اليمن

اليمن/ الشهداءُ في ذكراهم السنوية.


محمد صالح حاتم ||

 

العظماء يبقون دائماً في ذاكرة التاريخ، لا يمكن أن تمحوا ذكراهم الأيّام والأحداث والسنوات، فلا يمكن نسيانهم ولا يمكن نكران تضحياتهم؛ لأَنَّهم ضحوا بدمائهم؛ مِن أجل أن نعيش في عزة وكرامة، رووا تربة الوطن لمنع تدنيسها من المحتلّ والغازي، ذهبوا إلى الجبهات وهم يحملون الإيمَـان في قلوبهم والأكفان على جنوبهم، أمنيتهم نيل الشهادة، لم يذهبوا طمعاً في جاهٍ أَو منصب، أَو جني المال والسلاح والسيارات والأطقم، كانت الشهادة أسمى غاياتهم، وحلم حياتهم، فاصطفاهم الله إلى جوار أنبيائه، فهنيئاً لهم هذه المكانة..!

عظماؤنا هم من نحتفل بذكراهم، ونعيش في أمن وأمان بفضل دمائهم، فما هو واجبنا نحوهم ونحو أسرهم؟

في كُـلّ عامٍ نحتفل بالذكرى السنوية للشهداء، فيتم الاستعداد مبكراً لهذه المناسبة على المستوى الرسمي والشعبي، وهذا شيء عظيم، فيتم إحياء المناسبة في الوزارات والمؤسّسات والمحافظات والمديريات وتتوشح الشوارع والطرقات وجدران المؤسّسات والبيوت بصور الشهداء، وهذا قليل في حقهم.

كلما ذكرناهم نفتخر ونعتز بهم أننا قد نكون الشعب الوحيد في المنطقة الذي يحتفل ويفتخر بشهدائه، لكن السؤال الأهم ماذا بعد الاحتفال بالذكرى السنوية للشهيد؟

هؤلاء العظماء مهما احتفلنا ومهما رفعنا صورهم، ومهما زوملنا لهم، وأنشدنا الأناشيد فيهم فلن نفيهم حقهم، ولن نستطيع أن نجازيهم جزاء ما عملوه؛ مِن أجلِنا، لكن المطلوب منا حكومةً وشعباً أن نهتم بأسر الشهداء وأن نقدم لهم كُـلّ الخدمات، وأن يتم تسليم مرتبات شهرية لأسرهم، باستمرار دون انقطاع، وأن يكون لهم الأولوية في ذلك، لا يكفي أن نذكرهم فقط في الذكرى السنوية للشهيد أَو في المناسبات الدينية، هؤلاء يجب أن يكونوا حاضرين على الدوام، كذلك لا بُـدَّ من تأمين صحي لأسر الشهداء، ومجانية التعليم في المدارس والجامعات والمعاهد الأهلية والخَاصَّة والحكومية، وتوفير المساكن لأسر الشهداء أَو تخصيص أراضي وبنائها لهم في جميع المحافظات، وأن تكون لهم الأولوية في مشاريع التمكين الاقتصادي، فهذا أقل ما يمكن تقديمه وفاءً لتضحيات الشهداء.

 

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك