اليمن

اليمن/ تفاهم وليس إتفاق

2055 2021-06-12

 

👤 عبدالملك سام ||

 

هناك أطراف كثيرة غير راضية عن الإتفاق الأخير مع السعودية والذي تم برعاية أخوية عمانية ، ودعونا في البداية أن نؤكد أن ما تم ليس اتفاقا بالمعنى الحرفي ، بل يمكن أن نسميه تفاهما جزئي ، وهو يشير في شكله أولا أن هناك من يحاول أن يمد يد العون لنا وهي سلطنة عمان ، وثانيا يؤكد أن هناك مأزقا سعوديا وإلا لما قبل نظام آل سعود به من الأساس ، وثالثا بأن القيادة لا تعتبر الحرب هدفا في حد ذاتها ، وأنها لا تعتبر السياسة شرا مطلقا طالما وبالإمكان تحقيق شيء من السلام لشعبنا الصامد .

ان نجد حزب الإصلاح ضد الأتفاق فهذا أمر متوقع من حزب طفيلي يقتات من الأزمات دوما ، وحتى لو كان ثمن إستمرار منفعته على حساب دماء الشعب فالإخوانج لا يمانعون أبدا .. لكن أن نجد من بين المعارضين للإتفاق عدد لا بأس به من أبناء الشعب فهذا هو الغريب المعيب ! فكما نعلم جميعا بأن حسابات القيادة تختلف عن حسابات عامة الناس لعدة إعتبارات منها المسؤولية والتغيرات الميدانية والمؤثرات الداخلية والخارجية وغيرها ، وخلال ما حدث خلال سنوات العدوان وما قبلها أثبتت القيادة حنكة وقدرة أذهلت الصديق والعدو ، فما الذي يدفعنا أن نشك لحظة فيما أبرمته القيادة من تفاهم ونعتبر انفسنا أعلم منها وأكثر دراية ؟!

برأيي الشخصي فإن هذا التفاهم لن يستمر طويلا ، وذلك لمعرفتي بأنه لا عهد ولا ذمة لليهود ولا لمن سار معهم ، وأعتقد ان موافقة النظام السعودي على هذا التفاهم مجرد مناورة خاصة ونحن نراهم يتحركون في مسارات أخرى تشير إلى انهم مستمرون في عدوانهم وتدبير الشر لنا . وأكثر ما دفعهم للموافقة هو ما يحدث في مأرب ومحاولة أمتصاص الضغط الشعبي داخل المملكة نتيجة الشعور بالمرارة وهم يرون جنودهم يقتلون على أيدي من كانوا يعتبرونهم أدنى منهم ولا يستحقون الحياة ، فالشارع السعودي لم يتحرك طوال هذه السنوات بعد كل تلك الصور للضحايا والتدمير والجرائم التي أقترفها نظام آل سعود ، ولكن ما تم بثه مؤخرا عبر عدسة الإعلام الحربي اليمني أصابهم بالهلع وأيقظهم من سباتهم !

أخيرا ، أود ان اقول اننا لسنا معنيين بقرار السلم والحرب ، ولا يهمنا هل سيلتزم آل سعود بما تعهدوا به أم لا ، وهل ستكون هناك مفاوضات أم لا ، وهل سيستسلمون أم سيستمرون .. كلها أشياء قابلة للحدوث ، ولكن ما يهمنا فعلا أن نستمر في إنظباطنا خلال الفترة القادمة ، وأن نستمر بالوقوف خلف قيادتنا الحكيمة والشجاعة ، وألا نسمح لأنفسنا بأن نكل أو نمل حتى تتحقق لنا السيادة والحرية على بلدنا وقراراتنا ، وألا ننجر خلف مشاعر لحظية او نتأثر بأبواق العدوان وأكاذيبه ، فبكل هذا نستطيع فعلا أن نجتاز هذا النفق ونحقق كل أهدافنا ، ونحيا بعزة وكرامة ورخاء كباقي الشعوب ، ونحن أهل للسلم وأهل لحرب من اراد لنا الذل والإستعباد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك