اليمن

صلصة الوطن !

2260 2021-09-04

 

عبدالملك سام ||

 

تعبت من الكلام مع حضرة المسؤول "المهم" ، فهو لا يحب أن يسمع إلا صوته هو ، وفي برجه العاجي يشعر بالفخر بنفسه وهو يجرب أبتكاراته علينا ، ودائما ما يشعر بالضجر من سماع رأي يخالف رأيه ! لذلك سأخرج للشارع اليوم لأتحدث في السياسة والاقتصاد مع مواطنين آخرين بسطاء من عامة الشعب ، الست فردا من الشعب ؟! وكل واحد منكم فرد من الشعب أيضا ؟! وككل يمني نحب أن نتكلم في أي موضوع بحرية وإسهاب ، إذن دعونا نتكلم ببساطة ..

في البداية أنا لم أقصد بكلامي مسؤول بعينه ، بل عنيت أي مسؤول بيروقراطي معتد بنفسه لدرجة لا يقبل معها أن يسمع لأي مواطن آخر ! ودعوني أذكر مسؤولنا العزيز بقول الإمام علي (ع) : "من شاور الرجال شاركهم عقولهم" ، أو كما قال . فلا عيب أن نسمع من بعضنا البعض ، فربما أن مواطن بسيط يستطيع أن يلهمك لفكرة تساعدك في عملك ، ولا شيء متوفر لدينا كالكلام ! فما الضير في ذلك ؟!

أذكر مرة أني كتبت مقالا في سنوات العدوان الأولى بعنوان "لكم عملتكم ولي عملتي" ، وكان هذا قبل أن أفكر بأن أنشر مقالاتي ، وكانت فكرتي يومها أن يتم فصل العملة القديمة عن العملة الجديدة التي طبعها العملاء وأغرقوا السوق بها ، واعتبارها عملة مختلفة ! وبصراحة لا أعلم من نقل الكلام ، أو ربما من خطرت له ذات الفكرة ، ولكني فوجئت - ويالسعادتي - بعد فترة بقرار فصل العملة القديمة عن الجديدة ، وأنا هنا لا أدعي أنني صاحب الفكرة الوحيد أو أطالب بمكافئة لا سمح الله ، ولكني سعيد بأن الفكرة طبقت وأفادتنا كثيرا ، وهذا دليل على أهمية أن نستمع بعضنا البعض .

لنتكلم في موضوع آخر .. مثلا دعونا نتكلم عن تجربتي مع الصلصة ! نعم الصلصة .. قررت في أحد الأيام أن أجرب كيف كان يعيش أهلنا قبل عصر الصلصة ، وبالفعل أشتريت الطماطم وطلبت من زوجتي أن تطبخ الإدام (الطبيخ) بدون صلصة ، ولكم أن تتخيلوا دهشتي من المذاق اللذيذ للطعام ! جربوه ولن تندموا .. المهم ، بدأ الهوس بالموضوع يستهويني ، وبدأت أحاول قدر المستطاع أن أستبدل المعلبات بمنتج محلي ، وبدأت أمشي مزهوا وأنا أتخيل أني شخص وطني ، فأنا أفيد أبن بلدي صاحب المنتج أولا ، ولا أعطي المال لعدوي الذي يحاصرني من جهة ، ويغرق أسواقنا بمنتجاته من جهة أخرى ..

المهم ، فقد تطور الموضوع أكثر ، وبدأ صاحب البقالة يشعر بالضجر من زبونه الذي لا يشتري إلا بعد أن يقرأ أين صنع المنتج الذي سيشتريه ، وحتى زوجتي بدأت تقلق من قضائي وقت أطول كلما ذهبت لأشتري شيئا من السوق ، وغالبا أعود بمنتح محلي قد يحتاج وقتا أطول ليستوي ، ولكن .. أتعلمون ؟! أنا أشعر بالرضا وأنا أفكر بأن هناك مزارع يمني ، أو صاحب معمل وطني ، يستفيد مما أشتريه أنا ، وأشعر بأني وفرت الكثير على نفسي وعلى بلدي ، كما أني أشعر - والله يشهد على صدقي - بأن صحتي أفضل بعد أن أستبدلت السمك والخضار والفواكه والعصائر الطازجة محل المعلبات التي كنت أشتريها ، وأصبح مذاق المأكولات ألذ وأشهى .

أنا لا أحاول أن أنظّر ، ولم أتكلم عن المقاطعة الاقتصادية التي هي برأيي مشروع عظيم تأخر تطبيقه كثيرا للأسف بسبب جمود الكثير من العقول خاصة التجار المحليين الذين لا يفكرون إلا بالربح السريع .. أنا أتكلم بشكل مبسط مع مواطنين يمنيين مثلي ، ولكم حرية التجربة فهي خير برهان ، فقط أرجو ان تشاركوها مع الآخرين لو أعجبتكم ، فما رأيكم ؟! ولنبدأ من الصلصة !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك