الصفحة الفكرية

عرض الكتب/ داعش ومستقبل العالم بين الأوضاع الراهنة وأحاديث الرسول (ص)..لعبد الرحمن البكري

5681 22:21:48 2014-12-23

كتاب صدر في المانيا ـ كولن عن دار الغرباء في اكتوبر  2014 للكاتب عبد الرحمن البكري، وقبل الولوج في تفاصيل هذا الكتاب المثير، يتعين أن نتعرف على المؤلف، من نبذة حياته التي نشرها في آخر كتابه :

عبد الرحمن البكري

 نبذة مختصرة عن المؤلف

 ولد في بغداد عام 1951 وأنهى فيها دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية

إلتحق بكلية الشريعة الملغاة (كلية الآداب) في جامعة بغداد عام 1969

نال شهادة البكالوريوس ثم الماجستير في علوم الحديث عام 1975

إنصرف للعمل التجاري وبحكم علاقاته سافر عدة مرات إلى الشرق الأدنى لغرض التجارة وأقام في سنغافورة عام 1978

إنخرط في تنظيم (منظمة الشبان المسلمين) في سنغافورة ذي التوجهات السلفية في ذلك الحين

خاض مجالي العمل التجاري والعمل الدعوي في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وبالذات في سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا والفليبين وتايلند فضلاً عن الهند والباكستان وألأمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر

إضطر إلى السفر والإقامة في ألمانيا لأغراض العلاج الطبي منذ عام 1995

: قرر التفرغ للكتابة والتأليف ومن مؤلفاته

بن لادن في الحديث النبوي الشريف

(داعش ومستقبل العالم بين الأوضاع الراهنة وأحاديث الرسول (ص)

(الربيع العربي في السعودية (تحت الطبع)

الكتاب يقع في ستة فصول وأربع ملاحق وهو كتاب فريد في بابه، واضح في أهدافه، تنقل فيه الكاتب بين فصوله الستة التي بحث فيها بعمق، عن أصل العقيدة السلفية التي لا يخفي إعجابه بمؤسسها /حمد بن عبد الوهاب) عندما يصفه بالصفحة 296 بالمصلح الكبير، لكنه يشير من طرف خفي الى وجود مسافة بينه وبين هذه العقيدة، عندما ينصح القاريء بالقراءة للشيخ حسن بن فرحان المالكي، وهو من مشايخ السلفية السعوديين المعتدلين.

عموما فإن الكاتب قدم عرضا شيقا لمحتويات الكتاب وفصوله في المقدمة، التي نثبتها هنا بنصها إعماما للفائدة

المقدمة

داعش، الدولة الإسلامية في العراق والشام، أو الدولة الإسلامية، أو بالأحرى دولة الخلافة الإسلامية على المنهاج السلفي الوهابي، وسيطرتها على أراضٍ واسعة من البلدان العربية والإسلامية قضية كبيرة جداً، بحيث يصعب التصديق بها، خوفاً من قبل البعض، أو فرحةً من آخرين طمعاً برجوع دولة الخلافة الإسلامية، وإن حدث هذا الأمر فإن له نتائج وآثاراً كبيرة وعظيمة لا يمكن التنبؤ بها الآن لعظم خطرها وسعة تأثيرها وخطورة تداعياتها.

ولكن لا يمكننا بأي حال استبعاد إمكانية حصول هذا الأمر، أي قيام هذه الدولة واستمرار وجودها والتحرك نحو التوسع والاتساع، فقد عوّدتنا حوادث التاريخ المعاصر إمكانية حدوث المستحيلات، فقبل ثلاث سنوات من سقوط الاتحاد السوفياتي كان أمر سقوطه من المستحيلات التي من يزعم إمكانية حصوله يُتهم بفقدانه للعقل السليم، ولكن هذا المستحيل قد حصل؛ هناك أمور كثيرة قد حصلت وكل منها كان بحكم المستحيل قبل ثلاث سنوات من حصوله، من سقوط شاه إيران، إلى سقوط منظومة حلف وارسو وسقوط الشيوعية في كل دول أوروبا الشرقية، وتفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك من قبل مجموعة انتحارية معظمها من السعوديين، واحتلال دولة عربية (الكويت) من قبل دولة عربية أخرى (العراق)، وإعلان الولايات المتحدة الحرب على صدام حسين وتغيير نظام حكمه في العراق، وسقوط أنظمة زين العابدين في تونس، وحسني مبارك في مصر والقذافي في ليبيا وغيرها من الأحداث الكبيرة خلال العقدين أو الثلاثة عقود الماضية.

هناك تحالف عالمي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم فيه ترسانتها العسكرية الضخمة لقتال داعش؛ إن سبب قتالهم لداعش ليس هدفه الأول دفاعاً عن دول المنطقة بل دفاعاً عن انفسهم، وإنهم إن أستطاعوا تجميد أعمال داعش الأرهابية في بلدانهم فستكون مواجهتهم لداعش في الشرق أقل جدية، حيث أن الولايات المتحدة قد افلحت إلى حد كبير بإيقاف نشاط هذه الحركات السلفية الأرهابية في أمريكا، ولكن المشكلة تبقى قائمة في الدول الأوربية، فإن إستطاعت الدول الأوربية أيقاف نشاطهم في أوربا أيضاً، فلا نستبعد أن يتخلى العالم بأجمعه عن مواجهة داعش بشكل جدي كما واجهوا القاعدة في أفغانستان؛ وهناك إمكانية أن يتعاملوا مع داعش كما تعاملوا مع الوضع في ليبيا، فعندما وجدت أمريكا أن استمرار تدخلهم في ليبيا سيكلفهم الكثير قرروا ترك البلاد وإغلاق سفارتهم وسحب كل رعاياهم في أواسط عام 2014 وترك أهلها للصراع فيما بينهم، إن أتخذ مثل هذا الموقف من قبل أمريكا والدول الأوربية تجاه داعش، ففي هذه الحالة تبقى كل الإحتمالات غير المتوقعة محتملة، المستقبل مجهول….. ويعتمد بالدرجة الأولى على دول المنطقة وتعاونهم من أجل مصلحة المنطقة ومصالح دولهم، وهي مسؤوليتهم وليست مسؤولية أمريكا أو مسؤولية الدول ألأوربية، إن أهم سلاح تمتلكه داعش هو الإختلافات القائمة بين دول المنطقة، فهذا كان السبب الرئيسي والأساسي في سيطرتهم وتوسعهم وتمكنهم من البلاد.    

ولا يمكن مناقشة أمر دولة الخلافة الإسلامية على المنهاج السلفي والبحث فيه قبل الخوض ومعرفة تاريخ المنطقة ومعرفة المتنبيات الفكرية لما يسمّى السلفية والفكر الوهابي الذي قامت على أساسه الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، كما لا يمكن أن تتضح الصورة إلا بعد الاطلاع على دور تنظيم القاعدة وبن لادن قبل نشوء داعش الذي غدا التجسيد الحقيقي لفكر ابن تيمية وابن عبد الوهاب وما ارتبط به من تنظيمات، فضلاً عن التعرف على الدور الحقيقي لأفكار ابن تيميه وابن عبد الوهاب الذي أدى إلى نشوء فكر القاعدة وقيام تنظيم داعش ثم قيام دولة الخلافة الإسلامية على المنهاج الوهابي السلفي، والصراع الفكري الإسلامي في العصور الغابرة والحاضرة والذي أدى إلى بروز الفكر السلفي.

 إن البحث في هذا الأمر يثير جملة من التساؤلات:….

ما هي الجذور الفكرية والعقائدية للفكر السلفي؟ وما هو الترابط بين هذا الفكر وبين فكر ابن تيمية وفكر ابن عبد الوهاب؟ وكيف تطور الفكر الإسلامي لدى مجموعة من المفكرين خلال مرحلة ابن تيمية ثم ابن عبد الوهاب وصولاً إلى المرحلة الحالية لما يسمّى الفكر السلفي والوهابي والتكفيري أو بالأحرى فكر القاعدة وفكر داعش ثم فكر دولة الخلافة الإسلامية على المنهاج السلفي؟ وما هو تأثير أحاديث الصحاح وبالذات صحيح البخاري وصحيح مسلم على هذا الفكر؟ وما هي علاقة الفكر السلفي الوهابي بأفكار المذاهب السنية الأربعة؟ وهل هناك اختلافات بين الفكر الوهابي وفكر أهل السنّة والجماعة؟ فإذا كانت هناك اختلافات فما هي هذه الاختلافات؟ هناك سؤال مركزي مهم؛ هل يفتي الوهابيون السلفيون بوجوب قتل كل من لا يعتقد بالعقائد السلفية الوهابية التكفيرية؟ حتى ولو كان من أهل السنة والجماعة؟

هناك مجموعة من التساؤلات تتطلب الإجابة عنها قبل الدخول ومناقشة القضية الكبرى وهي قضية (داعش ومستقبل العالم).

لقد خصصنا الفصل الأول من الكتاب لتناول هذه الأمور والإجابة عن التساؤلات أعلاه، وكان تحت عنوان (الوهابيون وأهل السنّة والجماعة: نبذة تاريخية، المشتركات والاختلافات العقائدية).

أما في الفصل الثاني فقد تناولنا نشوء الدولة السعودية على النهج السلفي الوهابي، ثم بروز النزاع بين هذه الدولة عندما تخلت عن الكثير من العقائد الوهابية الباطلة وبين الذين بقوا متبنين لهذا الفكر من حركة الأخوان الوهابية السلفية، وهذا الفكر هو الذي أدى الى نشوء القاعدة لاحقاً والتي تتبنى بحق هذا الفكر بكافة مفرداته، ثم نتناول المراحل التي أدت إلى بروز حركة داعش وكيفية نشوئها وقياداتها  ومنهجها القتالي وهيكليتها.

 لماذا اعلنت داعش دولة الخلافة الأسلامية ولم تعلنه من قبلها القاعدة؟ مع العلم أن القاعدة في أفغانستان قبل 11 سبتمبر عام 2001 كانت تتمتع بإمكانيات الدولة لإعلان دولة الخلافة اكثر بكثير مما تتمتع به داعش الآن في الموصل؟ بل لماذا لم تعلن السعودية خلال دولها الثلاث خلال فترة قرنين ونصف من الزمان عن تأسيس دولة الخلافة الإسلامية؟ ماهي الأسس الفكرية السلفية التي إعتمدتها داعش لإعلان دولة الخلافة؟ وما هي ميزاتها عن القاعدة وعن الدولة السعودية بحيث إستطاعت أن تعلن عن هذا الأمر ولم تستطع القاعدة أو الدولة السعودية من إعلانه؟

ما هي الخلافات والأختلافات الأساسية بين منهج قاعدة بن لادن وبين قاعدة الجهاد في بلاد النهرين للزرقاوي وبين داعش أو بالأحرى دولة الخلافة الأسلامية بقيادة أبو بكر البغدادي؟ ولماذا نستطيع أن نزعم أن داعش أخطر بكثير من القاعدة على مستقبل المنطقة بل مستقبل العالم؟

ما هي مواقف الدول والجهات الأقليمية والعالمية من داعش وما أثر ذلك على مستقبل داعش؟ بل بألأحرى ماهي قدرة الدول والجهات الأقليمية والعالمية في التأثير على مخططات داعش ومستقبلها؟  وما هي مخططات داعش المستقبلية على المستوى الأقليمي  والعالمي؟ وما الذي يمكن أن تحققه من هذه الأهداف؟ وما هي إمكانيات القضاء على داعش؟ بل بشكل أدق ماهي إحتمالات القضاء على داعش؟ وهل هناك إمكانية لإستفحال أمرها وبداية نشوء دولة الخلافة الإسلامية على المنهاج الوهابي السلفي؟ هل القضاء على داعش في الموصل سينهي هذه الحركة؟ وهل القضاء على وجودها في بلاد الشام سينهيها؟

أسئلة كثيرة تناولنا الإجابة عليها في هذا الفصل.

ثم نتطرق في الفصل الثالث من الكتاب إلى جملة من أحاديث الرسول الأعظم r بشأن المستقبل وإمكانية انطباقها على المجموعات الضالة في التأريخ، كألخوارج والقرامطة وصاحب الزنج وغيرهم، وهل يمكن أن يساوي الرسول r بين هذه الفئات الضالة وبين أهل التوحيد من السلفيين في وسط أرض الجزيرة، حماة الحرمين ورافعي لواء التوحيد؟ فإن كان السلفيون مقصودون في أحاديث الرسول r، فهل هناك دليل دامغ لا يقبل الشك على ذلك؟ سيجد القارئ أن هذا البحث هو بحث مستوعب لمعظم التفاسير والتصورات والاحتمالات المختلفة؛ أهمية هذا الفصل تنبع من أمرين اساسيين، الأمر الأول هو أحاديث الرسول r وسنته التي تعتبر المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، وألأمر الثاني هو الحركات السلفية أو بتعبير أدق المذهب السلفي الذي يتميز عن كافة المذاهب الإسلامية الأخرى في تبنيه للحديث النبوي الشريف بدرجة عالية ومتميزة، وهو أمر يحسب لهم وليس عليهم، فإن كان الأمر كذلك فما هو الفرق بين تعاملهم مع الحديث النبوي الشريف وبين تعامل باقي المسلمين مع الحديث، فهل تعامل المسلمين من غير السلفيين مع الحديث النبوي الشريف أفضل من تعامل السلفيين مع الحديث؟  وبالذات الأحاديث الواردة في كتب الصحاح وبالذات صحيحي البخاري ومسلم؟ سيجد القارئ الكريم إن هذا الفصل ذو أهمية كبيرة في  تغيير الكثير من الموازين ووضع النقاط على الحروف وكشف الحق من الباطل للمسلمين بشكل عام وللحركات السلفية بشكل خاص؛ كما قدمنا في هذا الفصل نصائح خالصة من القلب إلى قلب كل من يبتغي معرفة الحق والوصول إلى الحقيقة.

أما الفصل الرابع فإنه يكتسب أهمية خاصة ويجيب على مجموعة من التساؤلات؛ لماذا إنتشر هذا الفكر هذا الإنتشار الواسع وفي هذا الظرف وفي هذا الوقت؟ من هو المسؤول عما يحدث في العالم من أحداث لا يمكن وصفها بألأحداث الأرهابية فحسب، بل هي أحداث خلاف المنهج العقلي السليم، وخلاف الطبيعة الفطرية للإنسان، بل خلاف الرسالة الأولى لجميع الأديان السماوية، وبالذات الدين الإسلامي، وهو المبدأ الأول الذي ترتكز عليه جميع هذه الأديان وهو قيمة الإنسان، وحق الإنسان بالحياة، وبالذات حياة الناس غير المذنبين وغير المقاتلين من ألأطفال وألنساء وألشيوخ الغير قادرين على المشاركة بقتال؛ فمن هو المسؤول عن هذه الأحداث؟ هل الجهل بألإسلام؟ هل التفسير الخاطئ للدين؟ هل المفكرين الذين نظروا لهذه المتبنيات الفكرية الغير صحيحة؟ هل هناك دول معينة مسؤولة عن إنتشار هذا الفكر؟ وما هي هذه الدول؟ وما هي مسؤوليتها؟ هل هناك سياسات عالمية خاطئة ساعدت على انتشار هذا الفكر واستفحاله؟ هل يتميز من يتبع هذا الخط وهذه العقائد بنفسيات إجرامية وغير سوية؟ الإجابة عن هذه التساؤلات أمر ضروري لمن هو في مركز القرار لاتخاذ القرارات الصائبة والسياسات الصحيحة من أجل القضاء على هذه الظاهرة، وكيفية مواجهتها، أو بالحد الأدنى التقليل من أضرارها.

أما في الفصل الخامس فقد تناولنا أحاديث الرسول r بشأن التحذير من فتنة السفياني، ونبوءة فتح بيت المقدس استناداً إلى الأحاديث النبوية للرسول r. وقد تطرقنا في هذا الفصل إلى جملة من أحاديث الرسول r التي نطق بها قبل أكثر من الف واربعمائة عام ونعتقد أنها جاءت بما لا يقبل النقاش بحق داعش، لأن هذه الأحاديث تتضمن مجموعة من العناصر بحيث لا يمكن أن تنطبق على أي مجموعة خلال أربعة عشر قرناً من التاريخ غير داعش.

أما في الفصل السادس والأخير فقد تطرقنا إلى المعركة الحاسمة بين خليفة الله المهدي والمسيح الدجّال استناداً إلى الأحاديث النبوية الشريفة في هذا المجال. مع تصور مقتضب بشأن مستقبل العالم وبالذات انتشار الظلم والجور ثم زواله على يد المؤمل لإحياء الدين والسنن المهدي الموعود المنتظر، وهو التجسيد الواقعي لإرادة الله في إظهار الإسلام على الدين كله، وليملأها قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.

لقد تم مواجهة هذه الجرائم بالقوة والسلاح والحروب، ولكن لم تفلح كل هذه الوسائل بالقضاء على هذا الفكر المنحرف، بل إزداد إنتشار هذا الفكر وأستفحل بشكل أكبر بكثير من السابق، وكأن إستخدام القوة معه زادته قوة؛ خطأ العالم في مواجهته لهذه الظواهر هو إعتماده على القوة فقط، وهذا المنهج للمواجهة كما رأينا هو منهج فاشل، وفي نفس الوقت لم يتصدى إلا القليل القليل لمواجهة هذه الأفكار المنحرفة والعقائد الضالة بعقائد سليمة وصحيحة؛ ونؤكد هنا أن هذا المنهج أي مواجهة الأفكار المنحرفة والضالة بأفكار صحيحة وسليمة وواقعية يتميز بفاعلية وتأثير يفوق بكثير تأثير القوة والسلاح والعنف؛ ومن هذا المنطلق كان تأليفنا لهذا الكتاب.

سيصدر إن شاء ألله في بداية عام 2015 كتاب بعنوان [الربيع العربي في السعودية] لنفس المؤلف، حيث سيكون هذا الكتاب الثاني متمماً لهذا الكتاب الأول؛ فالسعودية هي الأساس لهذه الأفكار المنحرفة؛ وفي نفس الوقت فإن السعودية هي من اكثر الدول معاناة من هذه العقائد والأفكار؛ والسعودية لا تمتلك خطة واضحة المعالم وفعالة في مواجهة هذه الأفكار، وإذا لم تتحرك السعودية بالشكل الصحيح وباسرع وقت فإنها لا محالة ستقع في أتون ثورة ربيع عربي، ولكن هذه الثورة سوف لن تكون ربيعاً، بل ستكون خريف قاتم يأتي من بعده شتاء مظلم مجهول النتائج والتبعات، ليس على مستوى السعودية فحسب، وليس على مستوى المنطقة فحسب، بل على مستوى كافة ارجاء المعمورة، حمى الله السعودية وحمى المنطقة والعالم من هذا المصير المظلم والمستقبل المجهول…..

يمكن حجز نسختكم من كتاب الربيع العربي في السعودية التي ستكون ببدل وبسعر يحدد لاحقاً بأرسال أيميل إلى الموقع التالي مع ذكر أسمكم والأيميل والدولة وهل ترغبون بنسخة الكترونية او نسخة ورقية: saudi@bakribook.com

سيجد القارئ بشكل جلي في الفصول الأخيرة أنها دراسة موضوعية ابتغينا فيها ذكر ما صح من الأحاديث مع الدقة في التحليل، ومع تصور للسيناريوات المحتملة لمستقبل المنطقة، استناداً إلى تلك الأحاديث وبالذات في ما يتعلّق بفتنة السفياني وفتنة المسيح الدجّال، بهدف إيجاد حالة من الوعي لدى المسلمين وتحصينهم من الانحراف عند انتشار تلك الفتن العظيمة، أعاذنا الله منها ومن شرورها، ولكي يتحمل كل مسلم مسؤوليته الشرعية ويتخذ القرارات والخطوات العملية بما يحفظ دينه ويحمي نفسه وأهله والمقربين إليه من الوقوع في هذه الفتن العظيمة. بل أستطيع أن أقول إنها رسالة للعالم أجمع من مسيحيين ويهود وغيرهم مستمدة من نبوءة الرسول الأعظم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام لما يمكن أن يحدث في مستقبل التأريخ في منطقة الشرق الأوسط بل العالم أجمع، حيث لا تخلو الأديان السماوية الأخرى من مسيحية ويهودية من تنبؤات بشأن مستقبل العالم، حيث نكتشف أن هناك كثيراً من المشتركات بين الأديان السماوية بشأن هذا المستقبل، لسبب طبيعي وبسيط، وهو أن المصدر لهذه النبؤات هو واحد، وهو الله رب السماوات والأرض سبحانه وتعالى. عند استخدامنا للمصطلحات في هذا الكتاب واجهتنا معضلة الأسماء وبالذات تسمية (السلفيين) أو (أتباع السلف الصالح) حيث إنها تسمية عامة تدّعيها أكثر من جهة أو مجموعة، وتشمل أكثر من تيار، والأمر المشترك بينهم هو ادعاؤهم اتباع منهج السلف الصالح، وإننا في نص الكتاب لم نكن نقصد جميع هذه التعريفات، بل تبنينا تعريفاً لتيارات محددة، لذلك اقتضى التنويه كما هو آتٍ.

يمكن تصنيف السلفيين إلى خمسة تيارات أساسية وهي:

1 – السلفية الإصلاحية: وهي سلفية جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وردح من حياة تلميذه محمد رشيد رضا، حيث كانت هذه الحركة تدعو إلى الاقتداء بالسلف الصالح في فهم الدين، ونبذ الخلافات المذهبية، وترك الطرق والأفكار الصوفية، وفتح باب الاجتهاد لتجديد الطروحات الإسلامية بحيث تلبّي متطلبات العصر، حيث يقول جمال الدين الأفغاني (يجب على كل مسلم يبغي نجاة الإسلام والمسلمين أن يعمل بأحكام القرآن ويطبّقها تطبيقاً دقيقاً، وأن يقتدي بأسلافه من أهل الصدر الأول من المسلمين)(1) ويقول (ما معنى باب الاجتهاد مسدود؟ وبأي نص سد باب الاجتهاد؟ وأي إمام قال لا ينبغي لأحد من المسلمين بعدي أن يجتهد ليتفقه في الدين وأن يهتدي بهدي القرآن؟)(2). كما كانت السلفية الإصلاحية تدعو إلى توحيد الأمة الإسلامية وبعث الإسلام وربطه بالعصر الحديث ومقاومة موجة الجيل الجديد من العلمانيين المتشبّعين بالثقافة الغربية والدعوة إلى تنقية العقيدة من الخرافات والبدع (3). ولم تتطرق السلفية الإصلاحية إلى المسائل العقائدية الجدلية كمسألة خلق القرآن وزيارة قبور الأولياء وشفاعة الرسول r والأولياء في حياة البرزخ كالسلفية الوهابية وسلفية ابن تيمية.

2 – السلفية اللامذهبية: وهو تيار واسع، لا يؤمن باتباع واحد من المذاهب الأربعة، وإنما يأخذ من أئمة الاجتهاد الأربعة دون تمييز، أو يأخذ بالحديث الصحيح إذا تعارض مع اجتهاد العلماء. وهذا التيار لا يتبنى فكر ابن تيمية أو فكر محمد بن عبد الوهاب؛ وأتباعه يشملون الكثير من المسلمين والحركات الإسلامية، كحزب التحرير، والكثير من أعضاء الإخوان المسلمين، والعشرات من الحركات الإسلامية المعاصرة، وبعض هذه الحركات قد تستخدم لفظ السلفية في التعريف والتعبير عن نفسها، ولكن البعض منها يرفض هذه التسمية خشية إقحامهم وجعلهم جزءاً من التنظيمات السلفية الإرهابية. الميزة الأخرى لأتباع هذا التيار أنهم يأخذون بالحديث في الجانب الفقهي وليس العقائدي، وهذا هو الخلاف الرئيسي بينهم وبين الوهابية الذين يؤمنون بالأحاديث في المجال العقائدي، كالعقيدة بالتجسيم وغيرها كما سيتبيّن للقارئ في طيّات الكتاب.

3 – السلفية السعودية غير التكفيرية: برزت في نهاية القرن التاسع عشر مجموعة من المفكرين الذين كانوا يدعون إلى نبذ الطرق والأفكار الصوفية وعدم تبني اجتهادات المذاهب الأربعة بل الرجوع إلى الحديث، وبعض هذه المجاميع كانت تدعو إلى إحياء فكر ابن تيمية وبالذات الشيخ طاهر الجزائري والشيخ جمال الدين القاسمي من بلاد الشام، ونعمان خير الدين الألوسي ومحمود شكري الألوسي ومحمد بهجت الأثري من العراق، والشيخ التونسي محمد بن عزوز. كما برز في الفترة نفسها السيد أحمد بارلوي في أفغانستان الذي كان يدعو إلى الأخذ بالحديث، ونظير حسين في دلهي، وصديق حسن خان في إمارة بوبال الإسلامية في حيدر آباد حيث كانوا يدعون إلى تبني القرآن والسنّة النبوية ورفض المذاهب الأربعة. وقد حدث تواصل بين هذه الجهات والحركة الوهابية في نجد حيث كانوا يتفقون معها في كثير من الأمور ولكنهم كانوا يختلفون معها في مجال العقائد كالتجسيم مثلاً، فضلاً عن تكفير أهل القبلة، بل كانوا يستنكرون قتال الوهابيين لبقية المسلمين في ذلك الوقت في الجزيرة العربية، وقد غدا هذا التيار هو نفس تيار الحكام من آل سعود منذ تخلّيهم عن الكثير من الأفكار الوهابية أواسط العشرينات من القرن السابق، وبالذات بعد معركة السبلة عام 1929م بين الملك عبد العزيز آل سعود وحركة الإخوان الوهابية. وأهم ما يميزهم هو الامتناع عن تكفير أهل القبلة والحفاظ على دمائهم وأموالهم، ويمثلهم في التاريخ القريب المرحوم الشيخ عبد العزيز بن باز والمرحوم الشيخ ابن عثيمين، وحالياً سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ. وهؤلاء المشايخ وإن كانوا يؤمنون بالتجسيم ويكفّرون أهل القبلة نظريا ًولكنهم لا يدعون إلى قتالهم عملياً (كما سيتضح في الفصول اللاحقة من الكتاب). كما يمثّلهم أيضاً في يومنا الحالي كتحرك قائم في السعودية يتبنى منهج العلماء التقليديين ويتبنى طاعة الحاكم من آل سعود (ولي الأمر) بشكل مطلق، ما يسمّى التحرك الجامي (نسبة إلى الشيخ محمد أمان الجامي) وهو أثيوبي الجنسية أقام في السعودية، ومن رموزه ربيع المدخلي وهو يمني الجنسية، وعلي الحلبي وهو أردني الجنسية، ويعادي هذا التحرك كافة الأحزاب والحركات داخل السعودية، بل يعادي حتى أفكار العلماء التقليديين الذين يعتقدون بأن الأئمة يجب أن يكونوا من قريش كالشيخ الألباني وجهيمان العتيبي وجماعته، ولا يتمتع هذا التحرك بشعبية بعد بروز تيارات الصحوة في يومنا الحالي. ومن رموزه في مصر الشيخ محمود عامر الذي بايع حسني مبارك كأمير للمؤمنين وأفتى بوجوب قتل د. محمد البرادعي. وهناك تساؤلات تثار في مصر وشبهات كثيرة حول مدى استغلالهم من قبل الجهات الأمنية في مصر في عهد حسني مبارك لمحاربة الجهات الإسلامية الأخرى.

4 – سلفية ابن تيمية أو السلفية الوهابية: وهو تيار انطلق قبل حوالى سبعة قرون على يد ابن تيمية، واندثروا بعد موت ابن تيمية لعدة قرون، حتى بُعثت فيهم الحياة مرة أخرى على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب قبل قرنين ونصف من الزمان حيث تبنى آل سعود عقيدتهم في تكفير وقتال الكثير من أهل القبلة ممن يخالفهم العقيدة حتى نشوء الدولة السعودية المعاصرة، حيث فرط عقد التحالف بين الحكام من آل سعود وحركة الإخوان السلفيين الوهابيين، ثم استفحل أمرهم في أنحاء عالمنا الإسلامي بل العالم كافة منذ أواسط ثمانينات القرن الماضي حتى يومنا هذا. وأقرب الحركات لهذا التوجه في السعودية هو ما يسمّى (السرورية – نسبة إلى محمد بن سرور زين العابدين) صاحب كتاب (وجاء دور المجوس) تحت اسم رمزي (عبد الله الغريب) وهو من تنظيم الإخوان المسلمين من حماة من سوريا تابع لإدارة عصام العطار ثم مروان حديد. وقد اختلف محمد بن سرور مع قيادة الإخوان في توجيهاتهم بترك العمل الحركي في السعودية. فأنشأ خطاً مغايراً للخط الإخواني في الجمع بين أفكار ابن تيمية ومنهج ابن عبد الوهاب ومتبنيات سيد قطب. ومن أشهر الشخصيات التي تمثل هذا التيار في السعودية هم المشايخ سفر الحوالي وسلمان بن فهد العودة وسليمان العودة وعبد العزيز الجليل وعبد الله الجلالي وفلاح العطري وآخرون، وإن الحركة السلفية الجامية تعادي الحركة السلفية السرورية وتتهجّم عليها في العلن بشكل كبير. فيذكر ادريس هاني مقولة احدهم (لئن أترك ولدي يماشي اللوطية أهون عندي من أن يماشي السرورية)(4). ويذكر عن أحدهم الذي انحرف وانتكس عن الدين (حالي الآن وأنا منتكس خير من حال سفر وسلمان)(5). وأما محمد أمان الجامي حين يتطرق الى محمد سرور وسلمان العودة وسفر الحوالي فيقول إنهم (أصحاب بدعة وضلالة وخوارج ومنحرفين)(6). لقد أعان السروريون المقاتلين في أفغانستان مالياً ومعنوياً ولكنهم لم يشاركوا في القتال في أفغانستان، ومع ذلك فإن هذه الفئة تعتبر أقرب الفئات للقاعدة من ناحية متبنياتهم الفكرية. أما موقفهم من أحداث مصر بشأن إزاحة حسني مبارك فقد تغير من موقف حرمة الخروج عليه في بداية التظاهرات، إلى موقف وجوب الخروج عليه والمشاركة في التظاهرات لإسقاطه وذلك قبيل سقوطه، كالشيخ محمد حسان والحركة السلفية من أجل الإصلاح (حفص) وآخرين(7). ويمكن وضع حزب النور في مصر، الذي تشكل في حزيران 2011، والذي يعتبر ثاني أكبر الأحزاب الممثلة في أول برلمان مصري بعد الثورة، ضمن هذا التصنيف ، ويتشكّل حزب النور من طيف واسع من السلفيين من أقصى اليمين من الذين بايعوا حسني مبارك على إمارة المؤمنين، إلى أقصى اليسار من الذين يتبنّون منهج القاعدة في التكفير والإرهاب.

5، داعش أو القاعدة أو دولة الخلافة الإسلامية على المنهاج السلفي القتالي التكفيري: وهو التيار المتطرف للسلفية الوهابية حيث يكفّر الكثير من أهل القبلة ممن يخالفهم الرأي ويستبيح دماءهم، فضلاً عن الكثير من غير المسلمين المتواجدين أو المتواجدة دولهم في بلاد الإسلام. وهذا التيار في متبنّياته الفكرية لا يعتمد على الفكر الوهابي فحسب بل يتبنى النظريات السياسية لكل من المفكر الإسلامي أبو الأعلى المودودي وسيد قطب بشأن مفهوم الحاكمية وتقسيم المجتمع إلى مجتمع جاهلي ومجتمع إسلامي، كما يتبنى طروحات محمد عبد السلام فرج بشأن الجهاد صاحب كتاب (الفريضة الغائبة). إن الدمج بين الأفكار الوهابية وأفكار المودودي وسيد قطب قد أنتج فكراً حركياً سياسياً تمثّل بشكل جلي بشخص أيمن الظواهري المنظّر الأساسي لفكر القاعدة والذي يمثل أقصى درجات العنف والإرهاب والتكفير، أما أهم المنظّرين الأساسيين لهذا الفكر في يومنا الحالي فهم أبو محمد المقدسي صاحب كتاب (ملة إبراهيم) نشر عام 1985م، والسيد إمام الشريف (دكتور فضل) صاحب كتابي (العمدة في إعداد العدة) الذي نشر عام 1988 فضلاً عن(الجامع في طلب العلم الشريف)، وأبو قتادة الفلسطيني صاحب كتاب (الجهاد والاجتهاد: تأملات في المنهج) نشر عام 1999م، وأبو مصعب السوري صاحب كتاب (دعوة المقاومة الإسلامية العالمية) نشر عام 2004م، وابي بكر ناجي صاحب كتاب (إدارة التوحش) نشر عام 2008م. وغدا هذا الفكر الجديد قادراً على خلق إنسان مستعد للتضحية بحياته والانتحار بهدف قتل أكبر عدد من الناس سواء من المسلمين أو من غير المسلمين من أجل تحقيق أهدافه. بل أصبح هذا التنظيم قادراً على خلق امرأة إرهابية كما يصفها محمد المحمود بأنها أدخلت (قسراً في حالة غيبوبة وعي كاملة ودائمة، بل وغيبوبة ضمير، لتفعل أي جريمة نكراء براحة ضمير تامة، بل وغالباً بإحساس موهوم ولكن كبير، بالخيرية والأفضلية والاصطفاء)(8).

يُعتبر أسامة بن لادن الوريث الشرعي لمحمد بن عبد الوهاب نظرياً وعملياً، ولا يستطيع أن يدعي هذا الفضل أي من المشايخ التقليديين، نعم قد يمكنهم أن يزعموا أنهم ورثته من الناحية النظرية، ولكن السلفية القتالية التكفيرية وحدها فقط تستطيع أن تدّعي الوراثة النظرية والعملية لمنهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وغدت حركة داعش وقيادتها السابقة والحالية والمستقبلية هي الوريث الشرعي لبن لادن وتنظيم القاعدة.

أحياناً قد يبرز ويطغى الجانب الإخواني القطبي في بعض القضايا وبعض مواقف زعماء القاعدة، حيث إن الإخوان يؤمنون بالوحدة الإسلامية فلا يوجد فرق في منهجهم بشكل عام وتاريخياً بين السنّة والشيعة، فنجد على سبيل المثال أن أسامة بن لادن وأيمن الظواهري لم يتهجما على الشيعة حتى عام 2003م حين سقوط بغداد، بل حتى بعد سقوط بغداد كان تهجمهم على الأميركيين والحكومة التي يعتبرونها جاءت بإسناد أمريكي، نعم كان هناك خلاف بين بن لادن وأيمن الظواهري في هذا الشأن، فقد كان بن لادن ضد سياسة التهجم على إيران الشيعية من منطلق العداء المشترك ضد أمريكا وإسرائيل، ولكن رأي الظواهري كان على النقيض إذ رد على بن لادن بمقولته (لا يعنيني أن اثنين من أبناء أسامة بن لادن سعد وعبد الله يعيشان في إيران منذ 2003، بل إن إيران هي العدو العقائدي لتنظيم القاعدة، وإن المد الشيعي في العالم أخطر على المسلمين من المد الشيوعي). وقد رد عليه بن لادن في رسالة نهاية عام 2008، كشفت لاحقاً، حدّد فيها الأولويات مدعياً أن الشيوعية والإلحاد هما الخطر الأول على الإسلام، (حيث كشفت هذه المراسلات من قبل أجهزة المخابرات الدولية بعد مقتل أسامة بن لادن(9))، ولم يتبين التهجم الواضح من القاعدة ضد الشيعة إلا بعد تطور الأوضاع في سوريا وتدخّل حزب الله لإسناد حكومة بشار الأسد في الشام. ولكن هذا لا يعني أن جميع أفراد القاعدة يحملون هذا التوجه نفسه كالزرقاوي أو جبهة النصرة أو داعش أو طالبان وغيرهم الذين كان عداؤهم واضحاً ضد الشيعة من منطلق سلفي وهابي بحت.

كما تمثّل هذا التيار مجموعة يطلق عليها السلفية الحركية تتركز في مصر كالشيخ محمد عبد المقصود والشيخ فوزي السعيد والشيخ نشأت أحمد و د. سيد العربي و د. هشام العقدة وغيرهم .

 

إننا عند استخدامنا لكلمة السلفية والسلفيين في هذا الكتاب إنما نقصد الفئة الثالثة بشكل جزئي والفئتين الرابعة والخامسة بشكل كامل.

أمر آخر نحب أن ننوه له وهو استخدامنا لكلمة القتال والمقاتلين عوضاً عن كلمة الجهاد والمجاهدين عندما نصف الأعمال القتالية لهذه الفئات الوهابية، والسبب في ذلك أن الجهاد في سبيل الله هو لنصرة المظلوم وللقضاء على الظلم ونشر العدل وإعلاء كلمة الله وهو يمثل أعلى درجات البر وتضحية الإنسان بنفسه في سبيل الله، أما القتال على أسس غير إسلامية للإفساد في الأرض وظلم الناس لإعلاء كلمة الباطل فلا يمكن أن ينطبق عليه مفهوم الجهاد.

بذلنا غاية الجهد لأن يكون هذا البحث على درجة عالية من المصداقية والوضوح، كون كاتب هذه السطور كان يتبنّى هذا النهج ويؤمن بتلك المدرسة وهذه العقائد والأفكار، فهو يعرف مداخلها ومخارجها، وأسسها ومنطلقاتها، وآثارها وتبعاتها… وهذا ما سيكتشفه القارئ الكريم جلياً بين سطور وطيات هذا البحث

هوامش المقدمة

(1) الأعمال الكاملة لجمال الدين الأفغاني، ج 2، ص 67.

(2) الأعمال الكاملة لجمال الدين الأفغاني، ج 2، ص 165.

(3) الأسس الدينية للاتجاهات السلفية، الدكتور كريم السراجي، ص 80، 81.

(4) أزمة الوهابية الصراع العقائدي السلفي-السلفي / ادريس هاني، ص 62

(5) أزمة الوهابية الصراع العقائدي السلفي-السلفي / ادريس هاني، ص 62

(6) أزمة الوهابية الصراع العقائدي السلفي-السلفي / ادريس هاني، ص 85

(7) راجع http://goo.gl/nKfXd

 (8) جريدة الرياض، العدد 15326 (10/6/2010) (المرأة المتطرفة/ عالم الإرهاب السري) لمحمد المحمود.

(9) الشيخ والطبيب، عبد الرحمن الهلوش، ص273

راجع أيضاً مقال (معركة الزعيم والطبيب، مع الشيعة والشيوعيين)، مجلة الوطن.

العربي- باريس، العدد 6252 تاريخ 24 / 9 / 2008، ص 33-35

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك