الصفحة الفكرية

المرجعية المهدوية بين إسلام الكتاب وإسلام الحديث - الحلقة الخامسة / المحاضرة المهمة لسماحة الشيخ جلال الدين الصغير في ملتقى براثا الفكري

2803 07:12:00 2013-09-21

عصر يوم الجمعة الموافق 20/9/2013، وفي ملتقى براثا الفكري الذي ينعقد أسبوعيا في مسجد براثا المعظم بقاعة الزهراء عليها السلام، واصل حجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ جلال الدين الصغير تناول موضوع "المرجعية المهدوية بين إسلام الكتاب وإسلام السنة:"..

وتحدث سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في محاضرته ـ بحلقتها الخامسة ـ مجددا وبشيء من التركيز عن الأساس الذي بنيت عليه المرجعية الدينية ككيان يقود الأمة في عصر الغيبة، مسلطا الضوء على جوانب أخرى من الموضوع، وأشار الى أن  الأصل التاريخي للاجتهاد والتقليد هذا كان بتوقيع الإمام الحجة عليه السلام عندما ذكر هذا المصطلح لأول مرة  بحديثه المسند (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم) ، وبديهي أن المقصود "بالحوادث الواقعة" هي الحوادث والإبتلاءات المستجدة والمشاكل التي تواجه المسلمين في كل عصر ومنها عصر الغيبة الكبرى. وأن "حجة الله" هو الإمام الذي نصبه الله تعالى، وجميع اعماله وتصرفاته وأقواله حجة على المسلمين. فلو تخلف أحدهم، قام بالاحتجاج عليه (واقامة البرهان والدعوى). ولأن الأرض لا تترك بدون حجة، فالفقهاء والمرجعية التي ينعقد لها لواء الأعلمية، بعد أن تكتسب العلوم الشرعية وليس العلوم الأخرى، هي في الإسلام اليوم حجة على الناس شاملا لمهمة التشريع. وأجمع العلماء على ان المراد من رواة الحديث هم الفقهاء أي الذين لديهم علم بمعاني الحديث وأصوله وخاصه ومطلقه، وهم العلماء الذين أمضوا حياتهم بالعلم والمعرفة الى ان وصلوا الى المرتبة العليا وهي استنباط الحكم الشرعي.

مشيرا الى إبطال معنى أن يكون المرجع فيلسوفا أو عالما بأمور غير مختصة بالشأن التشريعي، فهي شؤون لا تضيف شيئا الى مقام المرجعية، وليست المرجعية في واردها.وهكذا فإن التوصيفات التي تطلق على المرجعية تبعا لتصورات غير ذات معنى، هي أيضا خالية من معنى فقهي ودلالي متعلق بالمرجعية، كأن توصف هذه المرجعية بأنها مرجعية قرآنية أو مرجعية سياسية أو ساكتة أو ناطقة، بل أن هذه التوصيفات يقدح بها مطلقيها من مقام المرجعية بدراية أو بدونها، وتكون دلالة إطلاقها بدراية خطيرة بلحاظ أن مثل هذا الوصف يمكن أن ينسحب على الأئمة المعصومين ذاتهم تبعا لتصرفاتهم حال حياتهم ، وهو أمر يثلم من مقام الإمامة ذاتها ويقع الذين يخوضون فيه في خلل كبير.

وشرح سماحته الأسباب الخفية الكامنة وراء الهجمة التي تتعرض لبها المرجعية الدينية من بعض المشتغلين بالحقل الحوزوي.. مبينا أن أول تلك الأسباب هو الإخفاق العلمي لمطلقي تعبيرات مثل تعبير المرجعية القرآنية، وثانيها أن ثمة اسباب ذاتية لمن يتعرض لمقام المرجعية المباركة مع أنها تمثل القيادة الطبيعية للأمة في عصر الغيبة.

وأورد سماحته أمثلة وروايات عن تصرفات  المراجع في الفتيا سواء في زمننا الحالي أو فيما سبق من زمان، وكلها تبين مدى حرص ودقة وتدقيق المراجع على ما يخرج عنهم من فتاوى وآراء ، وهي دلالة على منهجية عملهم الشديدة الدقة، منطلقا من قراءة تعامل الفقهاء مع الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام، ومنهجية هذا التعامل علميا..مشيرا الى أن مهمة الفقيه بالدرجة ألأولى هي التحقق من نسبة الكتب الواردة عن مؤلفين بعينهم وتختلف مهمة العالم عن مهمة العوام، سيما وأن كثير من الكتب تنسب الى أئمة أهل البيت مباشرةوكذا الأمر يتعلق بكتب منسوبة لعلماء أقدمين مثل الكليني وزرارة وأبن الجارود، وهذه الكتب تخضع لمتابعة وتمحيص مستمرين من قبل الفقهاء

أما مدرسة أهل البيت فقد ألتزمت بحاكمية كتاب الله على النص، وثمة إشكال أثير حول قول للسيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه،  على أساس أن السيد لا يأخذ بالقرآن حاكما على السنة، ولكن بالعودة الى ما كتبه السيد الخوئي يؤكد أن كتاب الله له القيمومة على الأشياء، وأن هذه القيمومة تقتضي أن يقرأ القرآن بأزاء النص لا للترجيح بل لإناطة النص بالقرآن، وأن حديثه مناقض لما تم التهريج عليه.. وحاكمية الكتاب على السنة أمر ثابت، فيما اللسنة شارحة للقرآن بلحاظ عدم تعارضها مع الكتاب.

على اية حال هذه المحاضرة تكشف عن زيف الإدعاء الباطل على المرجعية والتراث العلمي الشيعي ، وحري بنا أن نتابعها بتفاصيلها العلمية التي أوردها سماحة الشيخ جلال الدين الصغير بعمق يكشف عن تبحره بهذا الشأن..

المحاضرة غنية بتفاصيل مهمة ومثيرة تلقم المتقولين أحجارا وليس حجرا واحدا وتعيدهم الى أدنى من حجمهم الطبيعي..

وبين طيات محاضرته الذي حضرها جمع من طلبة العلوم الدينية والأكاديميين والمثقفين والمنتظرين قدم سماحة الشيخ الصغير أدلة من القرآن والحديث معا تبين تهافت الدعاوى التي تنال من المرجعية وأسلوبها بالتعاطي مع القضايا العلمية وطرق الوصول الى الحقائق المعرفية.

وبديهي أن تقديما مبتسرا في خبرنا هذا سيكون قاصرا عن إيصال مضمون المحاضرة الى الأخوة المنتظرين ، ولذلك يسرنا أن نقدم المحاضرة الى حضراتكم هنا عبر اليوتيوب، سيما و أن هذه المقدمة فقط لنضع القاريء الكريم قي أجوائها  ولا نريد أن نقدم تفصيلا للمحاضرة ، ولكن توخينا عرض نتف منها فقط ..ونشير أشارات بسيطة الى دلالاتها.....

وفي عمق المحاضرة تفاصيل لا يغني تقديمنا المبتسر عن سماعكم لتفصيلاتها  كما وردت في الفيديو أدناه ..

وجرى في ختام المحاضرة نقاش وحوار وإجابات من قبل سماحة الشيخ الصغير على أسئلة الحاضرين حول موضوع المحاضرة وسواها من المواضيع المهدوية،

المحاضرة التي حضرها جمع من المهدويين المنتظرين من طلبة العلوم الدينية والأكاديميين ، وغيرها من محاضرات سماحة الشيخ جلال الدين الصغير موجودة على موقعه  الرسمي في شبكة الأنترنيت على الرابط: http://www.sh-alsagheer.com

وعلى صفحته في شبكة التواصل ألأجتماعي الفيسبوك على الرابط:

https://www.facebook.com/jalal.alsagheeK

 

1/5/13921

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك