الصفحة الفكرية

بالفيديو مع ملخص / "ولاية أمير المؤمنين في زمن الغيبة"محاضرة سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في ملتقى براثا الفكري

4104 20:27:09 2016-04-26

الملتقى الفكري الاسبوعي

ولاية أمير المؤمنين في زمن الغيبة
14 رجب 1437 هـ الموافق 22 / نيسان - ابريل /2016 م .

ملخص ملتقى براثا الفكري - ولاية امير المؤمنين ص في زمن الغيبة 

* حديث اليوم يتعلق بولاية امير المؤمنين ص في زمن غيبة الامام ص وليس المقصود بهذه الولاية المبحث الفكري المتعلق بمقام الولاية ولا المنهاج العقائدي المرتبط بها وانما بطبيعة الموقف الذي يجب ان يتخذه المؤمن بولاية امير المؤمنين ص في زمن غيبة الامام ص ، حيث ان مسالة الغيبة بمحضها امر في غاية التعقيد ولكن من نِعم الله سبحانه وتعالى على شيعة اهل البيت ص انهم ابدوا من التسليم والطاعة لاهل البيت ص فيما قرروه لهم الشيء الكثير والا كل هذه القرون من غيبة الامام ص لو لم يكن امر التسليم احد الثوابت الاساسية لهؤلاء لما بقي التشيع على مستواه الذي حافظ عليه منذ غيبة الامام ص الى يومنا هذا ، كما ان هناك تكاملا ً ما بين فكرة بقاء الايمان بالغيبة مع فكرة الالتزام بولاية امير المؤمنين ص ، إذ ان واحدة من المبادئ التي قام على اساسها امر الامامة والولاية ان مثل هذه الامور لا يمكن لها ان تتوقف عند رسول الله ص وانما يجب ان تمتد مع الزمن الى اخر يوم من ايام الدنيا .

* لذلك هذه العقيدة التي تم التركيز عليها وتم تلقين الشيعة على الالتزام بها جعلت مسالة وجود الامام ص كاصلٍ وغيبته كفرعٍ من المتسالم عليها عند الشيعة لكن ان يغيب الامام ص وتمضي القرون بعدم وجوده يحتاج الى الكثير من الثوابت التي يمكن لها ان تُمسك بوحدة المجتمع الشيعي ، من دون هذه الثوابت ومع وجود الكثير من المنحنيات الضيقة جداً التي واجهها المجتمع الشيعي مع وجود صيحات ودعوات الاستئصال والقمع وسلوكيات العنف الاجتماعي والسياسي والامني مع شيعة اهل البيت كان يُفترض ان يزول هذا المذهب ، لكن وجود هذه الغيبة ووجود تلك الولاية شدّا من اواصر شيعة اهل البيت ص بالشكل الذي حول الغيبة الى عنصر اصيل في مسالة التماسك ، الامام ص غائب ولكنه يراقب وينظر ويطلع لذلك بقي شيعة اهل البيت ص ما بين الامل بظهوره ص وما بين حظوره الوجداني والمعنوي الذي يتلمسونه. 

* لذا الحديث سينصب على جملة من الاتجاهات السلوكية لاسيما في واقعنا المعاصر الذي نحياه ولمناسبة ولادة الامير ص لابد من القول بان التهنئة الحقة هي الالتزام بولاية امير المؤمنين ص بحيث تكون ولاية حقيقية وصميمية ومبدئية ، وهذه الاتجاهات السلوكية يجب ان ننظر اليها بعين الدقة ونحدد الموقف منها هل هي ملتزمة بهذه الولاية ام لا وهل ثمة انحراف في هؤلاء او ليس فيهم انحراف ، وقبل ذلك يجب تشخيص ما هو المراد منا كموالين لامير المؤمنين ص وهو الخط المتدين وكيف نتلمسه ، الصلاة والصيام وما الى ذلك واجبات يقوم بها الاخر الذي لا يوالي امير المؤمنين ص لذلك حتى وان صلينا على سنة امير المؤمنين ص لا يعني اننا دخلنا في اعماق هذه الولاية لان اداء الواجب لا يشكر عليه الانسان باعتباره واجب .

* حينما يعرّف ائمتنا ص مواصفات وطبيعة الملتزمين بالولاية نجد ان الامر ليس بالسهل وهو ليس مجرد قول ان علياً ولي الله ، وانما تعريفات الائمة ص للموالين ولمعتنقي دين الامام علي ص تختلف تماماً عما يراه كثير من الناس من الزيارة والنذور والتعلق وما الى ذلك ، هذا يمثل الغشاء الاول من الولاية اما اللباس الحقيقي لمن يريد ان يتعمق يجب ان تكون علاقته مع شيعة الامام علي ص لها سمة الولاية وان تكون سلوكياته مع ائمة الهدى ص يُطبع عليها سمة الولاء الجاد اضافة الى سلوكياته مع اعداء الائمة ص وشيعتهم هي سلوكيات البراءة والمنافرة ، لكن مابين هذه وتلك نجد خطين اخرين يعملان باسم هذه الولاية وسنلاحظ هذان الخطان ربما يعملان ضد الولاية ويهدمون مابناه الموالون وما حرص عليه ائمة الهدى ص. 

* في تعريف امير المؤمنين ص لاعمال شيعته والموالون يقول ص شيعتنا المتباذلون في ولايتنا ، المتحابون في مودتنا ، المتزاورون في احياء امرنا ، الذين إذا غضبوا لم يظلموا ، وان رضوا لم يسرفوا ، بركة على من جاوروا ، سلم لمن خالطوا .
نلاحظ ان قواعد السلوك الاجتماعي هنا مبنية على اساس ان من يوالي امير المؤمنين يحب كل من له علقة بالامير ص وهذا الحب ليس شعورياً فقط وانما يتحول الى منهج سلوكي يُبرزه وان لم يتكلم ، على طريقة كونوا لنا دعاة ً صامتين. 

* يقول الامام الصادق ص إنه دخل عليه بعض أصحابه فقال له جعلت فداك إني والله احبك واحب من يحبك يا سيدي ما أكثر شيعتك فقال له اذكرهم فقال كثير فقال تحصيهم فقال هم أكثر من ذلك فقال ابو عبد الله (ع) أما لو اكتملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون ولكن شيعتنا من لا يعدوا صوته سمعه ولا شحنائه بدنه ولا يمدح بنا معلناً ولا يخاصم بنا قاليا ولا يجالس لنا عائباً ولا يحدث لنا ثالباً ولا يحب لنا مبغضاً ... إلى أن قال : فكيف اصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون فقال فيهم التمييز والتمحيص وفيهم التبديل يأتي عليهم سنون تفنيهم وسيف يقتلهم واختلاف يبددهم .
يحدد الامام ص هنا مبدأ وهو اذا كانت هذه الاعداد الكثيرة هم الشيعة اذاً

لماذا غاب الامام ص!  والشيعة كثرة متكاثرة وحديث الامام ص مع انه في زمنه يومذاك ولكن ما اكثر انطباقه على واقعنا حيث ان المطلوب ٣١٣ شيعي ، ولو وضعنا هذه اللائحة امامنا يمكن لنا من خلالها مقايسة السلوكيات التي نعتمدها مع شيعة الامام ص وستبرز لنا حقيقة إن كنا من الموالين الذين يصفهم الامام ص او لا. 

* الحديث عن الولاء بالنسبة للمنتظرين ليس كالحديث بالنسبة لغيرهم الولاء هو مواصفات اباء في النفس وكرامة خاصة لنفسه مفترضة ، الامام ص يحتاج الى هذه المجاميع والمنتظِر مشتبه تماماً ان يتصور نفسه منتظِراً إن لم يسير بمثل هذه المقامات والا الانتظار ليس لباس يلبس وانما هو سلوك اكثر مما هو افكار ، والقيم انما يُنظر اليها من خلال العمل بها وإلا اصبحنا كما يعبر القران الكريم " لم تقولون ما لا تفعلون " .

* هنالك مشكلة في خطين ممن يسمون انفسهم بالموالين بدات تُلمس افرازات كثيرة لهم لاذاهم ولاخلالهم في وحدة الواقع الاجتماعي للموالين وللضر الذي يسببونه لمجتمع الولاء ، من يطالع احاديث اهل البيت ص يجدها مليئة بالحديث عن التقية بحيث وصل الامر بالحديث ان الامام الصادق ص يقول من لا تقية له لا دين له. 

- احد الخطين يقول بان التقية انتهت ويجب اعلان البراءة الصريحة والواضحة وكشف الحقائق الى الناس ومن لا يفعل يخرج من دائرة الولاء ووصل تصنيفهم للناس ببرائي وغير برائي ، وهم يحسبون ان البراءة تعني اللعن واستفزاز الاخرين بما يعتبرونه من مقدساتهم واخراج العقل من الحوار وادخال المشاعر والاحاسيس بديلاً عن العقل ، بينما التقية تعني ان الانسان لو وجد ان ادوات الحوار الفكري والعقلي منعدمة مع طرف لا يعرف ان يستخدم هذه الادوات بقدر ما يعرف استخدام يديه ورجليه وكل ادوات القمع للاخر عند ذلك سيكون الحوار لا جدوى منه وسيكون ضراً ، عند ذلك أُمرنا ان نلتزم بالتقية ، لا ترد التقية فقط في علاقة الشيعة مع الاخرين بل حتى في بعض الاحيان في علاقة الشيعة انفسهم اذا لم يجيدوا لغة الحوار ، كون الضرر سيكون في ايجاد حالة توتر اجتماعي يؤدي الى تفكك الاوضاع الاجتماعية كذلك الى  تباغض وتشاحن وقد تمتد الى حالة القتل. 

- الخط الثاني والذي بدأ ينشأ خلال الفترة المعاصرة رغم وجوده قبل ذلك ، وفي مقدمة الحديث عنه نورد رواية عن الامام الباقر ص يقول أما والله إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقههم وأكتمهم بحديثنا، وإن أسوأهم عندي حالاً، وأمقتهم إلي الذي إذا سمع الحديث يُنسب إلينا، ويروى عنا، فلم يعقله، ولم يقبله قلبه، اشمأز منه، وجحده، وكفر بمن دان به، وهو لا يدرى لعل الحديث من عندنا خرج، وإلينا سند، فيكون بذلك خارجاً من ولايتنا.
يوجد الكثير ممن يقيس الروايات والاحاديث والمفاهيم بناءاً على مقدار عقله ، يعتقد بالولاية ولكن يتعامل مع ما يروى عن اهل البيت ص بمقاييس المزاج والذوق الشخصي بحيث يتصور مدى علمه بما ينظر اليه ، بينما الواجب حين ورود الشبهات يجب الوقوف والسؤال وعدم الانكار مباشرة لانه قد ينكر امراً يعتبره الائمة ص من اساسيات الولاية. 

* اليوم الحركتين المشار اليهم يعملون في الساحة ومجتهدين في نشر ما هم عليه وعلى المنتظرين السعي لهداية هؤلاء واقناعهم وفي حالة عدم التمكن يجب فرزهم من الواقع الاجتماعي وتسليط الضوء عليهم بان هؤلاء لا يخدمون الولاية بل يضرون بولاية الامام علي بن ابي طالب ص والتي هي ليست شعار بل هي مرتبة من مراتب الكمال.  

* اليوم المجتمع يعيش حالة صخب كبيرة جداً والاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية قد تؤدي بالناس ان يتركوا الكثير من القيود التي تمسك بهم هنا يكمن الاختبار والامتحان عند ذلك على المنتظرين وضع الولاية كميزان بينهم وبين الاخرين إن كانوا من اعداء الامام علي ص فالبراءة هي المعيار ، وإن كانوا من اولياء الامام علي ص فالسلم هو المعيار ولا يجوز البراءة منه نعم يجب تاديبه ونصيحته والعمل معه من اجل ان يصل الى الولاية بطريقتها الطبيعية.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك