دراسات

المسيحية القسطنطينية والإسلام الأُموي وبذور العلمانية/4

1955 2022-04-13

د. علي المؤمن ||

 

    هناك تشابه كبير، الى حد التطابق أحياناً، بين العقيدة الأموية السلطوية التي بلور معالمها معاوية بن أبي سفيان في الشام، وبين الديانة المسيحية الرومانية القسطنطينية، من ناحية حجم الانحراف العقدي والأخلاقي، والسلوك الإمبراطوري الاستبدادي، وصولاً الى محاولات مصادرة الإسلام الأصيل، وقمع المسلمين الحقيقيين وذبحهم، والاستغلال الايديولوجي الاستكباري بهدف توسيع رقعة الإمبراطورية الأموية باسم الفتوحات الزائفة، على حساب أراضي الشعوب وحقوقها وحرياتها.

   ويمكن القول ان العد العكسي لتأسيس الإمبراطورية الأموية بدأ في يوم السقيفة، والتي أدت خياراتها السياسية الى ما يلي:

   1. کان الخلیفة المنصوب امتداداً لحکومة النبي الزمنیة، ولیس امتداداً دينياً للنبوة. والحال؛ إن المنصبان الديني والدنيوي کانا منصباً واحداً في عهد النبي، وكان ينبغي الإبقاء عليهما موحدين بعد وفاته، على اعتبار ان الحياة الإسلامية تجمع بين الديني والدنيوي، وان من يتولى رئاستها ينبغي أن يتمتع بالبعدين، وفق ما أوصى به النبي، إذ أن النبي لم يوص للإمام علي أن يكون خليفة زمنياً من بعده وحسب، بل خليفة دينياً ودنيوياً.

   2. إن الفصل بین المنصبین الديني والدنيوي في رئاسة الدولة الإسلامية، کان یعني فصلاً بین الدین والسیاسة، أو بين الشرعية الدينية والشرعية الحكومية، وهو ما يمكن اعتباره زرع البذرة الأولى للعقيدة العلمانية في حياة المسلمين.

   3. بقیت عملیة الفصل مستمرة حتی اتحادهما ثانیة بانتخاب الامام علي خلیفة للمسلمین ، وهذا الانتخاب نصّب الامام علي حاکماً للمسلمین ولم ینصبه في موقع الامامة الدینیة، لأن موقع الامامة الدینیة هو موقع الهي وذاتي، وهو خاص بالامام علي أصلاً، ولم یفقده عند عدم اختیاره حاکماً للمسلمین بعد وفاة الرسول. أي ان الامام علي کان یمتلك الإمامة والخلافة الدینیة والسیاسیة معاً في عهد الخلفاء الثلاث، ولكن ليس بالفعل فيما يرتبط بالخلافة السیاسیة بالفعل، فقد کان الإمام الشرعي، ولکن لم یکن مبسوط الید. وحين استلم زمام الخلافة السیاسیة، تم تفعیل موقعه الحكومي الشرعي، وبکلمة اخری، فإن انتخابه للخلافة الفعلية،  أعطاه المشروعیة القانونیة لممارسة السلطة الزمنیة علی المسلمین.

   4. استمرت وحدة منصب الإمامة الدينية والزمنية في شخص الإمام الحسن بن علي لسبعة أشهر، بعد وفاة الإمام علي، وهي الفترة التي كان فيها الإمام الحسن خليفة فعلياً للمسلمين.

   5. بعد انتقال السلطة السیاسیة إلی معاویة في الظروف المعروفة تاریخیاً، انفصل المنصبان مرة اخری، فأصبح معاویة حاکماً سیاسیاً للمسلمین، ولکن بقي الامام الحسن (ع) هو الامام الشرعي للمسلمین، إذ أنه تنازل عن السلطة السیاسیة ولم یتنازل عن منصب الامامة المنصوصة.

   6. تحول الحکم في عهد معاویة وما بعده إلی حکم إمبراطوري وراثي، وفقد حتی الصبغة الدینیة التي کانت یتمتع بها الخلفاء الثلاث الأوائل، الذين تم انتخابهم بمشاركة المسلمين، بشكل وآخر.

    ويمكن القول؛ أن الإمبراطور الروماني المسيحي قسطنطين الأول ( 272 ـ 337 م ) والسلطان الأموي المسلم معاوية بن أبي سفيان (608ـ 680 م)، هما مؤسسا أكبر عقيدتين وضعيتين في التاريخ، لاتزالان تحظيان بعدد هائل جداً من الكهنة والأتباع والفدائيين والأنظمة السياسية والمعابد والطقوس والتقاليد الإجتماعية. وقد تأسست الأولى في روما والثانية في دمشق. وليس هناك من شك في تأثر عقيدة معاوية بعقيدة قسطنطين، وخاصة في مجال اختطاف الديانة الأصلية التي ينتمي اليها كل منهم، وتحريفها، وذلك عبر الاستعانة بمحدثي البلاط ووعاظ السلاطين والكهنة، من أجل التأسيس لمعتقدات وتشريعات وضعية ونسبتها للدين، بهدف إطلاق يد السلطان على كل الأصعدة بمسوغات دينية، وأهمها تسويغ التأسيس للحكم الوراثي الملكي الثيوقراطي المطلق، والسلوكيات السلطوية الإمبراطورية تحت اسم التبشير والفتوحات.

    وقد ظلت العقيدتان القسطنطينية والأموية تتستران بالمسميات الأصلية التي اختطفتاها، أي نصرانية النبي عيسى وإسلام النبي محمد، إمعاناً في الخديعة التاريخية الكبرى التي مارسها الإمبراطوران المؤسسان بحق أتباع الديانتين المسيحية والإسلامية، ومن خلالها تمكن قسطنطين الأول من التحول الى قديس مسيحي وإلى رسول النبي عيسى الى العالم، رغم أنه إخضع كل أوروبا وأغلب الشرق الأدنى لسلطانه، بالسيف والذبح والاحتلال واستعباد الشعوب، بمن فيها الشعوب المسيحية الأصلية في مصر والشام، التي رفضت ديانته التحريفية السلطوية، وصولاً الى اقناع كل مسيحيي العالم بأن ديانته هي الديانة المسيحية الحقة، وإن ماعداها كفر وهرطقة وانحراف.

وبأساليب الخديعة نفسها، تمكن معاوية من إعلان نفسه خليفة رسول الله وأمير المؤمنين وسلطان المسلمين، رغم أن سيفه ذبح المسلمين وقمعهم ونكّل بهم، قبل أن يذبح شعوب شمال افريقيا وشرق آسيا ويستعبدها. وهكذا تمكن معاوية من إقناع جموع غفيرة من المسلمين بأنه الخليفة الحق وأنه أمير المؤمنين، ولايزال أتباعه موجودون ويعتقدون بذلك.

    وكما نجح قسطنطين في اختطاف الديانة المسيحية، والقضاء عليها تقريباً، حتى استحالت مدرسته العقدية الطقسية الممثل الرسمي لدين السيد المسيح، وبات أتباع ديانته الأكثر عدداً اليوم بين الأديان على مستوى العالم، وهم يعتقدون أنهم أتباع المسيح، ولايعلمون أنّهم أتباع قسطنطين؛ فإن معاوية أيضاً حاول اختطاف الديانة الإسلامية، والقضاء عليها عبر فرض تعاليمه البديلة، ورغم أنه لم ينجح بمستوى نجاح قسطنطين، إلّا أن ديانته استحالت مذهباً رسمياً في بعض بلدان المسلمين، منذ تأسيس الدولة الأموية وحتى الآن.

   ورغم أن أتباع عقیدة معاوية بجهلون بأنهم منحرفون عن دين محمد بن عبد الله، إلا أنهم يقدسون معاوية ويعدّونه صحابياً لايمكن القدح بعدالته، أي أنه قديساً، وصاحب الفتوحات الإسلامية العظيمة وخليفة رسول الله، كما يقدس المسيحيون قسطنطين، ويعدونه رسول المسيح الى العالم، أي أن صورة قسطنطين ومعاوية تتطابقان شكلاً ومضموناً. ولا شك أن تشبّه معاوية بقسطنطين واتّباعه خطاه، ليس من نتاج اختطاف معاوية للخلافة وتنصيب نفسه أميراً للمؤمنين، بل يسبقه زمنياً الى مرحلة عمله والياً على الشام، وهو ما صرح به علانية الخليفة الثاني عمر، بعد سفره الى الشام ولقائه معاويه، ثم عاد الى المدينة غاضباً منه، لكنه لم يعزله، وهو ما سمح لمعاوية بالاندفاع نحو اقتفاء اثر قسطنطين. 

    وقد اقترنت العقيدتان الأرضيتان القسطنطينية والأموية بظواهر أساسية مشتركة كبرى، أهمها:

   1- تبجيل الدين الأصلي، والظهور بمظهر الحامي له ولأتباعه والمبشر به.

   2- العمل على تحريف الدين الأصلي، وتعويم معالمه، وضرب رموزه الأصيلة.

   3- تحويل الحكم الديني الى حكم شمولي مطلق، والى ملكية وراثية.

   4- التوسع الجغرافي الإمبراطوري السلطوي، باسم الدين، عبر شن الحروب على الشعوب، واستعبادها، وإكراهها على اتّباع الديانة الغازية، والاستيلاء على أراضيها وضمها الى إمبراطورية الديانة الغازية.

    وإذا كان الملك الوثني قسطنطين الأول قد بدأ حركته التوسعية الإستعمارية، بعد اعتناقه المسيحية، ثم اختطاف تعاليمها، وتحويلها الى الركيزة العقدية لحركتة الإستعمارية، ومطلقاً على نفسه ألقاب القديس ورسول المسيح، لكي يشكل ذلك بيعة دينية له في أعناق الشعوب المحتلة والمستعبدة، وضماناً لاستمرار استعباد الشعوب بسلطة الدين؛ فإن ورثته ساروا على سيرته، وكانت وسيلتهم في تحقيق أهدافهم الإستعمارية أيضاً: شن الحروب وذبح الناس واضطهادهم ومصادرة أموالهم و سبي نسائهم باسم المسيحية، أو القسطنطينية بكلمة أدق، حتى تمكنت الإمبراطورية الرومانية من إحتلال معظم أوروبا وكثير من شمال أفريقيا وغرب آسيا، تحت شعار نشر المسيحية. كما سار على نهج قسطنطين أغلب أباطرة أوروبا وملوكها من بعده، حتى استحالت الديانة المسيحية ديانة أوروبية سلطوية، وركيزة من ركائز الإستعمار الأوروبي، في الوقت الذي تتعارض ممارسات الاستبداد والاستعباد والاضطهاد، ونهب أراضي الغير وثرواته واسترقاق أعراضه؛ تعارضاً تاماً مع تعاليم السيد المسيح المتمثلة بالمحبة والأخوة والتسامح والسلام، ورفض العدوان وإراقة الدماء.

    أما الإستكبار الأموي، فهو الآخر استعار منهجية قسطنطين وورثته في الاستيلاء على أراضي الغير، واستعباد الشعوب، بحجة نشر الدين الإسلامي، وتحت عناوين الفتوحات ووحدة الدولة الإسلامية، وهو ما لم يفعله الرسول محمد، بل أن بديهيات الشريعة الإسلامية في العدل والمساواة، وحرمة الدماء والعداون على الأنفس والأعراض والأموال، وحرية الاعتقاد واحترام الأديان وأتباعها، والعطف والرحمة تجاه جميع البشر، بل تجاه الحيوان والنبات؛ تتعارض مع المنهج الإستكباري الإستعبادي الذي أسسه له معاوية وأل أمية.

    ولعل هذا المنهج ينسجم مع سيرة معاوية وأسرته، وهم الذين حاربوا الإسلام طويلاً، ثم اعتنقوه كيداً، حتى تمكّنوا من الاطاحة بالشرعية الدينية، والاستيلاء على السلطة في الدولة الإسلامية. وحينها كرّس معاوية مشروع تحريف عقيدة الإسلام وشريعته وسلوكياته، وعمل على تحويل الإسلام الى دين مركّب، محمدي في ظاهره، و أموي في جوهره. كما أعطى لنفسه ألقاباً دينية، ككاتب الوحي وأمير المؤمنين وخليفة رسول الله، لتكتمل حلقات المؤامرة على الإسلام والعدوان على الشعوب الأخرى،كما فعل قسطنطين تماماً بديانة السيد المسيح.

كما ظلت الديانة الأموية هي الايديولوجية الدينية السياسية التي تعتنقها الأسر التي حكمت المسلمين بعد سقوط الأسرة الاموية، كالعباسيين والأيوبيين والسلاجقة والمماليك والعثمانيين والوهابيين.

وهو ما فعلته الدول الأموية والعباسية والعثمانية أيضاً، حين نشرت عقيدتها السلطوية الإستعمارية، بهدف الإستيلاء على أراضي الغير، واستعباد الشعوب، وهي عقيدة تتعارض مع دين الرحمة والانسانية والأخلاق ورفض الإكراه كما نص القرآن وأكده رسول الله محمد، وتمسك به آل بيته.

    ولعل النجاح الأساس الذي حققته العقيدة القسطنطينية هو أنها استطاعت إقناع عموم المسيحيين بأن الخروج على قسطنطين هو خروج على السيد المسيح نفسه، أي أن الخروج على الإمبراطور وعلى الدولة والسلطة وعلى الإحتلال والاستعباد، هو كفر وخروج عن الدين. وهو النجاح ذاته الذي حققه الدين الأموي نسبياً؛ إذ كان كل من يرفض الدين الأموي وسلطانه، يعد خارجاً على الإسلام والمؤسسة الدينية الرسمية.

    بيد أن مشكلة الديانة الإسلامية أقل تعقيداً من مشكلة الديانة المسيحية في موضوع التحريف والاختطاف، لأن النبي محمداً وضع ضمانتين أساسيتين للحيلولة دون اختطاف الإسلام اختطافاً جوهرياً ودائماً، وهما القرآن الكريم وأئمة آل البيت، المعبِّران عن إسلام رسول الله، وهي خاصية لا تتوافر في الدين المسيحي، فقد عملت النهضات والثورات العلوية المتوالية ضد الحكم الأموي ثم العباسي، والجهود العلمية والدينية والتبليغية التي قام بها أئمة آل البيت؛ عملت على تقويض أغلب معالم الدين الأموي، ولولا ذلك لاستحال الإسلام ديناً أموياً، كما استحالت المسيحيةُ قسطنطينيةً بامتياز. مع الأخذ بالاعتبار أن أغلب الدول الشيعية في التاريخ، من الحمدانية والبويهية وحتى الصفوية والمزيدية، هي دول سلطانية وراثية أيضا، وقد وصلتها عدوى السلوكيات الإمبراطورية من الدول المنتسبة الى الى المذاهب السنية.

    وتزامناً مع جهود أئمة آل البيت، فإن كثيراً من فقهاء مدرسة الخلافة، استطاع النأي بنفسه عن الدين الأموي، والتأسيس لفرق كلامية ومذاهب فقهية مستقلة عنه، وهو ما تمظهر بالأشعرية والمعتزلية والمالكية والحنفية والشافعية وغيرها، برغم احتفاظ هذه الفرق والمذاهب بمنظومة الفقه السياسي السلطاني الوراثي. وفي المقابل، مارس الشيخ السلفي أحمد بن تيمية وتلامذته، وصولاً الى محمد بن عبد الوهاب، جهوداً استثنائية للحفاظ على العقيدة الأموية بكثير من تفاصيلها، ثم نجح ابن عبد الوهاب خلال القرن التاسع عشر الميلادي في إعادة الدين الأموي الى سابق عصر ازدهاره خلال حكم معاوية ويزيد ومروان بن الحكم، ولايزال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك