الصفحة الفكرية

البعد المهدوي في آية التبليغ ومسؤوليتنا تجاهه/ محاضرة سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في ملتقى براثا الفكري

4005 21:03:33 2015-09-22

البعد المهدوي في اية التبليغ ومسؤلياتنا اتجاهة 4 ذي الحجة 1436هـ الموافق 18 / ايلول - سبتمبر / 2015 ملخص لمحاضرة سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في ملتقى براثا الفكري بعنوان "البعد المهدوي في اية التبليغ ومسؤولياتنا اتجاهه" : المحور الأول:  --------------- *** استهل سماحة الشيخ حديثه عن آية التبليغ قائلاً: في مثل هذه الايام نزلت اية التبليغ: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين) وبين سماحته أن الآية الكريمة تتحدث عن أمر تبليغي مشروط وعن وجود نقص في الرسالة تحدثت عنه الآية الكريمة بقوله:  في هذه الآية من الواضح انها تتحدث عن امر مشروط، حيث إن اتمام الرسالة لا يتحقق الا بوجود ابلاغ خاص من رسول الله صلى الله عليه واله ومن دون العمل بهذا الابلاغ فضلا عن التشكيك به؛ لن يكون هناك تحقق لأهداف الرسالة ولا لمشروعها ولا يتوخى منها العطاء المنتظر، لذلك هنا تتحدث الآية الكريمة عن نقص، وهذا النقص يُطالب الرسول ص واله بإبلاغه.  *** كما ذكر سماحته وجود جهة ممانعة لذلك التبليغ ومتمردة عليه متفضلاً: والحديث هنا عن وجود جهة ممانعة، جهة متمردة عبر عنها بقوله تعالى والله يعصمك من الناس، الحديث وإن علته نبرة التهديد الا ان من الواضح جدا ان التهديد ليس متوجها لرسول الله صلى الله عليه واله كما يحسب غالبية المفسرين ان لم يكن جميعهم، ولكن التهديد هو للأمة التي ان تخلفت عن ابلاغ رسول الله ص لن تحظى بكل العطاءات المترقبة من هذه الرسالة، لذلك حينما يتحدث القرآن عن وجود نقص في الابلاغ قطعا هذا النقص لم يتعلق برسول الله صلى الله عليه وآله، لأن الرسول (ص) وصف بأوصاف لا يمكن لها ان تعبر عن اي تخلف مهما صغر او دق من اوامر الله سبحانه وتعالى. *** وقد أشار سماحة الشيخ الى شمولية آية التبليغ وعدم اقتصارها على زمان التبليغ قائلا: الآية غير محددة كونها تتحدث عن سنة مشروطة او عن شرط وجزاء وهو ان تفعل الامة او تلتزم بالإبلاغ الرسالي او انها تترك الالتزام .. وبالتزام الناس بالإبلاغ سيتحقق الوعد الإلهي: اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. الآية الاولى اية يا ايها الرسول بلغ… الخ تحدثت عن النقصان والثانية اليوم اكملت لكم دينكم… الخ تحدثت عن الكمال، وهذا الكمال مشروط بالعمل فيما بلغ عنه في اية الابلاغ.  *** وفي وصف مضمون آية التبليغ وما كان من المفترض أن يعيه الحاضرون ويرتبون عليه الأثر تحدث سماحة الشيخ بالقول: الآية مستفزة بلهجتها ونبرتها مختلفة لا يوجد في القرآن الكريم نبرة بهذا المستوى وبهذه الطريقة ونزلت ايضا اواخر ايام رسول الله (ص) إذ نعى النبي (ص) نفسه: أوشك ان ادعى فأجيب، فيفترض بالحاضرين ان ترتفع نسبة الترقب لما سيقوله النبي (ص) بإعتباره أنه سيؤدي وصيته!  لذلك بشكل طبيعي نقول بان الامة كان الاجدر بها ان تنتظر ما الذي سيحصل بالشكل الذي رسول الله سيبلغه، وحينما يتحدث القرآن بهذه الطريقة كان يفترض ان تكون العرب واعية لهذا الاستفزاز والتهديد. إذ شكك البعض في ان رسول الله سيخاف الناس ولا يبلغ ام انه سيبلغ ويتحدى الناس ثم من هؤلاء الناس؟! وما هي مواصفاتهم ؟! المحور الثاني:  --------------- *** أشار سماحة الشيخ الى ربط آية التبليغ بالقضية المهدوية والتبليغ لها حيث تحدث قائلاً: المشروع المهدوي في اهدافه العامة يتمثل في اية الإبلاغ، لأنها لم تنته في يوم الغدير وانما أطلقت المشروع وهو اكمال الدين واتمام النعمة الوافرة، والأكبر منها يئس الذين كفروا وهي مساوقة لكلمة ذهاب الظلم واحلال العدل التي تحدث عنها القرآن الكريم. *** كما ونوه سماحته الى الربط بين آية التبليغ وحديث الثقلين بقوله:  قول النبي إني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي كتاب الله وعترتي، فحديثه عما ان تمسكتم بهما لن تظلوا من بعدي هو العنوان لتحقيق العدالة الالهية وبدورها توصلنا الى المشروع المهدوي. التبليغ يتعلق بالمشروع الاجتماعي في وسط المجتمع وليس بالتشريعات، وواضح جدا ان التشريعات لن تحقق النتيجة المرجوة من دون وجود الجهاز الحريص على تطبيق التشريعات. ومن جانب آخر تحدث سماحة الشيخ عن الروح الطاردة للمشروع التبليغي قائلا: يجب ان تضخ روح في داخل عملية التشريع هذه الروح عبر عنها رسول الله (ص) في حديث الثقلين، وهناك مشكلة وهي الروح الطاردة لعملية المشروع التبليغي وهي ما عبرت عنه الروايات في رزية الخميس، وامتناع بعض الصحابة من اعطاء النبي (ص) دواة وكتف لأكتب لكم ما ان تمسكتم به لن تظلوا بعدي، فيجيبون بأن النبي ص واله ليهجر! *** وتحدث سماحة الشيخ عن ضرورة تدخل الإمام الحجة عج في إكمال الدين كون أنه لم يكمل بعد متفضلا سماحته بالقول: في عقائدنا ورواياتنا ان الامام هو القرآن الناطق لأنه يحول الحروف الى مشاريع ومؤسسات واجندات وبرامج وفعل اجتماعي في كل الأمة.  لم تصل الامة الى حالة اكمال الدين وقد تقاتل منذ وفاة الرسول ص واله بعض الصحابة وكان عمر ينادي اقتلوني وسعدا قد أرهقني وذاك ينادي عمر قد أرهقني، ومنذ اجتماع الناس في سقيفة بني ساعدة وحصول بعدها من قتل للصحابة اشرعت الفتن الى يومنا هذا.  الامة تعيش الان في حالة الظلم والجور الافظع عليها فهي تُقتل وتقتل باسم الدين وتعتدي ويعتدى عليها باسم الدين، فهل تحقق الوعد بإكمال الدين؟! وهل الامة يئس منها الذين كفروا؟! ***ويؤكد سماحة الشيخ الربط بين بيعة الغدير وبين المشروع المهدوي وعدم تمكن أمير المؤمنين (ع) بالنهوض بالمشروع آنذاك من أجل إكمال الدين وكذلك محاولات الإمام الحسين والإمام الصادق عليهما السلام، والتي لم تصل جميعها الى الغاية بسبب تخلّف النصرة، قائلاً سماحته: المشروع المهدوي طرح لهداية الناس في بيعة الغدير ثم في خطبة الزهراء (ص) ثم في خطبة الامام علي (ع) بعد الخطبة الفدكية وحديثه مع الصحابة وتنبيههم بواجباتهم، وحينما قرروا النهوض والانتصار للحق لم يحضر سوى اربعة (سلمان والمقداد وأبو ذر وعمار) مقدار الوعي المتسافل عند الناس هو من تسبب في. ان المشروع المهدوي في عهد امير المؤمنين ع لم ينجز وان كلفة النهوض بالمشروع تطلب 40 رجلا، فالأمير صلوات الله عليه لم يستطع ان يرد الناس عن بدعة صلاة التراويح وعن اعادة فدك! قدر للمشروع المهدوي في عهد الامام الحسين ع ان ينطلق بثلاثة وسبعين رجلاً ولكن الامة تخاذلت و قامت بقتل الامام (ع) مع اصحابه .. عاد المشروع في عهد الامام الصادق بكلف اعلى ولكن ايضا وعي الامة كان ارذل من ان يصل لدفع هذا المشروع او تهيئة هذا الشرط..  انتقل هذا المشروع من حجة الى حجة وقوبل بالرفض وقتل على أثره الائمة (ص) حتى وصل الى الامام الحجة عج وبسبب الوعي ايضا والظلم غاب الامام عج. والامام المهدي عج لو اكتملت العدة الموصوفة 313 بذلك الوقت سينطلق لنشر العدل. *** في إطار التبليغ المهدوي تحدث سماحة الشيخ متفضلاً:  إن آية التبليغ تعنينا اليوم وهي لازالت حية نابضة وتترقب منا مسؤولية حفظ هذا البلاغ وتعميمه على الناس. الشوق وحده والتوق وحده والفكر وحده لن يؤدي الى نتيجة. *** كما وبين سماحته أن عملية التبليغ نحتاج فيها الى الإلتفات لثلاث أمور: 1. الناس الذين يعادون التبليغ الرسالي وقد تحدثت عنهم الآية والله يعصمك من الناس فعملية صدود الناس عن المشروع المهدوي يجب ان تجابه بتبليغ من المؤمنين بالرسالة. والكل مكلف بالتبليغ وليس حصرا على النبي (ص).  2. حجم الجهل والسطحية والفوضوية في فهم الكثيرين للمشروع المهدوي، فهناك أناس مخلصين ولكنهم سذج بسطاء والصورة عندهم غائمة، والواجب علينا ان نزيل عنهم تلك الغمامة ونبلغ المشروع الذي تتم به النعمة. 3.اعداء الامام المنحرفين عن هذا المشروع.   إن عملية الانتظار تتحقق بالسعي بهذه الاتجاهات الثلاثة، وتبدأ بفهم الانسان نفسه لهذه القضية وتحويل نفسه الى اسوة.   *** وفي إطار آخر تحدث سماحة الشيخ عن جدية حركة الإبلاغ المهدوي قائلاً:    في مقارنة بين حال قوم النبي موسى عليه السلام وأنصار الامام عج ومدى تسليمهم المطلق له لو طُلب منا ان نقتل أنفسنا؟! فالحديث عن الامام عج ليس حديثا ترفيهيا بالنسبة لأنفسنا، وانما حديث عن تجربة هائلة لابد من بذل جهود كبيرة من اجل الانتماء لهذا المشروع واعطاء الدماء، وهناك اختلاف في ان نقرأ ونلعن من تخلف عن النصرة، وفي ان نكون نحن داخل الاختبار فهل سنصبر ونلتزم بالتكليف؟! *** كما ونوه سماحة الشيخ عن إهتمام الناس البالغ بعلامات الظهور دون التركيز على البُعد العملي في الإستعداد والتأهيل قائلاً: علامات الظهور قصة جزئية في الظهور مهمتها ان تدلينا على المشروع، والقصة ليست كلها علامات وما هي الا قصة قبل العتبة الاولى. في وقت الصيحة نحن وصلنا للظهور! وفي هذه الحالة كم وصلت بنا الحالة لنكون ممثلين للعدالة؟! كم اهلنا أنفسنا الى الوصول لهذه القضية؟! ماهي استعداداتنا للوقوف في ذلك المشروع؟! وختم سماحة الشيخ بالقول: ثمة قضيتان ينبغي الإلتفات اليهما:  الأولى: لابد من ان نمتلك المعلومة الكاملة عما تبلغ به.  والثانية: ان نحتذي بمفاهيم ومعايير وقيم نفس الامام صلوات الله عليه.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك