اليمن

دروس في اللا وطنية !

2119 2021-07-05

 

✍🏻 عبدالملك سام ||

 

لعل أكبر جناية فعلها النظام السابق في حق هذا الشعب هو قتل الروح الوطنية ، وإبتداء من إلغاء مادة الوطنية في مرحلة الدراسة وإضعاف دور الدين عبر إدخال الفكر الوهابي للبلد ، وصولا إلى نشر ثقافة الفساد والتنكيل بالشخصيات النزيهة من شرفاء البلد وتعيين اللصوص في مواقع المسؤولية ونشر ثقافة الفساد في اوساط الناس والنخب ، ولننظر إلى أين وصل الحال اليوم ؟!

لو حصل هذا العدوان لشعب آخر ، ماذا كان سيحصل ؟ باعتقادي كان سينطلق جزء كبير منهم للجبهات للدفاع عن الوطن ومن مختلف الاتجاهات ليتوحدوا في مواجهة المعتدين على بلدهم ، أما البقية فسينطلقون لمضاعفة الجهود في جميع المجالات ليساهموا في دعم المدافعين عن بلدهم بكل ما يستطيعون ، فجميع الأديان والثقافات والأخلاقيات لا يمكن أن تقر بالتفرج على أي قوة خارجية تريد أن تحتل البلد مهما كانت المبررات ، والعقل والمنطق أيضا يقولان بأن هذا العدوان لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يحمل لنا أي خير ، بل لن يلحق بنا من وراءه سوى الذل والمهانة ونهب الثروات .

تبرير الخيانة بالخلاف السياسي مع طرف داخلي يعتبر تبرير ساقط وفيه استخفاف بالعقول ، ونحن نعرف جميعا أن من يبررون خيانتهم بسبب خلافهم مع طرف داخلي هم انفسهم يدعون بأنه تابع لطرف خارجي ! اي أنه عذر غير مقبول من الجميع وفيه إدانة لمن يحاول تبريره ، ونحن نرى اليوم حال الخونة وهم يهانون في المناطق المحتلة بشتى أنواع الاهانات ، ورغم ان الاحتلال لم يحقق الكثير من اهدافه بعد ، الا اننا نرى يوميا ارهاصات ما يمكن ان يصل الحال اليه في حال اكتمل مشروع الاحتلال لا قدر الله .

وزراء عينهم المحتل يعترفون بأنهم لا يتحكمون حتى في حراس بوابات وزاراتهم - هذا ان وجدت اصلا ! ، ومسؤولون لا يسافرون او يتحركوا الا بعد أخذ الأذن من أصغر موظف لدى المحتلين ، ومعارك تدور هنا وهناك وجر الشباب لجبهات ومعارك لا تعنيهم بأمر من سفراء دول الأحتلال ، ومعاناة وجرائم وأغتيالات وأعتقالات تطال الجميع السبب فيها هو المحتل ، وسيطرة على المنافذ ونهب للثروات والآثار وأنتشار للفوضى كله برعاية دول الأحتلال ، فما هو المبرر لهؤلاء الخونة الذين خسروا دينهم ودنياهم ؟!

اليوم وقد اتضحت الصورة للجميع دون استثناء ، حتى اؤلئك المتعصبين والمؤدلجين الذين باتوا يدركون أنهم كانوا ضحية قيادات فاسدة وأنهم قد الحقوا ببلدهم وشعبهم مأساة كبيرة نتيجة تواطئهم مع العدوان ، والأستمرار فيما هم عليه سيؤدي إلى المزيد من الشر والخراب بحق اليمن ككل ، وهم يدركون اليوم أنهم لو تحولوا إلى معارضة في بلدهم ما كانوا سيحتاجون حتى 5% من المعاناة والجهد الذي بذلوه ليسقطوا خصمهم الداخلي به ، فهل هناك من يتعظ ويراجع موقفه اليوم ؟! أم انهم اختاروا ان تحل عليهم لعنة هذا الشعب في الدنيا والآخرة ، وأن يكتب عنهم التاريخ كأحقر الخونة عبر تاريخ الأمم ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك