمقدار ما يصدقون وعود الله، وأحيانا كنت أجدهم وهم يقترضون المال لكي ينفقوا رغم حاجتهم، ويعيشون حياتهم في طمأنينة وسعادة رغم ظروفهم الصعبة.

كان والدي - رحمه الله - يكرر على مسامعي دوما قول الإمام علي (ع): "الصدقة دواء منجع"، وإذا رأني عابسا نصحني بالصدقة، وإذا كان أحد أفراد أسرته مريضا سارع لينفق ما في جيبه قليلا كان أم كثيرا، وبعد ذلك يبحث عن الدواء، ولطالما كان هذا كافيا لحصول الشفاء بإذن الله.

نحن في هذه الأيام نجد أن ظروف الناس صعبة بسبب العدوان والحصار، ومع إقتراب أيام شهر رمضان المبارك يجب أن نلتفت لحاجات الناس طلبا لقضاء حوائجنا نحن أولا، وأن هذه الظروف لا يجب أن تمنعنا من الإنفاق لوجه الله، بل على العكس فهي فرصة لننفق من القليل الذي بأيدينا للحصول على الخير الكثير وتفريج الكرب.

أن أكتب أنا عن هذا الموضوع ليس معناه أني أفضل حالا منكم، ولكن من باب التناصح فيما بيننا كإخوة.. أما من لم يجد ما ينفق فليحاول أن يدل على الخير، فهذا من الإحسان، ويكفي أن هذا سيكون سببا لمحبة الله، وتخيلوا معي ما هي نتيجة أن تكون محبوبا من الله! ودمتم بخير جميعا..

🔖 يقول الله سبحانه :  {وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ  وَأَحْسِنُوا  إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (سورة البقرة: 195)

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك