دراسات

البروباغندا والميكافيلية وجهان لعملة واحدة


 

الدكتور علي زناد كلش البيضاني ||

 

كلمة تعني نشر المعلومات بطريقة موجهة أحادية المنظور وتوجيه مجموعة مركزة من الرسائل بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص. وهي مضادة للموضوعية  في تقديم المعلومات، البروباغاندا في معنى مُبسّط، هي عرض المعلومات التي لا تتماشى مع منطق الحق والتي تلامس عواطف الجماهير بهدف التأثير على المُتلقي المستهدف. كثيرا ما تعتمد البروباغندا على إعطاء معلومات ناقصة، وبذلك يتم تقديم معلومات كاذبة عن طريق الامتناع عن تقديم معلومات كاملة، وهي تقوم بالتأثير على الأشخاص عاطفيا عوضا عن الرد بعقلانية.

وبهذا تكون البروباغندا تكون ساعية للتحكم بالرأي العام في سبيل الاستيلاء على السلطة والاستحواذ على المنافع والأموال بأي وسيلة كانت فخداع الرأي العام مُباح والتلاعب مُباح والكذب مُباح ، وهذا يشابه إلى حد كبير ما تذهب إليه الميكافيلية التي ابتدعها الكاتب والمُفكّر الإيطالي نيكولو ماكيافيللي والذي اشتهر بعبارته " الغاية تبرر الوسيلة"  ففي سبيل الوصول للغاية ممكن لك أن تكون خياراتك مفتوحة حتى القتل والكذب في التبليغ والتحايل .

كما وتشترك  البروباغندا مع الديماغوجية ، فكما الأولى هي  فـن و أسـلوب يلجأ إليه الكثـير من الأشخاص للتأثير عـلى سلـوك الغير و إقناعهم بمآ يريدون للتـرويج لفـكر مُعين و تعتمد بالأساس على إقناع العقل الباطن تمهيداً لغسل الأفكار و تغيير الآراء ، نجد الثانية ( الديماغوجية ) تعني  سياسة إقناع الآخرين بالاعتماد على أفكارهم و مخاوفهم المُسبقة يُمثّلها في الوقت الحالي ممن هم في الطبقة السياسية لإغراء الشعوب و إقناعهم بـالانتماء لديانات و مذاهب وقوميات  أو للوصـول للحكم في بعض الأحيان عن طـريق خطابات و كلمات مُنمّقة تعتمد على جهل المستمعين و قلة ثقافتهم .

أما الإسلام فيقف بالضد من ذلك ويرسم خطوط واضحة لا يمكن تجاوزها ، ونستخلص ذلك من الآيات القرآنية التي حددت الأساليب ومنها " الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا " الاحزاب / 39 ، " أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " الاعراف / 62 .

ولنا ان نذكر مجموعة من أقوال الإمام علي (ع) في كراهية الغدر وعدم الوفاء بالعهود والتحايل على الناس ومنها :

قال الإمام علي ( عليه السلام ) : الغدر أقبح الخيانتين .

  وقال( عليه السلام ) : الغدر شيمة اللئام .

وقال ( عليه السلام ) : إياك والغدر ، فإنه أقبح الخيانة ، وإن الغدور لمهان عند الله .

وقال ( عليه السلام ) : أسرع الأشياء عقوبة رجل عاهدته على أمر ، وكان من نيتك الوفاء له ومن نيته الغدر بك .

وقال( عليه السلام ) : والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر ، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ، ولكن كل غدرة فجرة ، وكل فجرة كفرة ، ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة ! والله ما استغفل بالمكيدة ، ولا استغمز بالشديدة .

وقال ( عليه السلام ) : وهو يخطب على المنبر بالكوفة - : أيها الناس ! لولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ، ألا إن لكل غدرة فجرة ، ولكل فجرة كفرة ، ألا وإن الغدر والفجور والخيانة في النار.

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك