اليمن

اليمن/ نحو اقتصادُ المقاومُ للتحرّر من هيمنة دول الاستكبار والاعتماد على الذات


 محمد صالح حاتم ||   لم يعد الأعداء يعتمدون على الحرب العسكرية في احتلال وإخضاع البلدان، بل ذهبوا لما هو أبعد وأسهل، وغير مكلف، وهو الحرب الاقتصادية، والتي عن طريقها يتحكمون في لقمة العيش، ويسيطرون على الشعب من خلال هذه الحرب، فأصبحت البلدان العربية ضحية للاستعمار الغذائي. وأمام هذه الحرب أصبح من ضمن طرقها هو الحصار الاقتصادي، وعدم السماح بدخول المواد الغذائية الأَسَاسية، إلاّ بالقطارة، ولا يسمحون بتصدير الثروات التي تمتلكها البلدان، كما عملوا مع العراق وإيران، واليوم مع شعبنا اليمني منذ سبعة أعوام، وشعبنا محاصر ولا يسمح بدخول المواد الغذائية الأَسَاسية والمشتقات النفطية، إلَّا ما ندر، وهذا يجعلنا أن نتحرّر، وأن لا نظل مكتوفي الأيدي، ونستسلم للأعداء بل يتوجب علينا البحث عن حلول، خَاصَّةً ونحن نمتلك مقومات اقتصادية كثيرة، ومن هذه الحلول هو التحول إلى الاقتصاد المقاوم. وهذا الاقتصاد يعد نوعاً من أنواع الاقتصاديات التي ظهرت حديثا في إيران، ويعرف مصطلح الاقتصاد المقاوم بأنه الاقتصاد الذي يتعامل مع العقوبات الاقتصادية التي تفرض على بلدٍ ما. وبمعنى آخر: بأنه الاقتصاد الذي يتحرّر من الهيمنة الرأسمالية -دول الاستكبار العالمي- ويعتمد على الذات، لتحقيق الاكتفاء الذاتي. وهذا النوع من الاقتصاد يعتمد على الإنتاج المحلي لتعويض النقص في المواد المستوردة، ودعم الصناعات المحلية، والمنتج الوطني، ومقاطعة المواد المستوردة من الخارج، وكذا عدم الاعتماد على الصادرات الخاصة بالنفط والغاز، ويكون المجتمع هو أَسَاس الاقتصاد المقاوم، عن طريق الجمعيات التعاونية، والصناعات المحلية الصغيرة، والأصغر، وتمثل الزراعة العمود الفقري للاقتصاد المقاوم، والذي من خلالها يتم توفير المواد الغذائية الأَسَاسية.. وبهدف نجاح الاقتصاد المقاوم لا بُـدَّ القيام بعدة خطوات جريئة وجادة من قبل الدولة ومنها: – تقليص عدد الحقائب الوزارية والمؤسّسات والهيئات الإدارية للدولة، والسفارات والقنصليات؛ بهَدفِ خفض النفقات والاستحقاقات المالية لها. – مكافحة الفساد بشفافية، ومحاسبة ومعاقبة كُـلّ فاسد. – إعلان حالة التقشف، وعدم صرف السيارات والعلاوات للوزراء والمسؤولين. – ترشيد الإنفاق العام. – تقليل الاستيراد وخَاصَّة ً الكماليات (سيارات، أجهزه كهربائية، أدوات التجميل والعطورات)، ورفع رسوم الضرائب والجمارك عليها بشكل كبير. – منع دخول المنتجات الزراعية التي يتم إنتاجها محليا ً، ورفع رسوم الضرائب والجمارك على وارداتها، وتحويلها لدعم المنتج المحلي. – دعم الزراعة وتشجيع المزارعين على التوجّـه نحو زراعة الأراضي الزراعية وخَاصَّة المنتجات الزراعية الأَسَاسية حبوب وقمح وغيرها. – دعم المنتج المحلي، وتفضيله على المنتجات الخارجية المستوردة. – دعم التعليم بشكل كبير. – دعم البحوث العلمية والدراسات البحثية. فما أحوجنا اليوم إلى الاقتصاد المقاوم، والذي عن طريقه سنحقّق الاكتفاء الذاتي، ونتحرّر من الهيمنة الخارجية، ولكن بدون تطبيق ما ذكر من الإجراءات لا يمكن أن ننجح، وسنظل نكذب على أنفسنا وعلى شعبنا، وَندور في دائرة مفرغة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك