دراسات

مملكة الخوف(1)....هوس الانفاق الدفاعي السعودي

20631 14:04:00 2006-07-29

بقلم: مهند السماوي

توطئةهذه دراسة مختصرة حول أسس وثوابت السياسة العامة ،الداخلية والخارجية،للمملكة العربية السعودية،ابدئها بسياسة الانفاق الدفاعي السعودي ،على مدى عقود من الزمن،وتوضيح مدى خطأ تلك السياسة ، التي اتبعتها العديد من الدول ،مثل المجاورة للملكة (ايران الشاه-وعراق البعث)او الدول الكبرى (الاتحاد السوفييتي السابق)،ثم اتبعها بحلقات أو فصول أخرى حول الامن الداخلي السعودي وسياسة المملكة تجاه الاقليات فيها ، والاقتصاد السعودي ودور النفط فيه،والسياسة الخارجية شبه الثابتة للملكة السعودية ،حاولت فيه الاختصار قدر الامكان.مدخل البحث في يوم واحد ،تأتي الاخبار حول عقد المملكة العربية السعودية ،صفقة عسكرية كبيرة مع فرنسا ، تبلغ حوالي (7,85مليار دولار امريكي) طال الحديث عنها منذ عام تقريبا تتضمن شراء اسلحة متطورة منها 48 طائرة مقاتلة مع خيار شراء 48 طائرة اخرى بالاضافة الى أعمال الصيانة والخدمة والاستشارة .وفي نفس اليوم ، أبلغت وزارة الدفاع الامريكية ، الكونغرس الامريكي ،حول أمكانية بيع السعودية أسلحة تصل قيمتها الى 6 مليار دولار ، بعد أن حصلت الموافقة من قبل البيت الابيض عليها . وقبل هذا وذاك، تحدثت الاخبار قبل بضعة ايام ، عن صفقة دفاعية ضخمة ، بين السعودية وبريطانيا، سميت بصفقة العصر ،تصل قيمتها في بعض التقارير الى 70 مليار دولار ! وفي تقارير أخرى خجولة الى 30 مليار دولار ، وبالتالي تأخذ أسم (صفقة العصر)من صفقة عسكرية سابقة ،ايضا بين السعودية وبريطانيا عام 1985، تلك الصفقة الشهيرة التي سميت ب(صفقة اليمامة) *(1) والتي جرى تقسيمها الى مراحل نظرا لتكاليفها الباهضة وصادفت مع أنخفاض أسعار النفط آنذاك ،ووصلت الى حوالي 40 مليار دولار ،منها فقط مليار دولار لصيانة 120 طائرة تورنادو الشهيرة! .

 أنها صفقات كبرى ، تسيل لها لعاب الدول الكبرى ! ولكن لماذا كل هذه الصفقات؟ يتسائل الجميع من سعوديين وعرب ومسلمين وغيرهم .ما عدا الدول المصدرة للسلاح ،ما دام ذلك يكون في مصلحتها،وعامل مهم على تنشيط الاقتصاد ، وتوفير ملايين فرص العمل ،هي في أمس الحاجة أليها.

هل المملكة العربية السعودية،في حالة حرب مع دولة أخرى ؟ وهل السعودية قادرة حماية نفسها من دول المنطقة المعادية لها أو الدول الاخرى ؟ وهل هي فعلا بحاجة ماسة الى تلك الاسلحة ؟ وأخيرا وهو الاهم ، هل السعودية على أستخدام تلك الاسلحة ،أو لديها الحرية الكاملة في التصرف بها ؟الجواب هو قطعي على تلك الاسئلة ، وعلى أسئلة أخرى هو :كلا . فلماذا أذا هذا الاسراف الكبير في الانفاق الدفاعي والامني ، وهل أن النفط السعودي لا ينفذ؟ بالتأكيد الجواب لا ، فلماذا أذن؟هناك جواب مقنع للكثيرين ، لكل الاسئلة السابقة، وهو : الخوف وهذا الانفاق لو تضاعف عدة مرات ، فالخوف لا ينتهي أبدا ،الخوف من كل شيء ،وهو دائما ماتشعر به الاسرة الحاكمة التي تبسط سيطرتها المطلقة على الحكومة وأجهزتها المختلفة ، وتمتاز الاسرة الحاكمة ، بكثرة عدد أفرادها  (15 ألف ذكر أو أنثى) على أقل تقدير ،وبتأريخ طويل من الحكم ( حوالي 300 سنة تقريبا) ما عدا فترات زمنية مختلفة ، أزيلت دولتهم ثم أعيدت لعدة مرات .

وكذلك أستنادها الى تحالف تأريخي متين مع أسرة كبيرة أخرى لها السلطة الدينية الشاملة ،وهي أسرة مؤسس المذهب الوهابي الحنبلي المتشدد :الشيخ محمد بن عبد الوهاب ،وبالتالي فأن الاسرة السعودية تمسك بزمام السلطة المدنية ، والاسرة الوهابية والتي تعرف بأل الشيخ ، بزمام السلطة الدينية،وبالتالي يكون هناك ترابط بين المملكة السعودية،والمذهب الوهابي ،لايمكن الفصل بينهما بأي حال من الاحوال ،مهما حاولت الدول الكبرى الفصل بينهما،أو على الاقل الحد من تأثيره على المملكة ،والانفاق السعودي الهائل على المذهب الوهابي ، هو الذي سمح له بالاستمرار والانتشار،بعد أن أنتهى دور السيف في أخضاع المخالفين ،فقد قدر هذا الانفاق منذ عام 1975-2000 بحوالي (75مليار دولار ) في الداخل والخارج ،ولو توقف هذا الانفاق نهائيا وأعتمد المذهب الوهابي الحنبلي على معتنقيه فقط ، في سد احتياجاته المختلفة ،دون أي مساعدة من حكومة ما ،كما هو الحاصل عند المذهب الشيعي الذي أستمر رغم الاضطهاد المستمر الذي يصل حد الابادة الجماعية ،بالاعتماد على أنفاق مؤيديه ،لأنهار المذهب الوهابي ، وبقى في حدود ضيقة جدا في بلاد نجد وقطر مع جماعات صغيرة متناثرة في زوايا باكستان وأفغانستان .الخوف هو من الداخل السعودي حيث الطوائف المختلفة في بلاد شاسعة (2,15مليون كيلو مربع) وسكان يقدر عددهم ب(24 مليون ) منهم أكثر من 7 مليون مقيم غير سعودي ،الاقلية الشيعية (25%)بمذاهبها الثلاثة:الجعفري والزيدي والاسماعيلي ، بالاضافة الى المذاهب السنية الثلاثة الاخرى المتسمة ببعض الاعتدال ، وهي الشافعي والمالكي والحنفي ،وهي كانت مذاهب منتشرة في بلاد الحجاز في السابق ،وفقدت الان سيطرتها المذهبية عليها .الخوف أيضا من المتشددين أنفسهم ، التابعين للمذهب الوهابي،والذين يتهمون الاسرة الحاكمة بالابتعاد عن الدين والمذهب وبالفساد في أدارة الدولة ،والاستحواذ على الاموال العامة وعدم الالتزام الشخصي بالشريعة ،ويشجع هؤلاء عدد من رجال الدين الوهابيين المتشددين ، وبعضهم له قاعدة شعبية لا باس بها .الخوف أيضا من التيارات السياسية المعادية للاسرة الحاكمة ، فبعد سقوط الاتحاد السوفييتي السابق عام 1991 ، تقريبا زال الخوف من التيارات الشيوعية واليسارية ،لكن الخوف والحيطة والحذر مازالت قائمة من التيار القومي ،بشتى فروعه المختلفة كالناصري مثلا، ولحد الان فأن هذا التيار ،رغم الصدمات والازمات المتكررة التي لحقت به منذ نكسة 1967 ، فأن له مؤيدين في المملكة ،خاصة مع وجود أنظمة عربية تدعم الفكر القومي ، لكن الخوف أكثر يكون في أفراد القوات المسلحة والاجهزة الامنية الاخرى بالاضافة الى تغلغلهم في اجهزة الدولة الاخرى، ويتزايد الخوف من أتباع هذا التيار مع كل ازمة تحصل مع أسرائيل ،حيث يتهم مؤيدوه أنظمة الحكم العربية وبخاصة المملكة بالمسؤولية عن ضياع فلسطين وعدم التصدي لاسرائيل ، وطبعا هناك تحديات داخلية كثيرة تواجه المملكة السعودية وبعضها من داخل الاسرة الحاكمة ،وصراع الاجنحة فيها وا يجره ذلك على ضياع الحكم ،ويزداد الصراع بين المحافظين والمغتربين الذين درسوا أوعملوا في دول الغرب المختلفة لفترات طويلة ،وأطلعوا على نمط المعيشة والحياة هناك وهذا الصراع ليس فقط داخل الاسرة الحاكمة بل أيضافي المجتمع ككل .الخوف الخارجي ،وهو المسبب الرئيسي للانفاق الدفاعي الهائل ،بعكس الخوف الداخلي الذي يكون في الغالب المسبب الرئيسي للانفاق الامني الهائل ،فالتحديات الخارجية ووقوع المملكة في منطقة الشرق الاوسط المضطربة وغير المستقرة سياسيا وأقتصاديا وأجتماعيا كذلك أحتوائها على ربع الاحتياطي العالمي النفطي المؤكد ،والمرتبة الرابعة في أحتياط الغاز الطبيعي ، يجعلها متأثرة بشكل أو بأخر بالاحداث الخارجية ،كذلك وجود الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة ،وزيارة ملايين المسلمين لهما يجعل المملكة من وجهة نظرها طبعا ، مؤهلة لقيادة المسلمين في العالم .الاخطار الخارجية للملكة السعودية ،تأتي من وجهة نظرها بالدرجة الاولى من أيران ثم العراق الجديد ،حيث يكون للاغلبية الشيعية نفوذ كبير في الدولة يتناسب والحجم الديمغرافي ، ثم أسرائيل في حالة عدم أقرار السلام الشامل في المنطقة ،كذلك تعتبر دول مثل اليمن ومصر(رغم العلاقات الان هي جيدة) دول يجب الحذر منها لان السياسة في العالم العربي تتغير بتغير الحاكم ،كذلك الدولة الوهابية الثانية في العالم وهي قطر ، تتميز علاقتها مع السعودية بتوتر شبه دائم،وايضا عمان والاردن ودول بعيدة مثل روسيا والدول الغربية التي تزعجها بين الحين والاخر حول حقوق الانسان في المملكة .لكن الانفاق الدفاعي والامني الهائل ،لم يجلب الامان الى المملكة العربية السعودية ،فما زالت كبقية دول الخليج الاخرى تعتمد على الحماية الغربية بصورة دائمة ، مما يجعل التساؤل الدائم عن ماهية وجدوى تلك الصفقات والانفاق الهائل،له مشروعية كبيرة لدى الجميع ،أضافة الى أن محدودية العنصر البشري ،في القوات المسلحة، وعدم أستيعاب التكنولوجيا الحديثة المتطورة وعدم أستخدام الاسلحة في حروب المنطقة المختلفة أو دعم الدول العربية بها،أو حتى السيطرة غير الكاملة على تلك الاسلحة في حالة أستخدامها ،مثار أستغراب داخلي وخارجي . والمشاركة المسلحة السعودية في الصراع مع أسرائيل جدا محدود أو في حروب الخليج الثلاثة وغيرها.والتالي جدول يبين حجم الانفاق الدفاعي في منطقة جنوب شرق أسيا ومقارنتها مع السعودية حيث بعض دولها يفوق عدد سكانها ، عدد سكان السعودية وبعضها مثل استراليا تزيد مساحتها عن السعودية 3.6 مرة .جدول رقم (1) والنفقات بالمليار دولار أمريكي .الدولة 1993 2000 2003 السعودية 16,3 20 24,3استراليا 6,8 7,4 8,8 ماليزيا 2,2 1,9 2,5أندونيسيا 2,3 2,3 2,3 الفلبين 0,9 1,2 1,1 فيتنام 1 2,1 2,4 المصدر 2005year book Australia p.88تم أختيار عام 1993 كون حرب الخليج الثانية أنتهت منذ عامين ومحادثات السلام مع أسرائيل مستمرة ، لذلك ليس هنالك من داعي للانفاق الهائل،كما أن جميع سكان الدول السابقة ،يفوق عدد سكانها ما عدا استراليا (20مليون)، عدد سكان السعودية .،كما يوجد في بعض الدول السابقة صراعات داخلية مسلحة وأضطرابات مختلفة ،مما يستلزم زيادة الانفاق الدفاعي ، ولكن مع ذلك لايقارن بالانفاق الدفاعي السعودي .

المقارنة الاكثر أثارة أن استراليا مثل السعودية تحت الحماية الغربية الدائمة ، وسكانها  مقارب للسعودية ،ومساحتها 3,6 أضعاف ، وتستخدم نفس التكنولوجيا العسكرية الغربية المتطورة ،لكن عدد القوات المسلحة الاسترالية هو نصف عدد القوات المسلحة السعودية !  والنفقات هي الثلث !رغم أن مستوى المعيشة في استراليا يفوق كثيرا مستوى المعيشة في السعودية !.( الان عام 2006 اربعة أضعاف لصالح السعودية!) . والجدول رقم (2) يبين فيه الانفاق الدفاعي وحجم القوات العاملة حسب الترتيب في العالم  لعام 2002-2003 .والمصدر هو : THE WORLD ALMANAC 2004 وهي موسوعة شهيرة .الدولة العدد الانفاق الدفاعي بالدولار الامريكيالصين 2,270 مليون 46 مليار امريكا 1,414 مليون 322 مليار الهند 1,298 مليون 14,2 ملياركوريا الشمالية 1,098 مليون 2 مليار روسيا 988 الف 63,7 ملياركوريا الجنوبية 686 الف 11,2 مليار باكستان 620 الف 2,4 مليار ايران 520 الف 4,7 مليار تركيا 514 الف 7,2 مليارمصر 443 الف 4,3 مليارسوريا 319 الف 1,9 ملياراندونيسيا 297 الف 2,3 مليارالمانيا 296 الف 26,9 مليارفرنسا 260 الف 32،9 ملياراليابان 239 الف 39,5 ملياربريطانيا 210 الف 34,7 مليارالسعودية 124 الف 24,3 مليار ( الترتيب 30 من ناحية العدد و8 من ناحيةالانفاق في العالم ) يتبين لنا من الجدول السابق الفرق الهائل بين حجم القوات ومقدار الانفاق عليها في السعودية . وكانت المملكة ، الاولى في العالم من ناحية الانفاق على العسكري الواحد حتى سنوات القليلة الماضية. اما العدد فمن المحتمل انه بدون حسا ب الحرس الوطني في هذه الاحصائية .كذلك هناك كمية الاسلحة المتواجدة في السعودية لا تقارن بحجم الانفاق ،يعني مثلا ان دول تنفق أقل بكثير من السعودية ، ولكن تملك أكثر أسلحة، كالدبابات مثلا في الهند (7,782)و باكستان (2,100) وتركيا (4,200)ومصر (3,600) وسوريا(4,700) بينما السعودية (1,050) أو عدد الطائرات المقاتلة (340) ، لذلك كان من المفروض حسب تلك النفقات الهائلة ،ان يكون لدى السعودية كمية هائلة من الاسلحة البرية والبحرية والجوية ،بالاضافة الى حجم كبير في القوة البشرية العاملة في مجال الامن والدفاع ، لان تشغيل تلك الاسلحة يحتاج الى أعداد كبيرة، وأخيرا وهو الاهم ، هو وجود قوة ردع كبيرة للسعودية تجعلها غير محتاجة للقوات الاجنبية والتحالف مع دول أخرى لحمايتها ،بل قوة عسكرية كبيرة قادرة عن الدفاع عن حلفاء المملكة في الخليج وغيره ، وكل ذلك لم يحدث اطلاقا ،فالارقام موجودة في معظم وسائل الاعلام وهي مأخوذة من أشهر المعاهد الاستراتيجية في العالم .وحسب الميزانية العامة السعودية لعام 2006 والبالغة 89 مليار دولار ، يقدر الانفاق الدفاعي والامني بثلث الميزانية على أقل تقدير أي أكثر من 30-35 مليار دولار!،الا ان الانفاق سوف يتجاوز هذا الحاجز بكثير لان اسعار النفط في أعلى مستوياتها ومحتمل ان يتجاوز حاجز ال50 مليار دولار!لأن تقديرات مجموعة سامبا المالية السعوديةحول الانفاق الدفاعي والامني لعام 2005 حوالي 48,8 مليار !وهو مبلغ خيالي لدولة عربية وتصنف ضمن العالم الثالث ،وكانت الايرادات النفطية السعودية قد وصلت عام 2005 الى 157 مليار بفضل أرتفاع أسعار النفط العالمية ،بينما قدرت مجموعة سامبا ،ان تصل الايرادات عام 2006 حوالي 203 مليار! بينما يصل حجم الميزانية الامريكية العامة الى 2770مليار دولار ! خصص للدفاع والامن رغم الحرب على الارهاب وخاصة في العراق وأفغانستان حوالي 439 مليار وهو مبلغ هائل لكن اذا قيس بحجم الميزانية العامة الكليةيكون 15,8% بينما في السعودية الثلث !وأذا قيس بحجم الناتج القومي الاجمالي والذي وصل في امريكا عام 2005 حوالي 12,360 مليار دولار ! أي 41,500 دولار للفرد الواحد ، بينما في السعودية يصل الناتج الاجمالي الى 293 مليار دولار وبالتالي دخل الفرد الواحد دون 13,000دولار !رغم الايرادات البترولية الضخمة ، وبالتالي يكون نسبة الانفاق الدفاعي الامريكي الى الناتج القومي 3,2% بالمقارنة مع السعودية أكثر من 16% . وكانت النسب لعام 2002هي 3% و12,9% على التوالي .حالة القوات المسلحة : رغم الانفاق الدفاعي الكبير ،فما زالت القدرة الدفاعية السعودية هشة الى حد كبير ،والامكانات البشرية مازالت دون مستوى النفقات ، فأخر أحصائية متوافرة عن القوة البشرية العاملة في المجال الدفاعي والامني السعودي هي التالية :70 الف في الجيش 57 الف في الحرس الوطني 22 الف في سلاح الجو 13 الف في البحرية 2 الف في الحرس الملكي المجموع الكلي 164 الف ( في أحصائية اخرى 171,500 فرد) يضاف الى ذلك 75 الف في الاحتياط ، و10 الآف في وزارة الداخلية ( مع عشرات الالآف في المباحث) وايضا 15 الف حرس حدود يضاف اليهم 30 الف من رجال البادية ،كل ذلك لحماية النظام . ويتكون سلاح الجو من 340 طائرة مقاتلة ، العاملة منها 256 طائرة ، وطائرات النقل 51 والعاملة منها 38 طائرة ، وطائرات الهليكوبتر 228 طائرة ، أما المدفعية 780 مدفع ، والعاملة منها 410.وبالمقارنة مع دول أخرى في الشرق الاوسط ، ولنختار دولتان وهما حسب المنظور السعودي ، معاديتان ، وأقصد بهما ايران واسرائيل ، فالدولتان ينفقان أقل بكثير من السعودية ، فايران انفقت (6,080مليار) عام 2003 واسرائيل ميزانيتها 7,4 مليار يضاف أليها ثلثي المساعدات الامريكية السنوية والبالغة 2,28 مليار ، فيكون المجموع حوالي 9,4 مليار دولار .أما القوة البشرية العاملة في القوات المسلحة ( ايران 520 الف يضاف لهم 350 الف أحتياط و 2 مليون قوات الباسيج أي التعبئة الشعبية ) أما اسرائيل ( 186,500 يرتفع الى 631 الف احتياط)والبلدان يملكان من الاسلحة أضعاف ما تملك السعودية ، ولديهما قدرة صناعية متطورة للانتاج الحربي ، والبلدان يصدران الاسلحة وخاصة اسرائيل التي تعتبر من البلدان الاكثر تصديرا للسلاح في العالم ، وذو كفاءة ونوعية عالية ، بينما لاتملك السعودية أي قدرة صناعية وتكنولوجية على أنتاج السلاح ،وهذا أمر مثير حقا للاستغراب ، خاصة في بلد ينفق كثيرا على الدفاع ويقع في منطقة مضطربة ، ويملك قاعدة صناعية لا بأس بها في مجال الطاقة وغيرها  فلماذا هذا الاخفاق في بناء صناعة عسكرية على الاقل تسد حاجة القوات المسلحة ،وتوفر للدولة مليارات الدولارات سنويا اضافة الى تشغيل العاطلين عن العمل ، لا بل أن السعودية غير قادرة على صيانة الاسلحة التي تشتريها ,وتنفق مبالغ هائلة لصيانتها ،لذا نجد ان جزء من الصفقات  يكون للصيانة ، فيكون مبلغ مليار دولار شيء عادي لصيانة بضعة عشرات من الطائرات ، وهذا أمرا صعبا لغالبية دول العالم ، فأذا كانت الصيانة بهذا الشكل ، وبتلك التكاليف ، بالتأكيد تكون السعودية سوقا مربحة للشركات المصنعة للسلاح .ناهيك عن العمولات الضخمة التي يتلقاها الوسطاء واصحاب القرار.مسالة مهمة اخرى ، هي ان الكثير من السلاح الموجود هوتحت أدارة خبراء غربيين ، أو لايحق للملكة الاستخدام الكامل بدون قيود أو شروط ،وكلنا يتذكر صفقة الاواكس الشهيرة الضخمة عام 1981 التي قدرت حينها بحوالي 8,5 مليار دولار ، والشروط الصعبة التي وضعت لانجازها .الخلاصة: يجتاح السعودية هوس كبير بالانفاق الدفاعي منذ الارتفاع الكبير في أسعار النفط عام 1973 ، ولم تغير من سياستها تلك منذ ذلك الحين بل ارتفع التسلسل من المرتبة الثامنة عالميا عام 2002الى المرتبة السادسة عام 2005 ولا ادري ما سوف يكون عليه الترتيب بعد بضعة سنوات من الان ،ولم تحقق لها تلك السياسة الاهداف المرجوة منها ، ودول كثيرة في العالم تنفق أقل بكثير ، ولكن لديها الكفاءة العالية والردع الكافي ، وهما غير متوفران لدى السعودية ، ناهيك عن تبذير مئات المليارات لحد الان دون الاستفادة منها ،والارادة الشعبية غير موجودة في الداخل لتغيير تلك السياسة العبثية الضارة وغير العقلانية .المطلوب أيقاف ذلك النزيف المالي المستمر ومرعاة الداخل والخارج ،والاستفادة من التجارب الاخرى ،لدول انهكها الدفاع والامن وتسبب في سقوطها المحتوم ، ولا يحتاج سوى أرادة حرة وشجاعة وبأختصار أكثر .....التحرر من الخوف .مهند السماوي27 تموز 2006م1 رجب 1427 ه Mohaned68@hotmail.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك