دراسات

مفهوم الوحدة الإسلامية في فكر شهيد المحراب (قدس سره)  

4043 2018-11-03

ضياء المحسن

لقد كان شهيد المحراب، آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم( قدس سره) (1939ـ 2003) دائم التفكير لوضع ما يمكن أن يسمى بمؤسسة للتقريب بين المذاهب الإسلامية، والدعوة الى االوحدة؛ وذلك للرد على بعض ما يكتب عن الشيعة في كتب أهل السنة وبالعكس، والتركيز على المساحات الكثيرة من المشتركات التي تجمع بين الفريقين؛ من هذه المشتركات التي كان دائما مايركز عليها (( أن هناك إسلاما واحدا إنطلق من وحي الله وتحرك في سنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنه مهما كان الإختلاف علينا أن ندرس هذا الواقع ونعمل على إيجاد روحية للحوار بالعودة الى المنهج القرآني الذي دعا إليه أهل الكتاب الى كلمة سواء؛ وأن لا يتحول المذهب الى دين أخر، فما دام العودة لله ورسوله فيما يتنازع المسلمون فلابد من أن نجعل الحوار الجانب النفسي والشعوري، بحيث نهيء روحية الإنسان المسلم الذي يختلف مع أخيه المسلم الأخر في بعض جوانب العقيدة أو الشريعة لكي يتقبل المسلم الأخر ويعترف به.

ويلتفت شهيد المحراب في قراءاته الى ضرورة معالجة التحديات الحضارية التي تواجه المسلمين من خلال "الوحدة الإسلامية" التي وضع أساسها القرآن الكريم، وعالجها أهل البيت عليهم السلام، ويؤكد على دور شيعة أهل البيت في الإنسجام والوحدة مع بقية أطراف المجتمع الإسلامي والمسلمين من بقية المذاهب الإسلامية وأنهم حتى في ممارستهم لمبدأ التقية مثلا فإنهم (( يمارسون التقية مع هذه الطراف تحقيقا للإنسجام ، وترسيخا لروح التعايش بين المسلمين، وتأكيدا للتماسك بين الجماعات الإسلامية)) وأن التقية مع أنها في أحد أبعادها حققت لشيعة اهل البيت الحماية  من عمليات القمع فإنها أيضا حققت مايصبو إليه أهل البيت عليهم السلام وهو " تحقيق الوحدة والإنسجام في المجتمع الإسلامي".

ويحدد شهيد المحراب (قدس سره) في هذا بعدين لتحقيق الإنسجام والوحدة، الأول البعد العملي والذي يعني" الإقتداء والتأسي بمسيرة الأنبياء والربانيين والصالحين" والبعد الثاني البعد النظري والذي يحدد معالمه "في الحرية الفكرية والسياسية التي تبنتها نظرية أهل اليت في الوحدة الإسلامية، وكذلك فسح المجال أمام الممارسة السياسية الحرة المقننة والمشروعة على المستوى الإجتماعي، والإتصاف بسعة الصدر في فهم وإحترام أراء العلماء من جميع المذاهب الإسلامية ونظرياتهم ودراستها بشكل موضوعي" وفي هذا فقد دافع شهيد المحراب (قدس سره) عن الوحدة العراقية واعتبرها خطا أحمر لايمكن لأي كائن أن يتجاوز عليه، ومن هذا فقد كان أول المعارضين لأن يكتب دستور العراق بأيدي أجنبية، كما أنه كان يناقش الخطط التفصيلية في عملية الإسراع بأنجاز المرحلة الإنتقالية وتشكيل مؤسسات الدولة، وكل هذا يتم إما عن طريق لقاءات مباشرة مع قيادات المجلس الأعلى، أم من خلال خطب الجمعة ولقاءاته المتكررة مع المواطنين والتي تتلاقفها وسائل الإعلام لتنشرها. لقد كان يؤكد في كل ماتقدم على ضرورة أن يكون مشروع الدستور عراقيا، وأن لا يكون للوجود الأمريكي أي دور في كتابة الدستور، مع ضرورة مشاركة أبناء الشعب بمختلف طوائفهم وإنتماءاتهم في كتابة الدستور وإبداء أراءهم حول طريقة إدارة الحكم في العراق الجديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك