دراسات

في إستراتيجيات الامن الوطني ومواجهة التحديات/4


 

د. سيف الدين زمان الدراجي *||

 

·        أمن الطاقة

يعد أمن الطاقة أحد أهم مرتكزات الأمن القومي من حيث توفير الموارد الطبيعية لاستهلاك الطاقة وتنوع مصادرها لتحقيق الأمن وتعزيز الرفاهية والاستقرار.

 يقضي المفهوم الاستراتيجي للتعامل مع ملف الطاقة إلى تطوير القدرة على المساهمة في الحفاظ على أمن الطاقة بما في ذلك حماية البنى الأساسية الحيوية للطاقة وخطوط النقل وتعزيز التعاون مع الدول الصديقه والشركاء، مع الأخذ بنظر الاعتبار مفهوم الردع وتوازن القوى وتغير معطيات البيئة الجيوسياسية على الصعيدين الدولي والإقليمي. كانت ولا زالت الطاقة هي المحرك الرئيسي لعجلة الاقتصاد حيث تلعب دورا أساسيا في دفع عجلة النمو و تجنب الصراعات المسلحة في ظل ماتنتهجه بعض الدول للسيطرة على هذا القطاع الحيوي ومحاولة الضغط لتحقيق مكاسب سياسية.

تتنوع مصادر الطاقة من حيث النفط والغاز والصخر الزيتي، الا أن هناك توجه كبير نحو تأمين الطاقة من مصادر أخرى متجدده - كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الهيدروليكية

 (المياه) والطاقة العضوية - لسببين رئيسيين هما توفرهما بشكل كبير في بعض الدول من جانب وغيرملوثة للبيئة من جانب آخر.

إن مسؤولية وضع استراتيجيات وطنية تؤمن مصادر الطاقة وامداداتها تقع على عاتق الجهات الحكومية بالتعاون مع مراكز الفكر المتخصصة فضلا عن الاستشاريين، للحيلولة دون استغلال ملف الطاقة لتقويض الأنظمة السياسية وتهديد الأمن الداخلي، لذا فإن صناع السياسة والاستراتيجيون مطالبون في الوقت الحاضر -أكثر من أي وقت مضى- إلى تقدير موقف ملحوظ يفرق بين الفهم المتصور و الواقع الفعلي، ووضع سيناريوهات متنبئة وخطط طوارئ بديله لاسيما في ظل تزايد التوترات في منطقة الشرق الأوسط.

من ما تقدم فإن الاستقرار الاقتصادي والسياسي وبالتالي تحقيق الأمن يرتبط ارتباط وثيق بأمن الطاقة خصوصا وإننا نشهد بيئة اقتصادية غير مستقرة في ظل الوضع الحالي، ومن أجل مواجهة التهديدات التي قد يشكلها الفشل في تأمين الطاقة لابد من السعي إلى تنويع مصادرها و العمل على تأمينها خصوصاً وأن هناك العديد من الدراسات التي أشارت إلى أن الصراع سيستمر على الطاقة ومصادرها وهو ما سينعكس بشكل واضح على سياسات الدول الخارجية سواءاً كانت منتجة أم مستهلكة من حيث اختلال توازن العرض والطلب في سوق الطاقة والقيود المفروضة على إمداداتها.

*باحث في شؤون السياسة الخارجية والامن الدولي.

*عضو الأكاديمية الملكية البريطانية لدراسات الدفاع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك