اليمن

من شاء فليذهب .. ولكن !


    👤 عبدالملك سام    كاد اليهود أن يفعلوها في تسعينات القرن الماضي ، فقد اتوا ببقرة حمراء تدعى (ميلودي) لذبحها أمام الهيكل الذي يدعونه ، بعدها كما تقتضي الأسطورة سيقومون بحرقها والتبرك برمادها قبل الشروع ببناء الهيكل .. وفجأة يكتشف أحد الحاخامات أن البقرة ليست حمراء بالكامل ، بل أن هناك بعض الشعيرات السوداء في جسد البقرة ، وهذا ما أدى لتأجيل الطقوس حتى يتم أنتاج بقرة معدلة جينيا في أحدى مختبرات أمريكا على أن تكون حمراء بالكامل ! هنا تنفست الأنظمة العربية المهانة الصعداء ، فقد كان اليهود على وشك هدم المسجد الأقصى لولا تلك الشعرات السوداء القليلة التي أجلت هدم المسجد الأقصى !!   هذا الموقف يشرح بأختصار ودقة الحال الذي وصل اليه العرب ، وكلنا نعرف صدقا لماذا صرنا أذلاء تحت من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة إلى يوم القيامة .. هذا ما أحب ان أسميه تراكما للجبن والخوف ، فالفضيلة تزدهر أذا كان أهلها شجعانا ، والخير موقف أولا وأخيرا ، وما نحن فيه عبارة عن تراكمات الخوف عندما قررنا أن نريح أنفسنا من الصراع مع الباطل ، وهكذا تنازلات يتبعها تنازلات حتى تجد نفسك تقف في مكان لا تحسد عليه ! وبصدق أقول هنا بأننا حمقى أذا فكرنا أننا يمكن أن نتقاعس وفي ذات الوقت أن تسلم لنا دنيانا وديننا ومستقبلنا . لابد من التعب والجد والأخلاص لنحقق وننجز ، والحياة الكريمة لابد أن تقترن بهذه الفضائل التي نهرب منها سعيا وراء سراب كاذب ، ونتفاجأ فيما بعد أننا ضعنا وأضعنا كل شيء !   نقطة البداية تكمن في أن نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية ، او كما يحب أن يسميها بعض المتكلمين (حرب المصطلحات) .. فهذا مؤمن أي أنه مجاهد ، وهذا منافق أي أنه وهابي ، وهذا عدو أي أنه أمريكي أو أسرائيلي لا فرق ، وهذا عميل أي أنه يتعامل مع النوع السابق بأي شكل من الأشكال ، وهكذا ... بعد أن نقوم بوضع النقاط على الحروف سنتخلص من هذا اللبس الذي يقع فيه الكثيرين من أبناء أمتنا وعلى مر التاريخ ! لن يكون هناك موقف جبان يسمى حكمة زورا ، ولن يكون هناك عميل يسمى مخدوع ، ولن يكون هناك تكفيري يسمى ضال بل هو عدو ولا يمثل الإسلام ولو جزئيا . عندها فقط سنضمن تحصين مجتمعنا من هذه التجاذبات التي تبرر للبعض الخيانة أو الأرجاف .   إسرائيل عدو تمتهن المسلمين جهارا نهارا ، وكل من يتصل بالعدو منا يعتبر إسرائيلي حتى لو أدعى أنه جزء من أمتنا ؛ بحكم الله فيه فهو منهم ، وبحكم العرف فهو خائن عقوبته النفي أو الموت .. أما من يدعي الحكمة والمسالمة مع قوم ذكرهم الله في جزء كبير من دستوره الألهي لنا بأنه لا فائدة منها فهم خوارج ، شهدوا على انفسهم بالكفر بمخالفتهم لتوجيه ألهي صريح ، فأحلوا حراما ، ثم عندما وصلوا لطريق مسدود أتهموا الله بما وصلوا أليه !! وهم جبناء في حقيقة الأمر ، وكثر أيضا ، لذلك يعادون كل من يظهر للناس حقيقة موقفهم الذليل ، فيتكالبون على كل من أمر بالمعروف كما فعلوا بالكثيرين من الرجال حقا على مر السنين ..   قرقاش أو العيسى أو غيرهم مجرد واجهة لأنظمة حاكمة جبانة لا تجرؤ على أحتضان العدو الإسرائيلي علنا ، وهذه الأنظمة يجب أن تعرى أمام شعوبها كأنظمة إسرائيلية عدوة لأمتنا ، وأستمرار حالة اللون الرمادي التي نعيشها فكريا لن تؤدي سوى إلى جر المزيد من المغفلين إلى حفرة التطبيع ، وفيما بعد سيصلون إلى موقف مهين وسيء لأن إسرائيل شر مطلق لا تحمل الخير لأحد ، ولكن هؤلاء الضائعون فيما بعد لن يتهموا أحدا إلا دينهم وربهم !! فمن الآن فلنتحرك لنقدم هؤلاء بأسماءهم الحقيقية ، ويجب أيضا أن نؤكد لهم أننا لن نقبل بأنصاف الحلول ، وأننا لن نساوم أو نقبل بأقل أن تزول إسرائيل من الوجود ، ومهما كان الثمن باهظا ، وكل من يمد يده بيد اليهود يهودي ، وكل من يحارب من يعادي اليهود فهو عدو .. فلا تفاوض مع هؤلاء ولا سلم ، والعاقبة للمتقين .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك