الصفحة الفكرية

المنهج في معرفة المهدي عليه السلام


إذا اردنا أنْ نؤسس لمنهج علمي في بحث موضوع الإمام المهدي عليه السلام وخصائص الطريقة والاسلوب العلمي التي يمكن من خلالها أنْ نكون منطقيين في بحثنا، ولا نستغرق مع التخيلات والاوهام والطموحات فسنجد أنّ الطموحات البشرية هي التي تدفع وتضغط باتجاه هذا الحلم، وأن محاولات الحصول على شيء من الأمل يمكن أنْ يعبّئ ويلبّي هذه الحاجة ولو على مستوى التلبية النفسية للواقعة....

إذا اردنا أنْ نؤسس لمنهج علمي في بحث موضوع الإمام المهدي عليه السلام وخصائص الطريقة والاسلوب العلمي التي يمكن من خلالها أنْ نكون منطقيين في بحثنا، ولا نستغرق مع التخيلات والاوهام والطموحات فسنجد أنّ الطموحات البشرية هي التي تدفع وتضغط باتجاه هذا الحلم، وأن محاولات الحصول على شيء من الأمل يمكن أنْ يعبّئ ويلبّي هذه الحاجة ولو على مستوى التلبية النفسية للواقعة، إنّ العالم كلّه بما يعيشه من مظاهر للشقاء وبما يعاني من ظلم وعدوان عنده طموح كبير باتجاه السعادة وباتجاه العدالة، وهذه السعادة يمكن أنْ تقترن بالعدالة مع إنّ لكلّ منهما خصوصياته، إنّ البشرية مثل ما تطمح الى سعادتها فهي في نفس الوقت عندها طموح للعدالة، وهذه من الامور التي بطبيعتها مركوزة ومفطور عليها الانسان، فقد خلق الله(سبحانه وتعالى) البشرية بهذا الشكل واننا نجد الاتجاه العالمي اليوم يتطلع وينتظر ويترقّب ويتوقع ظهور الإمام عليه السلام، ذلك لأن ضغط الظلم والشقاء عليه كبير جداً حتى هذه التطورات التقنية في العالم لم تتمكن من أنْ تصل بالإنسان إلى السعادة، فلو نلاحظ لوجدنا كثيراً من الاحصائيات الاجتماعية بل حتى النفسية في العالم، أنها تضجّ بمظاهر كثيرة من الاحساس بالشقاء، مثل كثرة حالات الانتحار على المستوى الفردي، وكثرة الطلاق وانهدام عرى البنية الأساسية للمجتمع، الصراعات البشرية، الحروب، وما إلى ذلك من الأمور، وكلّها تعبّر عن مستوى غير طبيعي من الشقاء تعيشه البشرية اليوم، وهذا الأمر يجعل الإنسان بشكل طبيعي يتطلع باتجاه أن يصل إلى فكرة الإمام المهدي عليه السلام، وإلى تحقيقها، وكذلك إحساس الإنسان بالظلم، وتفشّيه في أوساط الأرض، حيث عاش العالم حالة الأقطاب المتصارعة فيما بينها، ونزفت الدماء غزيرة بالتقنية التي تتمثّل بالأسلحة التي كانت تنتج في الأقطار المتصارعة، بعدما تبلور فيها قطبان، وبعدما تحولت إلى حالة القطب الواحد، حيث نجد أن الإنسان بطبيعته ميّالاً إلى الظلم، فكلما تكون القدرة عنده أكثر تتجه هذه القدرة باتجاه الظلم...

ولكن مع كلّ ذلك نجد أنّ في البشرية انطلاقاً كبيراً باتجاه صيحات ونداءات وشعارات وبرامج يراد منها تحقيق الاصلاح، وكلّها تتضمن ان هناك مصلحاً، مع أن من البشر يطرحون أنفسهم على أنهم هم تجسيد ذلك المصلح الذي تنتظره البشرية بجامعها، فلهذا اذا اردنا أنْ ندخل في موضوع الإمام المهدي عليه السلام على أساس مسألة المصلح وأنّه هو المنقذ للبشرية، فاننا ننطلق من هذه المنطلقات التي لا تأخذ الدين والوحي والعلاقة مع السماء والارتباط بالله(عز وجل)، بنظر الاعتبار وانما تكتفي بهذا الموضوع لتنطلق باتجاه تأكيد وتأصيل فكرة المصلح في الذهنية البشرية العامة، أمّا اذا اردنا أن ندخل إلى هذا الموضوع من منطلقات دينية نجد ان المسألة تتبلور اكثر، وتكون واضحة اكثر لأن النص الديني الاسلامي تواترت فيه قضية الإمام المهدي، كالنص القرآني الذي هو نص بطبيعته متواتر تحدث عن (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)، وتحدّث أنه (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) كذلك النصوص النبوية تحدثت عن شخص محدد وصفه، واسمه هو اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولقبه المهدي، ويظهر في آخر الزمان، ويكون عيسى عليه السلام معه ينصره ويكون أبرز مناصريه، والذي يدين جزء كبير من العالم باحترامه وبتقديسه كنبيٍ مرتبطٍ بالله(سبحانه وتعالى).

.............................

11513618/ تح: علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك