الصفحة الفكرية

مقالات مهدوية: بعض ابتلاءات الثقافة المهدوية

3506 19:36:00 2014-01-28

إن الخطاب عند بعض أتباع مدرسة آل البيت عليهم السلام كان خطاباً غير مسؤول، وغير موفق، أي أنّ صاحب الخطاب لا يعمل على الدفع بخطابه نحو رواية موفقة بل أن خطابه يموّه على السامعين بخصوص أن أمر الظهور المقدس قريب أو أنه بات أمراً قريباً، فهي آفة كبيرة، وهي آفة التوقيت، والمنهي عنها على لسان أئمة أهل اليبت عليهم السلام.

إن مثل هذا الخطاب ولاشك خطاب غير علمي لا يستند إلى علم، غناك عن المعرفة.

إن مثل هؤلاء الخطباء لم يقدّروا الإمام عليه السلام حق قدره، وعلى ضوء عدم تقديرهم لهذا المصلح المرتجى عليه السلام بهذه الطريقة سينتهي بنا الحال حتماً إلى مشاكل شنيعة وفضيعة.

أزمة التعريف أو أزمة التطبيق:

حيث يسعى البعض من الذين يوجهون الخطاب المهدي _كما يدّعون_ فيقولون إن فلاناً هو الخراساني أو إنّ فلاناً هو اليماني أو غير ذلك. وإنّ كلّ ذلك تخرصاً منهم ولا يتبع أي نهج علمي.

وترى وعلى نفس السياق أن يأتي شخص آخر ويسعى في تقريب الإمام المهدي عليه السلام إلى بعض المصلحين في هذا الزمان. أو الأزمنة الغابرة. ومن ذلك أن يذكر نموذجاً فيساوي بينه وبين الإمام الحجة عليه السلام، وبذلك فإنّه يساوي بين المصلح السماوي المنصوب من قبل الله تعالى وبين المصلح البشري _أي مصلح_ وأنه يخلط بين خطوات الطريق الإلهي وبين خطوات الخط الإنساني.

وثمة فرق جلي وواضح بين هذين الطريقين، وهذين المصلحين، وإنّه ولاشك فإن المصلح البشري مهما أتانا بالطيب لكنّه يبقى بشرياً محكوماً بالمقدرات البشرية الصرفة، أمّا المصلح السماوي سواء أكان الرّسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أو أولياءه مع أنهم من البشر، لكنهم مدعومون ومسنودون من قبل السماء.

الإمام المهدي عليه السلام ومنطق السيف:

يعمد بعض الذين يتولون الخطاب باسم القضية المهدوية وعلى أساس علمي _كما يزعمون_ إلى القول بأن الإمام المهدي عليه السلام إذا ظهر فإنّ سلاحه هو السيف، الأمر الذي يسبب تنفيراً للناس من هذه القضية الإسلامية المركزية الأصيلة، وهو أمر مرفوض رفضاً باتاً لأن لدينا دليلاً معتبراً على أن الإمام يتكئ على منطق العقل ومنطق العلم، فالإمام المهدي عليه السلام _بهويته البشرية_ ليست هويته العصا، وليست هويته السيف، إنّما هوية الإمام عليه السلام العقل والحجة والعلم (ادْعُ إِلى‏ سَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) هذا الخطاب الذي وجه من قبل السماء لدعاة السماء.

إن أي مقدس _مهما كان عنوانه_ يسعى لأن يقرّب الفكر السماوي بواسطة السيف والعصى فإنّه قد انحرف عن جادة الحق، جادة الصواب، جادة السماء.

وأن كل مجتمع يبتلى بمثل هذه الآلية المرفوضة فهو يحمل معه دليل انحطاطه، وإن المجتمع ليرقى بمستوى التفاهم والعلم والعقل لا بمستوى العصا والتخويف والتضعيف للآخر.

آفة الاختراق:

إن هناك تجاوزاً على الدين باسم القضية المهدوية، وذلك متأتّ من بعض الناس الذين يفهمون جزءاً من الدين وليس كل الدين.. أي أنه يحفظ شيئاً وقد غابت عنه أشياء.. ومثل هذا الشخص محال أن يصل إلى طريق السداد أو أن يصيبه.

إن مشكلة الكثير من متلقي الخطاب هي السذاجة، تلك السذاجة التي تسهل إختراقهم وخاصة في مثل هذه القضية _قضية الإمام المهدي عليه السلام_ نحن الآن نخترق فكرياً، نخترق دينياً.. والواقع أننا نحن الذين نسمح بهذا الاختراق، وقد نأخذ أية كلمة يقولها جهلة أو مدّعون.. نأخذها رأس مال ونطبّل لها ونزمّر.. ونكون لما يقوله المدّعي دعاة، ننشر ثقافته الباطلة، ومن حيث لا نشعر.

فلماذا نأذن بنشر مثل هذه الثقافات بيننا، ولماذا نسمح أن نكون جزءاً من الضريبة، إلاّ ينبغي أن يكون لنا موقف غير هذا تجاه هذا الصدع لنمنع مثل هذا الإنحراف والإختراق، لمثل هذه القضية المساوية التي أراد لها ديّان الدين أن تكون نهاية رسالته الخاتمة.

وفي ختام محاضرته توجّه السيد المحاضر بالكلام بالقول:

إنّ كيفية التعريف بالإمام أو تعريف الإمام المهدي عليه السلام للناس له المدخلية في تسويق القضية المهدوية لاخراجها من _جوها المحلي_ ونشرها على المستوى العالمي والحالة العالمية، بل ولأقصى ناحية في العالم.

إنه لابّد لنا من الالتفات والتنبه إلى أن العقل البشري مهما بالغ في نبوغه وعقله وذكائه ودهائه فهو عاجز أن يعرف مكنون الإمام المعصوم عليه السلام.

ولكن على الإنسان أن يعرف جاهداً ما يمكنه أن يلمسه بحسب إدراكه، ليعرفه، ويمكنه العمل به اتجاه هذه القضية وقائدها الإمام المهدي عليه السلام.. جعلنا الله من الممهدين لمقدمه الشريف.

 تحرير علي عبد سلمان 35/5/140128

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
وسام خالد
2014-02-17
ان قضية المهدي هي صراع بين فريقين ولقد سار رسول معهم باللين والرأفة والرحمة وبعد وفاته صاوات الله عليه انقلب الآخر على الاسلام وجعلوا عاليه سالفه وبدلوا وحرفوا وجعلوا من الاسلام مادة لجرائمهم، أما في دولة الامام المهدي فلن يعطعوا هذه الفرصة مرة أخرى ولن يتمكنوا من ذلك ابدا الى يوم القيامة .
وسام خالد
2014-02-11
أن الكثير من الكتّاب الاسلاميين وللاسف يخطئون في ايراد المصطلحات الخاطئة نتيجة تأثرهم بالفكر الغربي فكلمة ( الفكر السماوي ) هو مصطلح غربي فالسماء لاتفكر ، وكذلك الخالق سبحانه وتعالى لايفكر ، فالفكر هو من مختصات البشر ، أن قضية المهدي هي علم من الله جل وعز ، وليس هو نتيجة عقول وتفكير الشيعة وعلمائهم ، لذلك يجب على الكتّاب الشيعة اجتناب المصطلحات الغربية والفكر الغريب عن المنهج الديني، أن قضية المهدي هي بشارة من الله تعالى الى المؤمنين من الشيعة ، فوجب عينا أن نقول ( عقيدتنا في المهدي )وغيره
وسام خالد
2014-02-11
ان قول الكاتب ( ان أي مقدس مهما كان عنوانه يسعى لان يقرب الفكر السماوي ...الخ ) هو رأي غير صائب من قبل الكاتب لقوله تعالى (ولئن اخرنا عنهم العذاب الى أمة معدودة .....الخ الآية الكريمة . يدل على أن القائم يقوم بالسيف وهنالك الكثير من الاحاديث تدل على ذلك . والحقيقة ان السيف والعصى لاتستخدم الا لاجتثاث المجرمين من الارض ولايقصد به الناس الابرياء ، والواقع يثبت لنا ذلك بأجلى الصور ، فالتنظيمات الارهابية لاتنفع معها الحوار والمناقشة ، ان عدم استخدام السيف والعصى مع داعش وأخواتها ادى بسيطرتهم علينا
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك