الصفحة الفكرية

الحق: المرجعية الوحيدة

2977 07:14:00 2013-07-31

 

﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ﴾

إن الإنسان العاقل الرشيد لا يُقَدِّم رِجْلاً ولا يؤخر أخرى، ولا يحرك ساكناً إلا بعد أن يحدد الهدف؛ ومن ثم ينطلق من روح الهدف ليختار البوصلة التي تحدد المسار الذي يوصله إلى الهدف؛ ومَنْ لا يعرف الهدف لا يستفيد من البوصلة، وسيتخبط ويتيه في المسارات المجهولة التي لا هدف محدد لها، ولا نقطة لنهايتها.

والعاقل لا يتحرك على أساس ضربة حظ قد تصيب وتفتح للإنسان المسالك، وقد تخيب وتؤدي به إلى المهالك.

إذاً في البدء لا بد من تحديد الهدف الأسمى من خَلْق الإنسان ووجوده الذي تتفرع منه الأهداف السامية الأخرى بتراتب طولي أو باصطفاف عرضي من أجل بلوغ الهدف الأسمى؛ والتي ما هي إلا سُبُل للوصول إليه؛ فكل هدف سامٍ هو هدف لهدف سامٍ أعلى وأسمى منه؛ وهكذا إلى أن تنتهي الأهداف السامية إلى الهدف النهائي الأعلى والأسمى من كل الأهداف التي لم تكن أهدافاً سامية إلا لأنها سبيلاً إلى الهدف النهائي الأعلى والأسمى الذي خُلِقَ الإنسان من أجل الوصول إليه

والهدف الأعلى والأسمى هو الذي يحدد الأهداف التي تتفرع منه؛ وكل هدف منها يحدد الأهداف المتفرعة منه والأسس والوسائل التي توصل إليه؛ كما يوسع دائرتها أو يضيقها؛ ولذلك فإن الهدف السامي لا يرتضي الأهداف أو الأسس أو الوسائل الدنية؛ والهدف السامي في غنى عن كل الأهداف والأسس والوسائل المُنْحَطَّة؛ فالغاية لا تبرر الوسيلة، والغاية السامية تأبى وتتناقض واتخاذ وسيلة دانية. وكما في الحديث الشريف : ﴿ لا يطاع الله من حيث يعصى ﴾. فالهدف الذي به يطاع الله لا يمكن أبداً أن يتحقق عبر معصيته؛ فالهدف الذي يُسْتَوحَى من وحي السماء، ويُسْتَنْبَط من قيم الرسالة، ويَهْدِي ويُرْشِد إليه العقل لا يتحقق أبداً بأدوات يُوحِي بها شياطين الإنس والجن، أو تنسجها قيم الجاهلية، أو تتخيلها تصورات البشر، أو ينتجها الهوى؛ فحينما يكون الهدف من بعثة الرسل هو العبودية لله، واجتناب الطاغوت حيث يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾؛ فسوف تكون جميع الأهداف التي تتفرع منه والأسس والوسائل مصطبغة بصدق الحديث، وأداء الأمانة كما يقول الإمام  : ﴿لم يبعث الله نبياً قط إلا بصدق الحديث وأداء الأمانة﴾. فلا يمكن أن تتحقق العبودية لله واجتناب الطاغوت والكفر به باتخاذ الكذب أو الخيانة وسيلة لبلوغ الهدف؛ وإنما تتحقق باتخاذ صدق الحديث وأداء الأمانة أساساً لا يُستغنى عنهما لبلوغ الهدف المنشود؛ وهكذا حينما يكون الهدف هو التحرر من الرجس من الأوثان؛ فإنه لا بد من التحرر من قول الزور أولاً؛ فكما للأهداف السامية حرمة لا بد من تعظيمها، ولا يجوز تَعَدِّيها أو الاستخفاف بها؛ فكذلك للأسس والوسائل الموصلة للأهداف السامية حرمة لا بد من تعظيمها، ولا يجوز تَعَدِّيها أو الاستخفاف بها. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ * حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ﴾. ، فكما أن اجتناب الزور هو الهدف السامي الذي يجب تعظيمه، ولا يجوز تجاوزه أو الاستخفاف به؛ كذلك اجتناب الزور هو الأساس السامي لبلوغ الهدف السامي؛ ولذا يجب تعظيم هذا الأساس، ولا يجوز تجاوزه أو الاستخفاف به؛ ولن يتمكن المؤمن الرسالي، ولا الحركات الإسلامية من اجتناب الرجس من الأوثان إلا باجتناب قول الزور.

إن اعتماد واتخاذ الوسائل الجاهلية من الكذب والنفاق وقول الزور هو السبب الرئيسي في عدم تحقق الأهداف الرسالية السامية؛ ومع الأسف وقع كثيرٌ من المؤمنين العاملين في شباك الكذب والنفاق وقول الزور مما أعاق حركتهم نحو الأهداف السامية.

إن اللهَ سبحانه وتعالى لم يخلق الكون عبثاً أو لهواً أو لعباً. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ﴾.

ولم يخلق اللهُ الإنسانَ لِدنيا مكدَّرة زائلة فانية، كما لم يخلقه عبثاً. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾

ولم يترك اللهُ الإنسانَ سُدى من دون رقيب ولا حسيب. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى﴾

ولم يخلق اللهُ الإنسانَ لكي يُعَذِّبه. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا﴾.

وكل المصائب التي تحيط بالناس وتُكَدِّر معيشتهم لم تحدث إلا بسبب بعضٍ ممَّا كسبت أيديهم من سوء عملهم وتفكيرهم وسلوكياتهم وتصرفاتهم التي أبعدتهم عن الهدف الأسمى الذي خُلِقوا من أجل الوصول إليه. يقول الله سبحانه وتعالى:﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾.

والظلم هو الذي يهوي بالإنسان في الوادي السحيق بعيداً عن قمة الهدف الأسمى الذي خُلِق الإنسان لبلوغه؛ والظلم هو سبب العذاب والمآسي والويلات التي تحيط بالبشرية. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاء فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُّبِينًا﴾.

بل إن الله سبحانه وتعالى يتغاضى عن معاصي وظُلم العباد حينما يكون هناك المصلحون الذين يتحملون مسؤولية إصلاح العباد والبلاد، ومسؤولية مدافعة الظلم والجور، ومسؤولية إحياء الحرث والنسل. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾.

والهدف من إنزال العقوبة والعذاب على بعض الأعمال السيئة هو العودة إلى الطريق الذي يوصل إلى الهدف الأسمى الذي خُلِقَ من أجله الإنسان. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾.

ومع أن الهدف من المؤاخذة الإلهية للناس هو العودة إلى الهدف الأسمى إلا أن الله رحمةً بعباده لم يعاقب الناس إلا على بعض ظلمهم وليس على كل ظلمهم لأنه لو أنزل العقوبة كذلك بأن ترك الناس يعملوا ما يشاؤون ولم يحول بينهم وبين أعمالهم الشيطانية لازدادوا ظلماً وجوراً وعدواناً وطغياناً وفساداً وقاموا بإفساد الأرض ومَنْ عليها وما فيها وأهلكوا الحرث وسفكوا الدماء وأهلكوا النسل؛ والنتيجة أنه لن يبقى على وجه الأرض من دابة، ولا يستحق أحدٌ البقاء حين يكون الظلم والجور هو سيد الحكم في كل شؤون الحياة ومجالاتها. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ﴾.

إن الناس حين لم يؤمنوا بمنظومة الحق؛ بدء من الإيمان بالله والرسول والرسالة؛ مروراً بالإيمان بالعقل والعلم والمعرفة؛ ختاماً بالإيمان بالعدل والسعي والجزاء؛ وإنما كذَّبوا بقيم السماء فظَلَموا، فانعدم الأمن، فشُلَّت القدرات، فكان العجز الذي ينتج التخلف. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾.

ولو أن الناس آمنوا بالله والعقل والعلم والسعي، ومنظومة القيم الفضلى التي تنضوي تحت الحق، وأقاموا العدل بالحق؛ لارتفع الظلم والجور، وتحقق الأمن العام والشامل؛ مما يُمَكِّن العقل البشري من استخراج خيرات الأرض، وكنوز السماء، وعاش حياة السعة والرفاه في جميع المجالات والأبعاد. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ﴾.

إن سوء العمل هو الذي يُعْمِي الإنسان ويَحُول بينه وبين أداء الأمانة – مسؤولية الرسالة والاستخلاف التي تؤدَّى بالعقل والإرادة والاختيار - التي قَبِلَ الإنسان أن يتحملها للوصول إلى الهدف الأسمى الذي خُلِق من أجل بلوغه؛ ويتلخص سوء العمل في حجب العقل وتغييبه باتباع الهوى الذي يُنْبِت الظلم؛ وبترك التعلم الذي يُكَرِّس الجهل. يقول الله سبحانه وتعالى:﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾.

ولكن الله قد كرَّم الإنسان في الدنيا أولاً: بالعقل والعلم. وثانياً بالعزم والإرادة. وثالثاً بالانتخاب والاختيار. ومكَّنه في هذه الدنيا وفضَّله على كثير مِمَّن خَلَق لكي يتمكن من تحمّل الأمانة. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾.

إن الله خلق الإنسان لهدف سامٍ وعظيم؛ ولذلك جعل فيه العقل وهو أفضل خَلْقِ الله لكي يميز بين الأشياء؛ بين الصحيح والسقيم، وبين الحق والباطل، وبين ما ينفع وما يضر؛ وشاءت مشيئة الله لعباده حرية الاختيار للفكر والعقيدة والرؤية، وللعمل والسلوك والموقف؛ فوهبهم الإرادة والعزم لكي يتمكَّنوا من الاختيار؛ ولذلك لم يجبر اللهُ الناس على التوافق في الفكر والعقيدة والرؤية، ولم يجبرهم على الاتحاد في العمل والسلوك والموقف، ولم يخلقهم للاختلاف والنزاع والشقاق والحروب؛ وإنما الهدف من خَلْق الإنسان هو الرحمة الإلهية الواسعة التي وسعت كل شيء في الدنيا والآخرة. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾.

والجنَّة التي عرضها كعرض السموات والأرض جزء من الرحمة الإلهية التي هي الهدف الأسمى الذي يتسابق ويتسارع إليه العقلاء المؤمنون المتقون. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.  ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾.

وكذلك الرضوان الإلهي الأكبر من الجنَّة جزء من الرحمة الإلهية التي وسعت كل شيء في الدنيا والآخرة؛ فكل شيء في الآخرة من رحمة الله الواسعة التي لا تحدُّ بحدٍّ. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾.  ويقول الله سبحانه وتعالى:﴿وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.

والجنَّة هي المدخل والبوابة للكرامة الإلهية التي تُجَسِّد الرحمة الإلهية الواسعة. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا﴾.

وبدخول الإنسان إلى الجنة يحظى برضوان الله الأكبر ويستحق الكرامة عند الله حيث يجعله من المكرمين فتحيط به رحمة الله الواسعة. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ 26 بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾.

ولذلك جعل الله الكرامة هي الأساس لِتَمَكُّن الإنسان من بلوغ الهدف الأسمى؛ كما جعلها المقياس والميزان لاستحقاقه؛ وجعل التقوى خير الزاد للكرامة. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.

إن التقوى هي السبيل للكرامة والرحمة الإلهية التي وسعت كل شيء. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ﴾.

وتتجسد التقوى التي بها ينال الإنسان الرحمة الإلهية في أمرين:

أولاً: في العقيدة الإيمانية بوحي السماء بما تمثله من منظومة قيمية متكاملة وشاملة للحياة.

ثانياً: في السلوك الرسالي الذي يتكامل عبر:

1. تولي المؤمنين والمؤمنات لبعضهم بما يُكَوِّن النسيج الاجتماعي المترابط والمتجانس والمتَّحد.

2. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي ينشر كل فضيلة، ويبني القوة، ويُفَعِّل القدرات، ويُشَيِّد الحضارات، ويخطو بالمجتمع نحو الكمال الإنساني، ويقتلع الرذيلة، ويزيل الضعف، ويرفع العجز، ويعالج التخلف، وينتشل المجتمع من الانحطاط.

3. إقامة الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وتحرر الإنسان من عبودية الأشياء، وتجسد العبودية الخالصة لله وحده.

4. إيتاء الزكاة الذي يحرر الإنسان من العبودية للمال، ويوثق الروابط الاجتماعية، ويُشَيِّد العدالة الاقتصادية.

5. طاعة الله ورسوله التي تجعل الحق مرجعية وحيدة ومطلقة لكل فكر وسلوك، وتجعل القيادة الربانية مصدر القرار والفصل. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

وتتحقق التقوى بالعبادة التي خُلِق الإنسان في الدنيا لأجلها. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾.

إنما العبادة - بجميع أنواعها ومفرداتها - التي هي الهدف من خَلْق الإنسان في الدنيا هي هدفٌ لبلوغ التقوى. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

والصوم هو العبادة الأسهل التي يُمْكِنُ لكل إنسان أن يستعين به للتحلي بخصلة الصبر وهي أمِّ الفضائل؛ وبالصبر تنمو الإرادة، وتنشط العزيمة؛ وبالصبر والإرادة والعزيمة يتمكن الإنسان من كبح جماح النفس الأمارة بالسوء، ويتمكن من ترويضها بترك الشهوات التي مَنْ تركها كان حرّاً؛ والحرُّ هو القادر على بلوغ التقوى. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

 

وكما هي العبادات شُرِّعتْ من أجل بلوغ التقوى كذلك الأحكام والحدود والقصاص التي تحفظ حياة البشرية فضلاً عن أمْنِها شُرِّعت من أجل بلوغ التقوى. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

ولقد بعث الله الأنبياء، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب، وأمر بالتمسك والاعتصام والعمل بما فيها من أجل بلوغ التقوى. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

إن كل ما نَزَل به الوحي من العبادات والمعاملات والأحكام والنُظُم والتشريعات والسنن والحِكَم والمعارف والتوجيهات والإرشادات؛ كل تلك السُّبُل الموحى بها من السماء تكاملت، وجُعِلَتْ صراطاً وحيداً إلى الله؛ وأمَرَ الله العباد بإتباع هذا الصراط، واجتناب ما عداه من السُّبُل من أجل بلوغ التقوى. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

ولقد جعل الله التقوى الباب المفتوح الذي لا يُغْلَق للخروج من كل الأزمات والضغوط السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها؛ وجعل التقوى أيضاً الباب المفتوح الذي لا يُغْلَق للدخول في كل الخيرات والنعم المادية والمعنوية. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا 2 وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾.

ولم تكن التقوى هي الباب المفتوح للخروج والدخول فحسب؛ بل هي القوة التي بها يتمكن الإنسان من تجاوز كل العقبات والصعاب، ويفك كل عقدة، ويزيل كل عسر؛ وبالتقوى تتيسر كل الأمور أجمع ومن دون استثناء. يقول الله سبحانه وتعالى:﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾.

إن التقوى هي العلاج لكل الأسباب - من الذنوب والمعاصي وكل أدران الحياة - التي تُضْعِف الإنسان أو تُعْجِزُه، وتثقل كاهله وتعيقه عن الانطلاق إلى رحاب الحياة وسعتها؛ والتقوى هي السبيل لمضاعفة الرحمة الرحمانية التي تُسَخِّر للإنسان الكون وما فيه من تكوينات؛ ولنا في قصة قصر بلقيس الذي نقله المؤمن آصف الذي عنده علم من كتاب التواراة من اليمن إلى فلسطين في أقل من طرفة عين شاهد على ذلك؛ والتقوى هي السبيل لمضاعفة الرحمة الرحيمية التي تكشف للإنسان الغطاء لبلوغ اليقين. قال الإمام الصادق : ﴿وأشعر قلبك التقوى تنل العلم﴾. والتقوى هي السبيل لمضاعفة الرحمة الإلهية، وهي التي ترفع ذِكْرَ الإنسان، وتبلغ به المقام المحمود في الدنيا والآخرة، وتجعله من المكرمين. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾.

إن الله جعل التقوى باباً لرحمته الواسعة، وبعث الأنبياء، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب التي فَصَّلتْ الكيفية والمراد من العبادات والمعاملات والأحكام والنُظُم والتشريعات والسنن والحِكَم والمعارف والتوجيهات والإرشادات من أجل بلوغها؛ ولكن الله مع ذلك كله اختار العدالة وجعلها أقرب السُّبُل لبلوغ التقوى لأن الظلم هو الذي يحجب القلب عن نور التقوى. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.

ولكن قبل الحديث عن أهمية ومفردات العدالة التي بها تتحقق كل الأهداف السامية؛ لابد من الحديث عن النبع الصافي الزلال للعدالة؛ وهو الحق الذي به فقط يكون الهدف هدفاً سامياً ومشروعاً؛ وهكذا كل الأسس والوسائل تأخذ سموها ومشروعيتها من الحق فقط لا غير؛ وبالحق فقط تتحقق العدالة؛ فلن تتحقق العدالة التي لا تتجزأ إلا بالحق. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾.

إن إتباع الهوى هو السبب لاستكبار النفس، وعدم التواضع للحق؛ واستكبار النفس يسبب الجحود بالرغم من يقين النفس بالآيات الواضحة، والأدلة الساطعة، والبراهين القاطعة؛ والجحود يؤدي إلى الضلال والتيه والتخبط؛ ولكي لا نتزحلف في زحلوفة وزحاليف التيه ولا نتزحلق في زحلوقة وزحاليق الضلال يجب علينا أن نتواضع للحق ونتبعه ونتمسك به ونحكم به. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ﴾.

إن الله وعَد المستضعفين من أهل الحق الذين لا يحكمون إلا بالحق وبه يعدلون بالاستخلاف والسلطة والحكم، وجَعْلِهم الزعماء والقيادات للناس، وجَعْلِهم الوارثين لكل كراسي العروش في دول العالم أجمع، وإعطائهم القدرة والمِكْنَة على الحكم، وإدارة البلاد، وقيادة العباد. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ 5 وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾.

ولكن الله سبحانه وتعالى يبين فلسفة الاستخلاف والتربع على العرش والتمكين؛ وأن كل ذلك ليس هدفاً لذاته؛ فالسلطة والحكم ليس هدفاً ولا غاية للمؤمنين؛ وإنما وسيلة وسبيل لإقامة الحق والعدل للتحرر من عبودية الأرباب من دون الله، والدخول في العبودية الخالصة لله، والتحرر من عبودية المال، وتحقيق العدالة الاقتصادية، ونشر الفضيلة، واقتلاع الرذيلة. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور ِ﴾.

وهذا أمير المؤمنين  يجسد دولة الحق والعدالة؛ وأن العدالة هي الهدف؛ والدولة والأمارة ليست إلا وسيلة للعدالة التي لا يجوز أن تنتهك بذريعة حفظ النظام والدولة؛ فضرورة حفظ النظام والدولة لا تُجَوِّز الظلم، وانتهاك العدالة بأي حال من الأحوال؛ ويجب اجتناب الظلم، والتزام العدالة حتى ولو أدى ذلك إلى اختلال النظام، أو سقوط الدولة التي لا قيمة لها إلا بإقامة الحق والعدالة؛ وهذا ما التزم به أمير المؤمنين  في خلافته. وإليك مشهد واقعي في عهد الأمير عليه السلام من تطبيق العدالة، ومجانبة الظلم ولو أدى ذلك إلى اختلال النظام، أو سقوط الدولة: " ثم خرج الرجلان - طلحة والزبير - من دار أمير المؤمنين ، وقد يئسا من بيت المال، فجعلا يفكران في كيفية الخروج إلى مكة، والالتحاق بعائشة، إلى أن صار رأيهما على هذا؛ وجاءا إلى أمير المؤمنين  وقت خلوته وقلا: قد جئناك نستأذنك للخروج في العمرة، لأنا بعيدا العهد بها. فأذَنْ لنا فيها.

فنظر أمير المؤمنين  في وجهيهما، وقرأ الغد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك