الصفحة الفكرية

الائمة الأثني عشر(ع) دراسة تحليلية في المنهج ....(القسمين الاول والثاني)... الإمام الصادق(ع) وتجربة بناءالجامعةالإسلامية

4165 08:47:00 2012-10-07

 

114هـ 148هـ

مرّ معنا في الفصل السابق أبرز الخطوط العريضة للساحة في عهد الإمام الباقر (ع) وذكرنا أهم مفاصل الخطة التي عالج بها الإمام (ع) الواقع الذي كان يلف الساحة حينها. لنأتي الآن للحديث عن دور الإمام الصادق (ع) في مدة إمامته(1) التي إبتدأت بعد أن أصبح للمدرسة التي أسسها ووضع نواة إنطلاقتها الأولي والده الإمام الباقر (ع)، إسماً لامعاً في سماء الساحة الإسلامية.

الخيارات المطروحة

                                                                                                                                                                            لاشك أنّ الخيار الأنسب لمعالجة أيٍّ من القضايا التي تعترض مسيرة الإنسان أو الجماعة، لابد وأن يتسم ببعض الخصوصيات والملامح، ويحقق بعض الشروط لكي يقفز علي عنصر الفشل أو الهزيمة. ذلك أن الفشل هو النتيجة الطبيعية للأمور، فلا تنمو بذرة حتي تصبح شجرة يانعة، إلّا بتوافر الشروط الثلاثة الآتية (الماء، التربة الصالحة، والضوء)، ولايمكن أن تكون الحياة للبشرية من غير الأوكسجين والطعام والشراب، ولايمكن الحصول علي الماء إلّا من خلال معادلة رياضية دقيقة تجتمع فيها ذرتين من الهيدروجين مع ذرة واحدة من الأوكسجين في ظروف حرارية معينة. وهكذا سائر الأمور فإنها قائمة علي أساس من القوانين والمعادلات الرياضية الدقيقة، فيحتاج تحققها إلي ايجادها كما هي.

ويطلق القرآن العظيم مصطلح «السنة» أو «السنن» علي ماتقدم ذكره، فيقول عز من قائل: (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الارض...)(2) وفي آية آخري (فلن تجد لسنّت الله تبديلاً ولن تجد لسنّت الله تحويلاً...)(3).

 

فإذا كانت «السنن» أو المعادلات الرياضية تنطبق علي أبسط المسائل الحياتية فمن الأولي أنّها تكون متأصلة في الجوانب التغييرية الحضارية.

ولما كانت رسالة الإسلام التي يتحمل الائمة (ع) مسئولية نشرها وتعميم مبادئها وقيمها علي عامة أهل الأرض، هي رسالة التغيير، التغيير من ظلام الجهل إلي نور العلم، ومن نير العبودية والاستغلال إلي رحاب الحرية والعدل والمساواة كان لابد لنجاحها وتحققها من توفير شروطاً وخصائص عديدة أهمها:

1/ المعرفة الدقيقة بخارطة الواقع اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً ومعرفة نقاط القوة والضعف التي يتميز بها ذلك الواقع، وما هي القوي والاتجاهات المؤثرة فيه وحجمها الفعلي والواقعي علي الصعيد العملي.

فكثير من التيارات اخفقت ولم تستطع تحقيق أدني المكاسب بسبب جهلها المطبق، أو عدم معرفتها التامة بأوضاع الساحة التي تتحرك عليها، فتأتي خططها وأساليبها في العمل والتحرك من حيث النتائج في اتجاهات معاكسة لما هو مطلوب، رغم وجود الإمكانات الضخمة المتاحة لإنجاحها.

2/ المعرفة الدقيقة والمفصّلة للقدرات والطاقات والامكانات الذاتية، فعادة ما يقذف الطموح الكثيرين للتحرك والعمل علي نطاق أكبر من قدراتهم وطاقاتهم الذاتية، فيفشلوا من تحقيق أدني نجاح في المشاريع التي انطلقوا من أجلها.

وبطبع الحال فإن لدي كل جماعة تغييريه طموحها العالي في تحقيق وإنجاز اهدافها في مدة زمنية قصيرة، ولكن ما ينبغي الإلتفات إليه هو التحرك بمستوي الطاقات والإمكانات المتاحة والممكنة، لابمستوي الطموح مع أهميته وضرورته للتحرك.

 

3/ التخطيط العلمي الدقيق الذي يأخذ بالإعتبار الأمور التالية:

أ_ميزان القوي المؤثرة في الساحة إجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً.

ب_حجم القوة الذاتية من حيث القدرة البشرية والإمكانات المتوافرة.

ج_ التحديات والصعوبات المتحملة في طريق العمل نحو تحقيق الأهداف.

د_ البعد الحضاري في العمل والتحرّك، وذلك لتجنب الوقوع في مطبات المواقف المرتجله وردود الفعل الآنية التي تفرضها طبيعة التفاعلات مع الأحداث اليومية.

وهذا ما نعتقد أننا نلمسه بوضوح من خلال تحرك الائمة (ع).

وعلي ضوء ماتقدم، ما هي الخيارات المطروحة للتحرّك في عهد الإمام الصادق (ع)؟

قبل الإجابة لابد من الاشارة إلي مجمل الأوضاع والظروف التي كانت تتحكم في الساحة:

فمن الناحية السياسية شهد عهد الإمام الصادق (ع) أبرز التحولات والإنعطافات السياسية في الأمة.

حيث النمو الملحوظ للحركات الثورية العنيفة(4) المناهضة للأمورين والتي أدت إلي انهيار حكمهم الذي بنوه علي أساس من الظلم والإضطهاد والطغيان. وما رافقه من انعكاسات ألقت بظلالها علي واقع الأمة، وبدء قوة بني العباس ونشوء الدولة العباسية(5).

لقد نجح بنو العباس في السيطرة علي مقاليد الخلافة والسبب في ذلك أنهم استغلوا اتجاه تحرك الأمة لاسقاط الحزب الأموي حيث كان الرضا من آل البيت (ع) هو غايتهم من ذلك. وهو الشعار الذي رفعه بنو العباس للإلتفاف علي حركة الأمة نحو التغيير.

والسؤال الذي ربما يطرح الآن هو لماذا لم يستطع الائمة (ع) من تحمل دور الخلافة رغم أنها كانت ترفع ذات الشعار وتسعي لتحقيق بكل ما فيه من رمز ومعني؟

والجواب علي ذلك:

إن الائمة (ع) يسعون لتحقيق اهدافهم الرسالية من خلال حدود عديدة تفرضها القيم والمباديء السامية، كما أنّ البعد الحضاري في العمل يتطلب حرصاً بالغاً للحفاظ علي الأصول المهمة في التحرك، بعيداً عن السقوط في متاهات الأحداث الآنية التي تفرضها طبيعة الأحداث السياسية اليومية.

أمّا بنو العباس فلم تمنعهم المباديء والقيم من أن يحققوا مطامعهم في الحكم والسيطرة، ولم يكن عملهم ذا بعدٍ حضاري فيجتنبون الوقوع في الإلتباس جرّاء الركض وراء تحقيق المكاسب الآنية.

لقد ظل وضع الأمة صعباً نظراً لحالات القمع الرهيبة التي تتعرض لها، ففي العهد الأموي كان الموالون والأتباع والأنصار والمؤيدون لخط أهل البيت (ع) يتعرضون للمضايقات المختلفة من سجن وتعذيب وتشريد، وفي العهد العباسي لم تكن الظروف التي تعيشها الأمة بأحسن حالٍ من ذي قبل، وربما نستطيع القول انها جاوزتها خطورة باعتبار أنّ العباسين جاوءا وهم يرفعون شعارات الرضا من آل محمد (ع). وهو ما أثر بشكل سيء في وعي الناس وإدراكهم لحقيقة الصراع السياسي القائم حينها، مما جعل مهمة الإمام الصادق (ع) أشد صعوبة وحراجة.

فمن جهة كانت الشعارات المرفوعة من قبل المتنفذين في السلطة تمضي في اتجاه تحقيق الأهداف العامة للتحرك الإسلامي، وتطلعاته في الأمة، ومن جهة كانت عوامل الإنحراف الفكري والقائدي بدأت تنحر في جسد الأمة لنمو العديد من التيارات المنحرفة والضالة التي نشأت لتحقيق مصالح ومآرب سياسية معينة كانت تقضيها حاجة بعض القوي السياسية المتنافسة المتصارعة حينها، ومن قبيل الإتجاهات الفكرية والعقائدية التي نمت وترعرعت في عهد الإمام الصادق (ع) الرواندية(6) وحركة الزنادقة(7) والمقنعية(8) والخرمية(9).

علي ضوء ما تقدم يمكن لنا افتراض الخيارات الآتية لعمل الإمام الصادق (ع) في الأمة وهي كمايلي 

أولاً: الخيار الثوري، بأن يعلن الإمام (ع) معارضته للعباسيين ويعبيء الأمة في اتجاه الثورة ضد الحكم العباسي.

ثانياً: خيار التداخل والتقاطع السياسي مع العباسيين أو مايمكن أن نعبر عنه بخيار المشاركة السياسية مع النظام السياسي القائم 

ثالثاً: الخيار الحضاري الذي يأخذ بعين الإعتبار الواقع السياسي والواقع الإجتماعي والواقع الروحي للأمة _كما تم الإشارة اليه آنفاً_ ومن ثم يتم اختيار الأسلوب والمنهج الأمثل للتحرك.

وبطبع الحال فإن الأمة ومن خلال أمور عديدة لم تكن مهيأة نفسياً وعملياً للقيام بثورة تستهدف إسقاط كيان صعد بالتو علي منصة الحكم تحت شعارات الرضا من آل محمد (ع)، وأن الثورة المرتقبة لم تسكتمل بعد شروطها الأولية من لمس عامة الناس واقع الحكم وحقيقته خاصة وأن العامة تتحرك وفق ما تلمسه وتلحظه بالحواس.

ولم يكن خيار المشاركة في الحكم أو التداخل السياسي مع العباسيين أمراً مشروعاً نظراً لآن ذلك كفيل لإعطاء الشرعية الكاملة لهم ولتسلطهم علي مقدرات الأمة بغير حق.

ويبقي إذن الخيار الحضاري هو الأنسب لنجاح خطة تحرك الإمام (ع) وتحقيق اهدافها.

لقد تحرك الإمام الصادق (ع) في اتجاهات عديدة لكنه ركز بشكل أساسي علي ثلاثة محاور من التحرك:

المحور الأول: مواصلة العمل لاعداد الكوادر الرسالية الكفوءة:

من خلال المدرسة العلمية التربوية الثقافية التي شكل نواتها والده الإمام الباقر (ع) لتتحمل اعباء المسؤولية في نشر رسالة الإسلام في الأمة. يقول السيد آية الله المدرسي(01): لعلنا لن نجد في التاريخ الإنساني مدرسة فكرية استطاعت أن توجه الأجيال المتطاولة وتفرض عليها مبادئها وأفكارها ثم تبني أمة حضارية متوحدة لها كيانها وذاتيتها مثلما صنعته مدرسة الإمام الصادق (ع).

لقد اثبت التاريخ أن الذين استقوا من افكار هذه المدرسة مباشرة كانوا أربعة آلاف طالب. ولكن ذلك لايهمنا بمقدار مايهمنا معرفة ما كان لهذه المدرسة من تأثير في تثقيف الأمة الإسلامية التي عاصرتها والتي تلتها إلي اليوم، وإن الثقافة الإسلامية الأصلية كانت جارية عنه فقط، حيث اثبتت البحوث أن غيرها من الثقافات المنتشرة بين المسلمين إنما انحدرت عن الأفكار المسيحية واليهودية بسبب الداخلين منهم، أو ملوّنه بصبغة الفلاسفة اليونان والهنود والذين ترجمت كتبهم إلي العربية، فبني المسلمون عليها أفكارهم وكونوا بها مبادئهم.

ولم تبق مدرسة فكرية إسلامية حافظت علي ذاتيتها ووحدتها وإصالتها في جميع شؤون الحياة كما بقت مدرسة الإمام الصادق (ع) ذلك لثقة التابعين بها وبأفكارها، مما دفعهم إلي التحفظ بها وبملامحها الخاصة عبر قرون طويلة، حتي أنّهم كانوا ينقلون عنها الروايات فماً بفم، وإذا كتبوا شيئاً لاينشروه إلّا بعد الإجازة الخاصة ممن رووا الأفكار عنه.

وإذا عرفنا بأن الثقافة الإسلامية الشيعية منها أو السنية _كانت ولازالت_ تعتمد علي الأئمة من معاصري الإمام الصادق (ع) كالائمة الأربعة ممن توقف المسلمون علي مذاهبهم فقط، وبالتالي عرفنا بأن معظم هؤلاء الائمة أخذوا من هذه المدرسة أفكارهم الدينية حتي أن ابن أبي الحديد اثبت ان علم المذاهب الأربعة راجع إلي الإمام الصادق (ع) في الفقة. وقد قال المؤرخ الشهيد أبو نعيم الإصفهاني (روي عن جعفر عدة من التابعين منهم: يحيي بن سعيد الأنصاري، وأيوب السختياني، وابان بن تغلب، وأبو عمروبن العلاء، ويزيد بن عبدالله بن هاد، وحدث عنه الائمة الأعلام مالك بن انس، وشعبه الحجاج، وسفيان الثور، وابن جريح، وعبدالله بن عمرو، وروح بن قاسم، وسفيان بن عبينه، وسليمان بن بلال، واسماعيل بن جعفر، وحاتم ابن اسماعيل وعبدالعزيز بن المختار، ووهب بن خالد، وابراهيم بن طهمان، واخرين، واخرج عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه محتجاً بحديثه.

إذا عرفنا ذلك صح لنا القول بأن الثقافة الإسلامية الأصيلة ترجع إلي الإمام الصادق (ع) والي مدرسته فقط.

 من جانب آخر عرفنا بأن تلميذاً واحداً من الملتحقين بهذه المدرسة ألّف زهاء خمسمائة رسالة في الرياضيات كلها من إملاء الإمام الصادق (ع) وهو جابر بن حيان المعلم الرياضي الشهير الذي لايزال العالم يعرف له فضلاً كبيراً علي هذه العلوم (وأيادي طويله علي أهلها.)؟

وروي عنه محمد بن مسلم ستة عشر ألف حديث في مختلف العلوم وآخرون من هؤلاء الأفذاذ، حتي قال قائلهم رأيت في هذا المسجد _اي مسجد الكوفة_ تسعمائه شيخ كل يقول: (قال: جعفر بن محمد). حتي أن أبا حنيفه كان يقول: (لولا السنتان لهلك النعمان)

وأخيراً عرفنا بأنه لم يرو عن أحد من الائمة الإثني عشر _بل عن المعصومين الأربعة عشر وفيهم رسول الله (ص)_ بقدر ما روي عن الإمام الصادق (ع) ولقد جمع المتأخرون من الشيعة ماروي عنهم في مجلدات ضخمة: فكان البحار للمجلسي يحوي مائة وعشرة مجلداً، وكان جامع الأخبار للنراقي لامثيلاً له، وكان مستدرك البحار لا نظيراً له، وقد احتوت غالبية هذه الكتب ونظائرها علي أحاديث الإمام الصادق (ع) وأكثرها في الفقة والحكمة والتفسير وما إلي ذلك.

 أمّا في سائر العلوم فلم يصل إلي أيدينا إلّا الشيء القليل، حيث ذهب معظمها ضحية الخلاف السياسي الذي أعقب عصر الإمام (ع)، فكم من كتب مخطوطة للشيعة احرقتها نيران المنحرفين، وكان نصيب مكاتب الفاطميين بمصر أكثر من ثلاثة ملايين كتاباً مخطوطاً، وكم من كتب لفتها أمواج دجلة والفرات واحرقتها مطامع العباسيين ببغداد والكوفة وكم من محدّث واسع المعرفة جم الثقافة ظلت العلوم هائجة في فؤاده لا يستطع لها نشراً خوفاً من إرهاب العباسيين وإجرامهم. فهذا ابن أبي عمير ظل في سجون بني العباس مدة طويلة _ومن المؤسف_ ان ماكتبها هجرت في هذه المدة حتي عفنت وأكلها التراب، وراحت أحاديث كثيرة منها صحيحة الأعمال، وهذا محمد بن مسلم حفظ ثلاثين ألف حديثاً عن الإمام الصادق (ع) ولم يرو منها شيئاً. إذا عرفنا كل ذلك أمكننا معرفة مدي شمول ثقافة هذه المدرسة العالم الإسلامي ومدي سعة أفقها الرحيب.

والمشهور أن منهاج الإمام الصادق كان يوافق أحدث مناهج التربية والتعليم في العالم، حيث ضمت حوزته إختصاصيين كهشام بن الحكم تخصص في المباحث النظرية، وتخصص زرارة ومحمد بن مسلم وأشباههم في المسائل الدينية، كما تخصص جابر بن حيان في الرياضيات وعلي هذا الترتيب.

حتي أنه كان يأتيه الرجل فيسأله عما يريد من نوع الثقافة، فيقول الفقه فيدله علي اخصائية، أو التفسير فيوميء إلي صاحبه، أو الحديث والسيرة أو الرياضيات، أو النظريات، أو الطب، أو الكيمياء، فيشير إلي تلامذته الأخصائيين، فيذهب الرجل بملازمه من أراد حتي يخرج رجلاً قديراً بارعاً في ذلك الفن.

 

ولم يكن الوافدون إليه من أهل قطر خاص، فلقد كانت طبيعة العالم الإسلامي في عصره تقضي علي الأمة بتوسيع الثقافة والعلم والمعرفة في كل بيت...حيث إن الفتوحات المتلاحقة التي فتحت علي المسلمين أبواباً جديدة من طرق العيش وعادات الخلق، وأفكار الأمم، كانت تسبب احتكاكاً جديداً للأفكار الإسلامية بالنظريات الأخري، ولسبيل الحياة عند المسلمين بعادات الفرس والروم وغيرهما من جارات الدولة الإسلامية، كما خلقت مجتمعاً حديثاً إمتزج فيه المتأثر العميق بالوضع والمنحرف الكامل عن الإسلام، مما سبب حدوث تناقضات في الحياة، قد ترديه وتحدث لديه انعكاسات سيئة جداً لذلك الإمتزاج الطبيعي المفاجيء.

لذلك هرعت الأمة يومئذ إلي العلم والثقافة والتصفت بأبي عبدالله الصادق (ع) مؤمله الخضب الموفور ووفدت عليه من أطراف العالم الإسلامي طوائف مختلفة، وساعدهم علي المثول عنده مركزه الحسّاس، حيث اختار _في الأعم الأغلب_ مدينة الرسول (ص) التي كانت تمثل العصب الحساس في العالم الإسلامي، ففي كل سنة كانت وفود المسلمين تتقاطر علي الحرمين لتأدية مناسك الحج المفروضة ولحل مسائلهم العلمية والنظرية فيلتقون بصادق أهل البيت (ع) وبمدرسته الكبري حيث يجدون عنده كل ما يريدون(11).

لقد حققت المدرسة نتائج ايجابية عديدة ساهمت في ايصال التحرك الإسلامي الرباني إلي مواقع أكثر تقدماً في الأمة ومن أبرز هذه النتائج

1/ اعداد وتأهيل ما يربوا علي أربعة الأف كادر من مختلف مناطق الأمة الإسلامية مما جعل الأمة تمتلك رصيداً ضخماً من الكفاءات والطاقات وفي مختلف المجالات للتحرك في الساحة وتنفيذ الخطط الرسالية المطلوبة، وبما يضمن للحركة سلامتها في المسيرة لأنها تربت وتم اعدادها علي يد قائدها وملهمها الإمام الصادق (ع) بصورة مباشرة.

لقد عرقل النقص في عدد الكوادر العديد من الطموحات التي أراد الائمة (ع) تحقيقها خلال الفترات الماضية، وتعثر البعض منها بسبب قلة الطاقات والكفاءات التي تمتلكها الأمة، ولكنها الآن تمتلك من الكفاءات والطاقات مايؤهلها للتصدي لعلاج واقع الأمة بما هو أفضل وأنسب من الفترات السابقة، وهذه إحدي أهم الإنجازات التي حققتها المدرسة المباركة.

2/ علاج الواقع الإجتماعي الفاسد وما يزخر به من مظاهر الإنحطاط الفكري والأخلاقي حيث إن نشاطات الدراسين والمتعلمين في هذه المدرسة بدأت تغطي مساحات واسعة من جماهير الأمة، وكان لإنعكاساتها آثار طيبة في توجه العديد من المؤيدين والباحثين الحقيقة للإلتحاق بصفوف المدرسة ومن ثم العمل من أجل تحقيق أهدافها في الأمة.

3/ الخروج من أزمة الرقابة الصارمة التي كانت تتعرض إليها حركة الإمام (ع) من قبل السلطات السياسية الحاكمة. حيث لم يكن أسلوب التدريس والتعليم من المسائل التي تثير سخط الحكام مادامت في نطاقها النظري ولم تخرج علي شكل ممارسات عملية يقوم بها طلّابها.

لقد إستغل الإمام الصادق (ع) الفترة الإنتقالية التي تم فيها إنتقال مقاليد الحكم لبني العباس في تقوية وتركيز نشاطه في المدرسة حيث الظروف مناسبه ومؤاتيه لذلك بسبب عدم تمكن العباسيين من قمعها ولما تستتب الأمور بعد من ناحية، ولأنهم كانوا يرفعون شعار الرضا من آل محمد (ع)، فلم يكن من السهل قمع مدرسة تنتمي إلي آل البيت (ع) وهم تقمصوا دور الخلافة تحت شعارهم ودثارهم.

وخلاصة فإن مدرسة الإمام الصادق (ع) جهد فكري وعلمي عظيم ساهم في إرساء قواعد الإسلام الأساسية، وعمل علي نشر المفاهيم الرسالية والفكر الإسلامي الأصيل في الأمة، وهذا مما جعلها محط أنظار العالم الإسلامي حينها وجعل أفئدة الكثيرين تهوي إليها للنهل من فيض معارفها وثقافتها.

المحور الثاني: النشاط السياسي من خلال:

1/ دعم الحركات الثورية وتوجيهها لتنفيذ مخططاتها للوقوف أمام استهتار أصحاب البلاط بالقيم والمباديء التي جاء بها الإسلام ولوضع حدٍ للممارسات الغير عادلة التي يقوم بها الحكام في ذلك الوقت(21).

2/ النفوذ والتسلل إلي أجهزة الدولة للإستفادة من بعض الفرص والإمكانات التي تتيحها لخدمة مشاريع العمل الرسالي في الساحة.

الائمة الأثني عشر(ع) دراسة تحليلية في المنهج(8) (القسم الثاني)

 الإمام الصادق(ع) وتجربة بناءالجامعةالإسلامية

ومن الواضح أن لدي الإمام الصادق (ع) عدد لا بأس به من الكوادر اللذين إستطاعوا إستلام مناصب عديدة في الدولة، وربما كان البعض منهم يجاهر بولاءه للخط الرسالي ومحبته لآل البيت (ع).

ومن بين أولئك الكوادر اللذين تسللوّا وتمكنوا من إحتلال مواقع متقدمة في أجهزة الدولة الباسية «يحيي بن خالد البرمكي» حيث تولي ولاية الأهواز وكان الإمام الصادق (ع) يراسله بإستمرار ويسدي له النصح والتوجيهات الإدارية والقيادية اللازمة، ومنهم أيضاً «ربيع» الذي كان حاجباً (31) للمنصور، الذي كانت له مواقف إيجابية عديدة خدم بها التحرك الإسلامي، ففي اليوم الذي جاء المنصور بالإمام الصادق (ع) قال (ع) لربيع: (ياربيع أنا أعلم ميلك الينا فدعني أصلي ركعتين)(14).

فقال له الربيع: شأنك وما تشاء ... بعد ذلك بكي الربيع فصلي الإمام ركعتين، وبعدها دخل علي المنصور وكان قد جعل سيفاًتحت لبده (وهو الصوف المتلبد) وكلما  يحتد النقاش بينه وبين الإمام (ع) كان المنصور يقبض علي السيف فقال الربيع في نفسه: أن أمرني فيه بأمر أعصيه،لأنني ظننت أنه يامرني أن  آخذ السيف لأضرب به عنق الإمام (ع) فإن أمرني ضربت المنصور نفسه وإن أتي ذلك عليّ وعلي ولدي..

ومن الكوادر أيضاً الذي أصبح فيها بعد وزيراً آخر للبلاط العباسي ابراهيم بن جبلة.

ومنهم الوزراء أيضاً كالفضل بن يحيي، وخالد والفضل بن سهل، ويعقوب بن داود، وأبي سلمه وابنه، والربيع وابنه الفضل بن الربي,، وعلي بن يقطين وأولاده، وسليمان بن جعفر.

ومنهم الولاة في الإمصار كزياد بن عبد الله عامل المنصور علي المدينة. ووالي الأهواز خالد بن يحيي الرمكي. ومنهم المتنفذين في الجيش ومختلف مراكز القوي في جهاز الدولة العباسية، وكانوا يستفيدون من مواقعهم هذه تحت إشراف قيادة الإمام (ع) في خدمة أهداف وتطلعات التحرك الإسلامي، حيث كان الإمام الصادق يولي إهتماماً بالغاً بهم ويواصلهم باستمرار عبر الرسائل، أو ارسال المبعوثين من كوادر الأمة رغم صعوبة ذلك حينها، ويعطيهم التوجيهات والإرشادات الازمة.

وبالفعل كان تحرك الإمام الصادق (ع) من الناحية السياسية دقيقاً للغاية حيث الظروف المتشابكة والمعقدة في آن معاً، إذ لم يكن من السهل علي قيادة، غير شخص الإمام (ع) قادرة علي توجيه محاور تحرك قد تبدو متعارضة، حين النظر اليها بصورة كليه دون التمعن في جذورها وخلفياتها الواقعية التي أملتها.

وكم خدم هذا التحرك السياسي وبهذا الشكل الذي قام به الإمام الصادق (ع) مسيرة الأمة في الفترات التالية من عمر الصراع.

 

إذ يمكننا القول إن هذا التحرك من أحد أبرز الأمور التي ساعدت علي انجاح خط الإمام (ع) لصناعة وايجاد جيل من الطاقات والكوادر الكفوءة التي تتحمل أعباء العمل الرسالي لاحقاً. والتي ساهمت بدورها في ابقاء جذوة الأمل وشعاع النور يشع في نفوس أبناء الأمة ولحد يومنا هذا.

المحور الثالث: مواجهة موجة الالحاد والمدارس الفكرية المنحرفة التي تمخضت وسادت في تلك الفترة، لأسباب عديدة لسنا بصدد ذكرها الآن.

فمن المعروف أن الإمام الصادق (ع) فتح باباً عريضا للحوار مع كل أدعياء العلم والمعرفة والخلق. كما إنه فتح بابه لكل من أراد إسقاط الحجة عليه، فقلب عليهم السحر الذي جاءوا به.

وربما يعود توجه الإمام (ع) إلي هذا النمط من المحاججة إلي الأسباب الآتية:

1/ رواج بعض المذاهب الفكرية المبتدعة _ كالتي مر ذكرها_.

2/ ظهور تيارات فكرية جديدة عن طريق ترجمة الكتب الإغريقية والفارسية والهندية التي مهدت الأرضية لشياع بعض المدارس الفكرية المختلفة كالزنادقة والغلاة وغيرهم.

وأراد من وراء ذلك تحقيق عدد من الأهداف أبرزها، تأكيد دوره القيادي في الأمة بتوقه العلمي، الذي عجزت عن مجاراته العقول الملوثة بالأفكار المنحرفة والضالة في الأمة من جميع اتجاهاتها ومصادرها الفكرية، وكذا إعداده لجيل من الطاقات والكوادر الكفوءة المؤهلة للتصدي وتحمل أعباء نشر المفاهيم الإسلامية الرسالية الصحيحة في الأمة، وترشيد المسيرة الفكرية والتشريعية في الأمة حسب الأصول الإسلامية التي جاءت بها الشريعة السمحاء من ربّ العالمين _عزوجل_.

وهنا نورد مقتطفات من بعض المواقف التي دونها التاريخ في هذا الإتجاه للإمام الصادق (ع):

عن عبدالكريم بن عتبة الهاشمي قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) بمكة إذ دخل عليه أناس من المعتزلة فهيم عمرو بن عبيد، واختلف أهل الشام بينهم فتكلّموا وأكثروا، وخطبوا فأطالوا، فقال لهم أبو عبدالله جعفر بن محمد (ع): إنكم قد أكثرتم عليَّ وأطلتم، فأسندوا أمركم إلي رجل منكم بحجتكم وليوجز فأسندوا أمرهم إلي عمروبن عبيد فأبلغ وأطال، فكان فيما قال أن قال: قتل أهل الشام خليفتهم، وضرب الله بعضهم ببعض، وتشتت أمرهم فنظرنا فوجدنا رجلاً له دين وعقل ومروَّة، ومعدن للخلافة، وهو محمد بن عبدالله بن الحسن، فأردنا أن نجتمع معه فنبايعه، ثم نظهر أمرنا معه وندعوا الناس إليه فمن بايعه كنا معه، وكان معه، ومن اعتزلنا كففنا عنه، ومن نصب لنا جاهدناه، ونصبنا له علي بغيه وردّه إلي الحق وأهله وقد أحببنا أن نعرض ذلك عليك فأنه لا غني بنا عن مثلك، لفضلك وكثر شيعتك، فلما فرغ قال أبو عبدالله (ع) أكلكم علي مثل ما قال عمرو؟ قالوا نعم، فحمد الله وأثني عليه وصلي علي النبي (ص) ثم قال: إنما نسخط إذا عُصي الله، فإذا أُطيع رضينا، أخبر يا عمرو لو أن الأمة قلّدتك أمرها فملكته بغير قتال ولا مؤنه، فقيل لك: ولِّها من شئت من كنت تولِّي؟ قال: كنت أجعلها شوري بين المسلمين قال: بين كلهم؟ قال: نعم، قال: بين فقها ئهم وخيارهم؟ قال: نعم، قال: قريشي وغيرهم؟ قال العرب والعجم، قال أخبرني يا عمرو أتتولّي أبابكر وعمر؟ أو تتبرأ منهما؟ قال أتولّاهما قال: يا عمرو إن كنت رجلاً تتبرّأ منهما فانه يجوز لك الخلاف عليهما وإن كنت تتولاهما فقد خالفتهما، قد عهد عمر إلي أبي بكر فبايعه ولم يشاور أحداً ثم ردّها أبو بكر عليه و لم يشاور أحداً ثم جعلها عمر شوري بين ستة، فأخرج عنها الأنصار غير أولئك الستة من قريش ثم أوصي فيهم الناس بشيء «ما أراك ترضي به أنت ولا أصحابك. قال وما أصنع؟ قال: » أمر صهيب أن يصلّي بالناس ثلاثة أيام، وأن يتشاوروا أولئك الستة ليس فيهم أحد سواهم، إن ابن عمر ويشاورونه وليس له من الأمر شيء، وأوصي من بحضرته من المهاجرين والأنصار إن مضت ثلاثة أيام قبل أن يفرغوا ويبايعوا أن يضرب أعناق الإثنين، أفترضون بذا فيما تجعلون من الشوري في المسلمين؟ قالوا: لا، قال: يا عمرو دع ذا، أرأيت لو بايعت صاحبك هذا الذي تدعوا إليه، ثم إجتمعت لكم الأمة ولم يختلف عليكم فيها رجلان، فأفضيتم إلي المشركين الذين لم يسلموا ولم يؤدوا الجزية أكان عندكم وعند صاحبكم من العلم ما  تسيرون فيهم بسيرة رسول الله (ص) في المشركين في حربه؟ قالوا: نعم، قال: فتصنعون ماذا؟ قالوا: ندعوهم إلي الإسلام فإن أبوا دعوناهم إلي الجزيه،قال: وإن كانوا أهل الأوثان وعبدة النيران والبهائم وليسوا بأهل كتاب؟ قالوا: سواء، قال: فأخبرني عن القرآن أتقرأه؟ قال: نعم، قال: أقرأت ( وقاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولايحرمون ما حرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من الذين أوتو الكتاب حتي يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون).

قال: فاستثن الله عزوجل واشترط من الذين أوتوا الكتاب فهم والذين لم يؤتوا الكتاب سواء؟ قال: نعم  قال (ع): عمن أخذت هذا؟ قال: سمعت الناس يقولونه، قال: فدع ذا فإنهم إن أبوا الجزية فقاتلتهم وظهرت عليهم، كيف  تصنع بالغنيمة؟ قال: أخرج الخمس وأخرج أربعة أخماس بين من قاتل عليها قال: تقسمه بين جميع من قاتل عليها؟ قال: نعم، قال: قد خالفت رسول الله (ص) في فعله وفي سيرته وبيني وبينك فقهاء أهل المدينة ومشيختهم، فسلهم فإنهم لا يختلفون ولا يتنازعون في أن رسول الله (ص) إنما صالح الأعراب علي أن يدعهم في ديارهم، وأن لايهاجروا علي أنه إن دهمه من عدوه دهم فيستفزهم فيقاتل بهم وليس لهم من الغنيمة نصب وأنت تقول بين جميعهم، فقد خالفت رسول الله (ص) في سيرته في المشركين، دع ذا ماتقول في الصدقة؟ قال: فقرأ عليه هذه الآية (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعالمين عليها) قال: نعم فكيف تقسم بينهم؟ قال: أقسمها علي ثمانية أجزاء فأعطي كل جزء من الثمانية جزءاً قال (ع): إن كان صنف منهم عشرة آلاف وصنف رجلاً واحداً، ورجلين وثلاثة، جعلت لهذا الواحد مثل ما جعلت للعشرة آلاف؟ قال: نعم قال: وكذا تصنع بين صدقات أهل الحضر وأهل البوادي فتجعلهم فيها سواء؟ قال: فخالفت رسول الله (ص) في كل ما به أتي في سيرته، كان رسول الله (ص) يقسم صدقة البوادي في أهل البوادي. وصدقة الحضر في أهل الحضر لايقسمه بينهم بالسويه، إنما يقسم علي قدر ما يحضره منهم وعلي مايري فإن كان في نفسك شيء ما قلت، فإن فقهاء أهل المدينة ومشيختهم كلهم لا يختلفون في أن رسول الله (ص) كذا كان يصنع، ثم أقبل علي عمرو وقال: اتق الله يا عمرو، وأنتم أيها الرهط فاتقوا الله فإن أبي حدثني وكان خير أهل الأرض وأعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله أن رسول الله قال: من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلي نفسه، وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلف(51).

علي، عن أبيه، عن نوح بن شعيب، ومحمد بن الحسن قال: سأل ابن أبي العوجاء هشام بن الحكم فقال له: أليس الله حكيماً؟ قال: بلي هو أحكم الحاكمين قال: فأخبرني عن قول الله عزوجل (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة) أليس هذا فرض!؟ قال: بلي، قال: فأخبرني عن قوله عزوجل (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل) أي حكيم يتكلم بهذا؟ فلم يكن عنده جواب فرحل إلي المدينة إلي أبي عبدالله (ع) فقال: ياهشام في غير وقت حجّ ولا عمرة!! قال: نعم جُعلت فداك لأمر أهمني إن ابن أبي العوجاء سألني عن مسألة لم يكن عندي فيها شيء، قال: وما هي؟ قال: فأخبره بالقضية، فقال له أبو عبدالله (ع) أما قوله عزوجل: (فانكحوا ما طاب من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة) يعني في النفقة.

وأمّا قوله: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة) يعني في المودة قال: فلما قدم عليه هشام بهذا الجواب وأخبره قال: والله ما هذا من عندك(61)!

وهكذا إستطاع الإمام الصادق (ع) خلال فترة إمامته التي امتدت زهاء ألـ 34 عاماً في أن يصنع مدرسته الرسالية وحركته الفكرية، العقائدية، والسياسية في مواقع أكثر تقدماً وقوة من ذي قبل.

ولمّا بدأ يتصاعد نجم التحرك الرسالي في هذه الفترة دسّ المنصور العباسي السم إلي الإمام الصادق (ع) علي يد عامله بالمدينة فاستشهد غريباً مظلوماً في 25 شوال عام 148هـ.

وبمقتله تنتهي واحدة من الفصول المهمة في حياة الأمة حيث تبدأ مرحلة جديدة من العمل والتحرك عند الإمام الكاظم (ع) نقرأ بعضاً من تفاصيلها المهمة في الصفحات القادمة.

----------------------

1) التي استغرقت 34 عاماً.

2)آل عمران/137

3) فاطر/43.

) لقد عاصر الامام الصادق ع) کلاّ من ثورة زيد بن علي بن الحسين سنة 122هـ وثورة يحيي بن زيد.

5) انتشرت حرکة المعارضة السياسية للحزب الأموي في أرجاء واسعة من الأمة وکان أحد أبناء محمد بن الحنيفة قائداً لها، وحين عرف الأمويون ذلک و اکتشفوا خطورة التحديات المقبلة استدعاه سليمان بن عبدالملک الي الشام و أکرمه لکنه دس اليه السم فخرج من  الشام قاصدا المدينة و في طريقه وصل الي منطقة تسمي (حميمة) وفيها غلب عليه المرض وخشي الموت فتضيع حرکته ولم يوجد هناک رجلاً يوثق به إلا محمد بن علي بن عبدالله بن عباس فخوّل اليه أمور العمل و وضح له أسماء قيادات التحرک في کلا من المغرب و مصر و خراسان و الري و الکوفة والبصرة وأسماء أنصاره و کشف له عن أسرار الحرکة وأهدافها لکن هذا الرجل حوّل مسار هذه الحرة وأعطي زمام أمورها للعباسيين منذ ذلک تمکنوا من الاستيلاء علي مقاليد الخلافة وذلک في سنة 132هـ.

6) الرواندية: نسبة الي رواند القريبة من أصفهان وهم يقدسون ملوکهم و يجعلونهم في مصاف الآلهة.

7) الزنادقة: اختلف في تعريفهم لکن ما يتفق عليه ان حرکة الزندقة خرجت علي الاسلام لتقول أن هناک شريک للخالق وعملت علي اباحة المحرمات وعبثت بالآداب الاجتماعية مما يعد خطرا ما حقاً ماحقاً علي البيئة الاجتماعية.

 

8) المقنعية: نسبة الي المقنع الذي ظهر في عهد الخليفة العباسي المهدي (158ـ 169هـ) وکان رجلا قبيح المنظر من أهل مروة أعي الألوهية وجد له أنصاراً ومريدين.

9) الخرمية: نسبة الي بابک الخرمي من بلاد فارس أيضا من أدعياء الألوهية.

10) في کتابه الامام الصادق قدوة وأسوة/ص 15

11) راجع الامام الصادق ـ قدوة وأسوةـ للعلّامة المدرسي /ص 16

12) من جملة الثورات التي ساندا الامام (ع) الثورة الزيدية 122 هـ، ثورة يحيي بن زيد، ثورة ذو النفس الزکية 145هـ، ثورة ابراهيم بن عبدالله 145هـ، راجع تاريخ الاسلام/ حسن ابراهيم/ ج 2 ص 144 ومابعدها.

13)تعني کلمة حاجب في ذلک الوقت(وزير البلاط)

14) موسوعة بحار الانوار/ ج 47ص 197.

15) موسوعة بحار الأنوار/ ج 47ص 213 ـ 216.

16) موسوعة بحار الانوار/ ج 47 ص 225

 ---------------------

12/5/1007

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك