الصفحة الفكرية

الحياة في عصر الظهور (الحالة الاقتصادية)

3806 19:15:00 2013-08-19

 

يواجه العالم اليوم ازمة اقتصادية طاحنة،وان هذا العالم كله ينظر الى هذه الازمة الاقتصادية بعين الجد، لان هذا يعني انّها اذا استفحلت فسوف ينهار النظام الاقتصادي العالمي بأكمله، كما انهار النظام الاشتراكي او الشيوعي سابقاً،وكما يواجه النظام الرأسمالي اليوم نفس الازمة، ولذلك فان بعض الدول ترى النظام الاقتصادي العالمي في حاجة الى عدالة؟ أي وضع قواعد عادلة له، وهناك دعوات لضرورة الوصول الى قواعد جديدة وقوانين جديدة لارساء نظام اقتصادي عالمي جديد، وهذا في الواقع يجعلنا نستشرف مستقبل الاقتصاد العالمي، فنحن معنيون به لاننا نعيش في هذا العالم وذلك على ضوء ما عندنا نحن المسلمين من اقتصاد اسلامي ندّعي انه الاكمل والافضل، فكيف يكون ذلك وهل ان امامنا حقا سيجعل المسلمين آنذاك في منأى عن الازمات الاقتصادية الخانقة ذلك في عصر المعصوم عليه السلام وفي عصر الظهور، عصر الإمام المهدي عليه السلام.

ان الاقتصاد كما لا يخفى هو عصب الحياة ، وله مدخلية في كل جوانب الحياة، وبالتالي فان تركيز البشرية عموماً من بدايتها الى يومنا هذا على مسائل الاقتصاد،لذلك نجد التطرف في جعل الجانب الاقتصادي والعامل الاقتصادي هو العامل الاول والاساس في مشكلة الانسانية، والبشرية.

وهذا كله بسبب البعد عن الدين،وان الباحثين والمحققين يقولون هذا الكلام حتى في الغرب ويعترفون بان الدين هو عصب الحياة، فبغير الدين لا تقوم للحياة قائمة سليمة وصحيحة، ويبقى العالم أمام ازمات متكررة.

والمشكلة هي في البناء الاقتصادي،فانه مبني على اساس ايديولوجي، وهو ليس فقط عبارة عن معاملات يقوم بها الانسان كالشراء والبيع،فكيف يكون هذا الاقتصاد في دولة الدين، دولة الإسلام، دولة الإمام المهدي عليه السلام

ان الإمام عليه السلام حينما يقوم بحل هذه المشكلة،فلا يحلها حلاً عادياً،بل انه يعيد بناء النظام الاقتصادي العالمي، ولذلك عندنا كثير من الروايات بأنه عليه السلام يأخذ الكنوز من اصحاب الكنوز التي لا ينفقونها في سبيل الله،اي الاموال الربوية فيرجعها الى اصحابها، اي يرجع إلى كل ذي حق حقه، وكل شيء غير مباح شرعاً وكل شيء لم يكن بالوضع الطبيعي

فالإمام عليه السلام سوف يعيد توازن الامور حتى في مسألة البنوك، البنك الربوي ، الربا الاستهلاكي وهو غير الربا الاستثماري كما يقال، ويعطي حرية بمقدار معين للانتاج والاستثمار، فالإمام عليه السلام سوف يطبق الفقه الاسلامي في هذا الجانب.

هناك جملة من الامور التي سوف تكون في دولة الإمام عليه السلام،فبعض الامور متعلقة بالآثار التكوينية للعدل في زمانه، لان العدل له أثر، والقرآن الكريم يبين (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)

اذن التقوى والايمان لها مدخلية في الآثار الوضعية ونزول الخيرات من السماء واخراج البركات من الارض ايضاً، وبالتالي فان الإمام عليه السلام سوف يستفيد من هذه ايضاً لتطوير الحياة الاقتصادية التي سوف تنعكس على كل مظاهر الحياة الاجتماعية والفكرية والثقافية والدينية وغيرها.

و الإمام سوف يستفيد من مخازن الماء وبالتالي سوف يستثمرها، وكذلك سوف يشق الانهار،وعلى سبيل المثال يشق نهراً او نهرين من كربلاء الى النجف، كذلك نجد ان هناك رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرويها ابو سعيد الخدري انه ( يخرج في آخر امتي المهدي عليه السلام يسقيه الله الغيث).

وفي هذا السياق تأتي مشكلة الزراعة. المبنية على اساس الماء،والزراعة هي الأمن الاقتصادي، الأمن الغذائي.

روى المجلسي عن امير المؤمنين عليه السلام قال ( لو قد قام قائمنا لانزلت السماء قطرها ولاخرجت الارض نباتها... حتى تمشي المرأة بين العراق الى الشام لا تضع قدمها إلا على نبات...).

وهذا يعني انه سيصبح هناك غطاء نباتي وزراعة في كل مكان، وهذه الصحارى الموجودة الان سوف تصبح وقد غطاها النبات وتستثمر للغذاء.

كذلك الثروة الحيوانية التي تشكل ايضاً مصدر غذاء للانسان،فالإمام عليه السلام سوف يعالجها باعتبارها مشكلة ويحقق الاكتفاء الذاتي منها لذلك يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( يخرج المهدي عليه السلام في امتي يبعثه الله عياناً للناس تتنعم الامة وتعيش الماشية وتخرج الارض نباتها...) .

وغير ذلك من الروايات العديدة، اذن الإمام سوف يعالج قضية المال، وقضية المياه، قضية الغذاء سواء كانت في جانبها النباتي او الحيواني وهذا يشمل الماشية.

الجانب الثاني

هو ان الإمام عليه السلام سوف يستثمر ويستفيد من التقنيات العلمية لتحقيق الرفاه الاقتصادي، ولذلك عندنا روايات تقول بأن الإمام عليه السلام سوف يعطي او سوف يضيف الى العلم الموجود عند الناس (25) حرفا من العلم، وفي جميع الاتجاهات، ومن بين هذه الاتجاهات الاتجاهات التقنية وآلات الانتاج .

لكن لابد ان تتبلور الآيات القرآنية والروايات الواردة عن النبي واهل البيت عليهم السلام بشكل نظرية وبشكل نظام اقتصادي له تفاصيل وله تشعبات يمكن ان تعالج جميع النواحي، ولكننا لابد ان نرجع الى القرآن، ونحن لا نستطيع ان نستثمر ليس لدينا ادوات الانتاج التي من خلالها نستطيع ان نستخرج هذه الكنوز، القرآن يحتاج الى من يقوم باستخراج مفاهيمه، والإمام المهدي عليه السلام هو القرآن الناطق هو الذي يعتمد ويستند ويستخرج هذه الافكار وهذه الانظمة وهذه الآراء وهذه النظريات من القرآن الكريم لماذا، لانه يملك هذه الآليات.

باعتقادنا ان الإمام المهدي عليه السلام او المعصوم هو الوحيد القادر على تنفيذ ذلك، لانه عدل القرآن.

جعلنا الله من انصار الإمام المهدي عليه السلام ومن ابناء دولته دولة القرآن أنه سميع مجيب.

وهذه روايات شاهدة على ذلك

عدل المهدي وتنعم الناس في زمانه

الروايات من طريق اهل السنة :

1- كتاب الفتن - نعيم بن حماد المروزي - ص 223

( حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي زرعة عن صباح قال يتمنى في زمن المهدي الصغير أن يكون كبيرا والكبير أن يكون صغيرا )

2- المعجم الأوسط - الطبراني - ج 5 - ص 311

( حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة قال حدثنا أبو بريد الجرمي قال حدثنا محمد بن مروان عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال... تنعم أمتي فيه نعمة لم ينعموا مثلها يرسل الله السماء عليهم مدرارا ولا تدخر الأرض بشئ من النبات والمال كدوس ...)

3- المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 4 - ص 558

( حدثنا عبد الله بن سعد الحافظ ثنا إبراهيم بن أبي طالب وإبراهيم بن إسحاق وجعفر بن محمد بن أحمد الحافظ ( قالوا ) حدثنا نصر بن علي ثنا محمد بن مروان ثنا عمارة بن أبي حفصة عن زيد العمى عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله قال ... تنعم أمتي فيه نعمة لم ينعموا مثلها قط تؤتى الأرض اكلها لا تدخر عنهم شيئا والمال يومئذ كدوس )

4- كتاب الفتن - نعيم بن حماد المروزي - ص 221

(979- حدثنا أبو معاوية عن داود عن أبي نفرة عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يخرج في آخر الزمان خليفة يعطي المال بغير عدد ) .

5- كتاب الفتن - نعيم بن حماد المروزي - ص 223

(994- حدثني غير واحد عن ابن عياش عن سالم بن عبد الله عن أبي محمد عن رجل من أهل المغرب قال : إذا خرج المهدي ألقى الله تعالى الغنى في قلوب العباد حتى يقول المهدي من يريد المال ؟ فلا يأتيه أحد إلا واحد يقول أنا فيقول احث فيحثي فيحمل على ظهره حتى إذا أتى أقصى الناس قال ألا أراني شر من هاهنا فيرجع فيرده إليه فيقول خذ مالك لا حاجة لي فيه )

6- كتاب الفتن - نعيم بن حماد المروزي - ص 222

(985- قال الوليد عن أبي رافع إسماعيل بن رافع عمن حدثه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( تأوي إليه أمته كما تأوي النحلة يعسوبها يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول لا يوقظ نائما ولا يهريق دما )

واما من طريق الشيعة الامامية :

1- دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 467

( 454 / 58 - وبإسناده عن أبي علي النهاوندي ، قال : حدثنا إسحاق ، عن يحيى ابن سليم ، قال : حدثنا هشام بن حسان ، عن المعلى بن أبي المعلى ، عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أبشروا بالمهدي ، فإنه يأتي في آخر الزمان على شدة وزلازل ، يسع الله له الأرض عدلا وقسطا )

2-كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 286

(1 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال : حدثنا الحسين بن محمد ابن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن محمد بن أبي عمير ، عن أبي جميلة المفضل بن - صالح ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : المهدي من ولدي ، اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خلقا و خلقا ، تكون به غيبة وحيرة تضل فيها الأمم ، ثم يقبل كالشهاب الثاقب يملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما)

3- دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 471

( 463 / 67 - وقال أبو علي النهاوندي : حدثنا أبو علي هشام بن علي السيرافي ، قال : حدثنا عبد الله بن رجاء ، قال : حدثنا همام ، عن المعلى بن زياد ، قال : حدثني العلاء - رجل من مزينة - عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذكر المهدي ، فقال : يخرج عند كثرة اختلاف الناس وزلازل ، فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، يرضى به ساكن السماء ، وساكن الأرض ، ويقسم المال قسمة صحاحا)

4- الغيبة - الشيخ الطوسي - ص 179

( 137 - عنه ، عن المقانعي ، عن بكار بن أحمد ، عن الحسن بن الحسين ، عن تليد عن أبي الجحاف [ عن خالد بن عبد الملك ، عن مطر الوراق ، عن الناجي يعني أبا الصديق ، عن أبي سعيد ] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أبشروا بالمهدي - قال : ثلاثا - يخرج على حين اختلاف من الناس وزلزال شديد يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، يملا ( قلوب ) عباده عبادة ويسعهم عدله )

5-دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 469 - 470

( 458 / 62 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي ، قال : حدثنا ابن أبي حية ، قال : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، قال : حدثنا جرير ، عن مطر الوراق ، قال : أخبرنا أبو الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : ليقومن على أمتي رجل من أهل بيتي ، أقنى ، أجلى ، يوسع الأرض عدلا ، كما أوسعت جورا ، يملك سبع سنين )

ــــــــــــــــــــ

عن مجلة صدى المهدي

.......................................

40/5/13819/ تحرير علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك