دراسات

تاريخ الفكر السياسي/الفكر السياسي الغربي44 / فرانسيس فوكوياما

2673 2020-08-29

محمد البدر ||

 

·        الليبرالية ونهاية التاريخ

 

ولد الفيلسوف السياسي الأمريكي فرانسيس فوكوياما في أمريكا عام (1952) ولازال حياً وتعود أصوله لعائلة يابانية.

فوكوياما ارتبط إسمه بنظرية نهاية التاريخ على النمط الليبرالي بالتحديد.

فالكثير من الفلاسفة والمفكرين تكلموا عن نهاية التاريخ مثل ماركس الذي اعتبر الشيوعية نهاية التاريخ وهيغل وغيرهم.

مايُميز فوكوياما هو ربطه نهاية التاريخ بالتنظير والطرح الليبرالي.

بعد نهاية الحرب الباردة وانتصار المعسكر الرأسمالي الليبرالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية طرح فوكوياما نظريته هذه عبر مقالة كتبها بأحد الصحف عام 1989 ثم طورها إلى كتاب.

هو يرى إن نهاية صراع الحرب الباردة يعني نهاية صراع الأيديولوجيات وانتصار الليبرالية وقيم الديموقراطية وإن الليبرالية السياسية والإقتصادية ليس هناك ما ينافسها ولابديل عنها سوى الديكتاتورية والشمولية وبالتالي فهي ستكون خيار الكل فيما لو ترك لهم الخيار ولم يواجهوا ضغوط أو ترهيب.

فوكوياما يرى إن المجتمعات ستتجه تباعاً لليبرالية.

وإن الاستقرار السياسي والاجتماعي المتأتي من اعتناق الليبرالية سيطور التكنولوجيا وبالتالي سيطرة الإنسان على كل شيء بما فيها الطبيعة.

كذلك يرى إن الفكر الفاشي والنازي وتنظيرات الإشتراكية ساهمت وأدت إلى قيام الحروب والصراعات لأنها أفكار شمولية تحاول فرض نفسها بالقوة.

بينما الليبرالية لاتفعل ذلك وتترك للناس حرية الموقف والاختيار وحرية اعتناق اي فكر او توجه وبالتالي ستكون أكثر جاذبية من أي توجه فكري آخر.

الشعوب تكره الأنظمة الشمولية وهذه الأنظمة تتساقط وشعوبها تتجه لليبرالية والديموقراطية.

فوكوياما اعطى مثال بدول الجامعة العربية عن الدول التي يحكمها المستبدين بالاعتماد على قوة الأجهزة الأمنية وترهيب السكان ويستمدون شرعيتهم من الترهيب لا من الشعب.

الديموقراطية والليبرالية كما يرى فوكوياما تحتاج إلى أرضية وبيئة إجتماعية تساهم في تقويتها ونشوءها والمحافظة عليها.

وليس الخلل فيها حين تنتكس الدول التي تبنتها حديثاً بل الخلل في التطبيق وتعاطي البيئة الاجتماعية مع الليبرالية والديمقراطية وإن المجتمعات جميعها كانت غير مهيئة للديمقراطية لكن بمرور الوقت وممارستها تطبعت بها.

الليبرالية كمايراها فوكوياما تقدم الإستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والحريات العامة والخاصة وحقوق الإنسان واحترام الآراء والمعتقدات ومنح الحقوق والعدل والمساواة وبالتالي هي خيار الشعوب باختلافها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك