الصفحة الفكرية

بالفيديو مع ملخص/ "التوكل والتواكل في سلوكية المنتظرين"محاضرة سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في ملتقى براثا الفكري

3561 19:35:19 2016-04-11

الملتقى الفكري الاسبوعي التوكل والتواكل في سلوكية المنتظرين 29 جمادي الاخرة 1437 هـ الموافق 8/ نيسان - أبريل / 2016 م 

ملخص ملتقى براثا الفكري - التوكل والتواكل في سلوكية المنتظرين 

* لا زال الحديث منصب على كيفية مواجهة الفتن في مجتمع المنتظرين ولازلنا نحاول استخلاص الالتزامات السلوكية المتعلقة بشعارات الانتظار وبالمنتمين الى مجاميع المنتظرين ، ولهذا من الطبيعي التوقف عند احدى المعالم الاساسية لسلوكية الانتظار الا وهي مفردة التوكل على الله سبحانه وتعالى والتوكل من بعد الله على نفس الامام ص. 

* من يطالع الاخبار والروايات ومن يدخل في اتون الفتن ويلاحظ المشاهد يخرج بنتائج قاتمة ويشعر بصعوبة بالغة وقد يُحدِّث نفسه باحاديث لا تعرب الا عن استصعاب ما يجري وما سيجري ، وهذه القضية وللاسف اخذت ابعاد حتى في التنظير لقضية الامام ص بحيث ان البعض بدأ يتحاشى الحديث عن الفتن حتى لا يخاف الناس وكأن حديث الائمة ص عن هذه الفتن والتفصيل فيها وكأنه لا يخشى على الناس وهؤلاء هم من يخشى عليهم ، لكن حينما نتحدث عن المنتظرين انما نتحدث عن جهةٍ آمنت بالمستقبل وبدات تتطلع اليه بالتزامات سلوكية بعد ان رتبت مفرداتها العقائدية والفكرية ، والا كيف نكون من اهل الانتظار ونحن لا نأمل بكل ما في المستقبل من عطاء كبير. 

* يعتبر الانتظار افضل الاعمال واكثرها قربة الى الله تعالى وهو الذي وجدناه لا يسم ايامنا هذه فحسب وانما وسم ايام الانبياء اجمعهم وايام الائمة ص ، وإلا لو تخيلنا صورة نبي الله نوح ع وهو يمارس عمله التبليغي لرسالته طوال ٩٥٠ سنة مع الاذى والبلاءات الشديدة ومع ذلك لم يتخلى عن حالة الامل بانقاذ احد من هؤلاء الذين شاركهم بحياته وعاش معهم ، بل في بعض الروايات ان الله سبحانه وتعالى لا يُنزل عذاب الاستئصال على الامم ما دام ثمة رجاء ان يهتدي احد من هؤلاء او ذراريهم اللاحقة ، فكيف ستكون الحالة حين التحدث عن ان الله سبحانه وتعالى وعد وعداً لا يتخلف من ان عدلاً عاماً سيطبق وان طرداً شاملاً للظلم والجور سيتحقق عبر بوابة الامام ص. 

* لذلك بشكل طبيعي ان المنتظر حينما يريد الانتظار يجب عليه ان يَتمثل حالة الامل والتطلع الى المستقبل بنظرة متفائلة جداً حتى وإن كان ثمة بلاء في هذا المستقبل ، والذين يتحدثون بمنطق التخويف يغادرون جملة من المعطيات العقائدية التي أُلزمنا بها بحيث انهم لا يفهمون البلاء ، يعبر الامام الباقر ص ان بلاء الله تعالى للمؤمن كله خير ، عند ذلك سوف لن يكون هناك خوف وخشية من البلاء .

* حديث الروايات وحديث الواقع يتطابق في طبيعة شدة البلاءات التي تطرح على الانسان المؤمن ، ولكن هذه الشدة التي قد نصاب بها هل هي نهاية المطاف ام ان ثمة راعٍ لنا ولكل ما يحيط بنا وهو ينظر الينا نظرة الرأفة والحنو ونظرة الاب الذي يتعامل مع ابنه ، ان البلاء وضع من اجل تهذيب وتنقية وتخليص الانسان من كثير من الادران كما يمرر الذهب القديم بالنار من اجل ان يخرج بريقه وتخرج عنه الاوساخ ، بحيث يكون هناك صقلاً للمواهب وتنبيه للادراكات وتنمية للوعي بالشكل الذي يؤدي الى ان يخرج هذا الانسان بحصيلة افضل ، لذلك حينما نتحدث عن التوكل علينا النظر الى رعاية الامام ص للمخلصين اليه .

*  في حديث الامام العسكري ص عن هذه الفتن يقول له احدهم ان هذا الامر عسير على اقوياء الشيعة فكيف بضعافهم يقول له الامام ص ان الله سيقيض لهم من يستنقذهم من ذلك ، وهنا تاتي مهمة المنتظرين ، ان مع شدة الفتن وضغطها قد يصل الامر الى درجة يعبر عنها القران الكريم "  حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنَا" ، لذلك النصر والامداد لا ياتي عبثا وانما بالصبر والتضحية وتكبد المعاناة .

* لو لم يكن لدينا توكل في حالات البلاء سنكون نحن القوة الضعيفة امام هذا الابتلاء ، لذا علينا ربط انفسنا بالقوة الاعظم كما في قوله تعالى " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" ، لذلك في هذه الاوقات علينا تعميق سمة التوكل على الله سبحانه وتعالى عقيدةً وسمة التوكل على امام الزمان ص عملاً وحينما يشعر الانسان بانه منظور من قبل الله سبحانه وتعالى ومرعي من قبل الامام ص عند ذلك سيطمئن حتى لو كان البلاء في غاية الشدة والالم ، وعلينا اتخاذ البلاءات مدرسة لتربية النفس واكتشاف نقاط الضعف ومعالجتها . 

* قصة التوكل لاتعني التواكل ولا تعني الاتكال الذي لا معنى له ، أن نكون متوكلين على الله سبحانه وتعالى وعلى امامنا ص امر عظيم جداً لكن لا تعني ان نتكل في كل امورنا على الجهة التي ترعانا ، فمسؤولية الاب ان يرعى ابناءه لكن مسؤولية الابن ان يكون باراً بل يجب ان يتحمل المسؤولية ، يجب ان يكون لنا دوراً باعانة الامام ص والاخلاص له وهذا الامر لن ياتي  بالتمني والامال بل ياتي بالعمل ، والاخلاص للامام ص يجب ان يتركز في زمن الفتنة حيث ان الاخلاص في الايام العادية قد يكون غير حقيقي وانما صورة اخلاص كون زمن الرخاء لا

يمكن القياس عليه ، يلاحظ ان الخوارج كانو في الايام العادية من الزهاد والعباد بينما في ايام الفتنة اصبحوا قتلة. 

* مما سبق يتبين بانه لا يوجد تناظر مابين التوكل والتواكل ، التواكل انهزام ولا مسؤولية ولا التزام واخذ الامور بهمة بائسة ، بينما المسؤولية والامور العالية تحتاج في النساء الى زينب وفي الرجال الى العباس عليهم السلام ، هنا متكلون ولكن بالعمل يبرزون حقيقة اتكالهم على الله سبحانه وتعالى ، وبذلك يكون الاتكال على الله عدم الانصراف عن العمل بل هو التاكيد على العمل ، نذهب الى البلاء ولكن معتقدون بقوله تعالى " قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا " .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك