دراسات

سيد قطب.. "إسلام أمريكاني" رئيس مصر نموذجاً!!

4560 08:17:00 2013-06-19

 

قد لا يختلف البعض على ان الهجمة الشرسة على الاسلام ونبيه محمد وآل بيته (ص) من قبل المستشرقين سابقا ومخابرات الحكومات المعادية للاسلام حاليا لها اسباب كثيرة منها: دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية وغير ذلك، ثم لايختلف اثنان في عصرنا الحاضر على ان جمعية الصهاينة الجدد في واشنطن وحلفاءها من العرب والمسلمين لها برامج تجاوزت خطط واهداف المستشرقين بمراحل متعددة ومتطورة. وهذا ليس بالغريب ولكن الغريب انك ترى دولا عربية واسلامية كقطر وتركيا ومنظمات وشخصيات تدعي اسلامها او استسلامها كالوهابية والقرضاوية والاخوانجية اكثر خطورة على الاسلام والمسلمين من تلك الدول الغربية والمنظمات الاجنبية. ومن المعروف ان بعض مستشرقي الغرب والامريكان حاولوا تشويه الاسلام منذ عهد السيد قطب الذي كتب مقالة تحت عنوان (اسلام امريكاني) بل قبله بكثير، وقد اشار في مقالته الى ان الحكومات الغربية والامريكية تبنت استخدام كلمة الاسلام كوسيلة في (محاربة الشيوعية)، وقد فات هذه الحكومات ان لم تكن قد تغافلت بان الاسلام جاء لمحاربة الطغيان والاستكبار المتمثل بالدول الامبريالية من جهة ومحاربة عملائهم من الحكام سماسرة الطغاة والظلمة امثال اردوغان ومرسي وحاكم قطر وال سعود وال خليفة. ولكن السيد قطب لو كان حيا لغير هذا العنوان لاسباب منها : ان الاسلام لايمكن ان يكون امريكيا او غربيا ام شرق اوسطيا وانما الاسلام هو الاسلام الذي حفظه وصانه الله سبحانه في كتاب مكنون محفوظ وسنة نبوية وجعله رحمة للعالمين جميعا وليس للبدو وحسب، ولو كان حيا لرأى شبيبته ومن يدعي السير على نهجه امثال مرسي رئيس مصر الحالي الذي دعمته الادارة الامريكية بمقدار خمسين مليون دولار لاجل الفوز بالانتخابات المصرية في المرحلة الثانية من الانتخابات ليصبح دمية بيد المخابرات الامريكية الصهيونية وهذا ما حدث فعلا وذكرته وسائل الإعلام العالمية ومن بينها ما ذكره الكاتب براين جبسون في (الموقع الاكاديمي). وفي 5-3-2013 ذكرت مجلة فرونت بيج FRONTPAGE MAG تحت عنوان(اوباما يدفع مليون دولار لاخوان المسلمين). فكان هذا الدعم الامريكي الصهيوني من اجل سفك دماء المسلمين واعلان مرسي (الحرب الطائفية).

واذا كان المسيحيون الصهاينة الجدد يعملون ويخططون في مراكز متعددة بالقارة الامريكية فان المسلمون الصهاينة الجدد هم بين صفوفنا ومراكزهم واضحة وبينة للعيان متمثلة بمثلث الموت المتكون من حكام قطر وال سعود وتركيا ولهم عملاء صغار في ليبيا وتونس ومصر وبقية الاقطار من الذين يبيعون ضمائرهم مقابل الدولار كما فعل حاكم مصر.

إن هؤلاء المسلمين الصهاينة الجدد اكثر خطورة من المسيحيين الصهاينة الجدد لاسباب كثيرة؛ منها انهم من ابناء الشعوب العربية والاسلامية وهم موجودون بين صفوف ابناء الشعب الواحد، وان البعض منهم قد يتسلم بل تسنم فعلا مناصب مهمة في بلدانهم العربية والاسلامية، واصبح البعض منهم حكاما للدول الغنية بالبترول والغاز، فوظفوا هذه الثروات لخدمة اسيادهم الصهاينة لسفك دماء العرب والمسلمين وتدمير البنية التحتية للمجتمعات المذكورة وافقار الشعوب ونشر الفوضى عن طريق المرتزقة الارهابيين والتكفيريين كما حدث ويحدث تحت شعار ثورات التطبيع الصهيوني، حيث لانسمع كلمة واحدة من أي قائد لتثويرات ربيع 2011 بمقاومة المحتل الصهيوني ومساندة الشعب الفلسطيني، او مطالبة جامعة الاعراب باجتماع عاجل لدعم الشعب الفلسطيني والوقوف معه، الا ان هذه الجامعة اصبحت مجمعا للتآمر على الشعب الفلسطيني ولا يهمها اراقة دمائه وهي واقفة تتفرج للتمتع بمشاهدة لوحة مسرح عنوانها (ابادة الشعب الفلسطيني).

ان هؤلاء العربان ياسيد قطب حكموا شعوبنا قبل الامريكان، واليوم يتآمرون على المقاومة الفلسطينية واللبنانية وتدمير سورية دولة الصمود والتصدي، وقد خدموا الصهيونية واسيادها خدمة لم توفرها الدول الاوربية وامريكا لحماية الكيان الصهيوني المغتصب، ولكن ليس الاسلام باسلام امريكاني! لانه لايمكن ان يكون امريكاني ابدا... ولكن هنالك من المسلمين قد تحالفوا حتى مع الصهيونية بل تحولوا الى صهاينة جدد كما هو الحال في حكام قطر وبعض امراء ال سعود وسيدهم اردوغان مطبلين لهم اعلاميين خونة للدين والانسانية وليس لضميرهم لانه لاضمير لمن ليس له ضمير. والسؤال هل يكتفي ويقف عملاء الصهاينة بتنفيذ مخططات اسيادهم عبر منظمة الجامعة العربية (الغربية) بالتآمر على سورية وحسب؟ ام ان اهداف مخططات اسيادهم ستستمر حتى تدمير العراق وتمزيقه الى مقاطعات كما نشاهد اليوم بتسلل المحاربين (الاتراك-الاكراد) الى شمال العراق واحتلاله؟

لقد استشهدت يا سيد قطب وانت القائل الديمقراطية في الاسلام ولكن الاسلاميون اليوم يحكمون في تونس ومصر وليبيا ومن فجر ثوراتهم في قطر والسعودية بدعم مالي وعقيدة وهابية تكفيرية كلهم يدعون الحكم بالشريعة الاسلامية، فديمقراطيتهم تعني الاغتيالات والبطالة والطائفية وسفك دماء المسلمين والتحالف مع الصهيونية والاعتداء على حرمات الانسان الذي كرمه الاسلام فاحل الاسلاميون ذبح المسلمين وشق صدورهم لأكل قلوبهم كما اكلت ام معاوية بن ابي سفيان قلب الحمزة عم النبي (ص) هكذا يفعل الاسلام العثماني السفياني وأما قادة جبهة نصرة الاسلام والقاعدة الاسلامية فهم يقتلون الاسرى السوريين بطريقة لم ينتهجها حتى الصهاينة حلفاء العثمانيين الاتراك والوهابية دعامة اركان الفتنة بين الشعوب الاسلامية. نعم لم اشاهد فيلما سينمائيا ولا شاشة تلفزيون تظهر لي ان صهيونيا متطرفا وليس يهوديا قام بأكل قلوب ابناء الشعب الفلسطيني، ان هذه الحادثة هي ابشع من قضية ما يسمى بمحرقة اليهود ولم يكف هذا النوع من التمثيل بالنفس الانسانية بل ذهب انصار الوهابية والعثمانية الى قطع رؤوس ابناء سورية ورميها من فوق الجسور في الانهار، وما فعلتهم بقبر حجر بن عدي وبعض افراد عائلة النبي محمد (ص) من نبش لها واهانة لكرامة النبي محمد (ص) الا تذكير بما واجهه واصحابه اثناء نشر رسالة الاسلام وبعدها حيث اننا نشاهد نفس ما لاقاه حمزة عم النبي وعمار بن ياسر ووالده ووالدته وكذلك حجر بن عدي من مصير في قطع الرؤوس واكل القلوب والاكباد وقتل الامام الحسين ومن صاحبه من افراد عائلته وانصاره وسبي عائلته والتأريخ يعيد نفسه بابشع صورة. فالشريعة الاسلامية انتهكت ولا حكم بالاسلام ولاعدالة، فالاعداء وادواتهم في المنطقة يريدون ان يظهروا ان لا ديمقراطية في الاسلام ولا عدالة في شريعته ويدللون على ذلك بما يحدث في المنطقة العربية والاسلامية باستثناء الجمهورية الاسلامية التي اعطت نموذجا في الانتخابات الاخيرة لم تنافسه به حتى الديمقراطية الغربية اللبرالية.

إن خطط اعداء الاسلام للنيل منه والتآمر عليه لم تظهر فجأة او وليدة صدفة ولكنها منذ عقود تسبق حتى فترة سيد قطب اذ يذكر الكاتب ريجارد كلارك وهو موظف سابق في الخارجية الأمريكية ثم أصبح مديرا لمجموعة الامن ومواجهة الارهاب في كتابه (مواجهة كل الاعداء) Against all Enemies الصادر 2004 قائلا:" هنالك ملاحظة (صغيرة) تولدت عند اغلب الشعب الامريكي وحكومته فحواها: "ان حركة عالمية جديدة بدأت تتكون منذ اكثر من عقدين. وهي لاتهدف الى الارهاب من اجل الارهاب، ولكن هذه المنظمة العالمية تهدف الى خلق شبكة من الحكومات تفرض على مواطنيها تفسير (القلة) للاسلام، وان البعض في هذه المنظمة ينادي ويطالب بتوسيع حملاتهم لتكن لها هيمنة عالمية، انهم يهدفون الى تشكيل وتكوين حكومة (الخلافة) التي تأتي باعادة الكبح والقمع بواسطة السلطات الحكومية الدينية المطلقة كما كانت في القرن الرابع عشر، وان هؤلاء يجاهدون بالعنف والتخويف لإعادة وخلق هذا النظام الرهيب والشنيع....".

اليوم يا سيد قطب نسمع الذين استخدموا فكرك وادعوا الأخذ بنهجك يحاربون الإسلام والمسلمين ولم نسمع كلمة واحدة منهم بالوقوف مع أبناء فلسطين، فنسمع القرضاوي الاخوانجي خادم حاكم قطر وربيب الصهيونية والعلماء المتهتكين المارقين من ال سعود يفتون بالجهاد للحرب على ابناء سورية وتكفير من يقول: "اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله." بينما يؤمن القرضاوي وحثالته من امراء دويلات الخليج بالطاغوت الصهيوني الامريكي ويصبحون عبيدا اذلاء في تنفيذ مخططه الهادف لاراقة دماء المسلمين في سوريا وبقية البلاد الاسلامية تحت شعارات التكفير حيث يخطط لهم اعداء الاسلام منذ اكثر من ثلاثة قرون.

والفاجعة يا سيد قطب ان من تسلق على اكتافك وقدمت دمك لمستقبله الاسلامي امثال مرسي رئيس مصر فقد سمعه المسلمون وشاهدوه على شاشة التلفزيون المصري يخطب على المرتزقة الرعاع الذين جمعهم من كل حدب وصوب والذين لايشكلون بعددهم اكثر من ابناء زقاق من ازقة القاهرة الضيقة القصيرة وهو يشعل الفتنة الصهيونية الامريكانية في سورية، ويهدر دماء ابناء سورية خدمة لسيده الصهيوني الامريكاني، لقد كان خطابه الطائفي يعبر عن اسلامه الامريكاني والذي يهدف فيه لتوسيع الهوة بين السنة والشيعة، ان مرسي الامريكاني الذي لايستطيع ان يقرأ اية قرآنية او بيت شعر يعرفه حتى الطفل الا بالرجوع الى ورقة، ولم يتعرض بكلمة واحدة عن حقوق الشعب الفلسطيني بينما ناشد المصريين والعرب والمسلمين والعالم (الصهاينة والمحافظين الجدد وكل اعداء الاسلام) لحمل السلاح وسفك دماء ابناء سورية، هكذا تحول حملة نهجك والقائمون على طريقك وتنظيمك وايدولوجيتك الى اسلام امريكاني كما توقعته في مقالتك ياسيد قطب. لقد كشف مرسي حقيقته في خطابه بمؤتمر (نصرة سورية)، والحقيقة انه مؤتمر (خذلان سورية) وشعبها لان مرسي الامريكاني والتكفيريين عملاء الصهاينة يريدون القضاء على الجبهة السورية جبهة التصدي والمقاومة للصهيونية وعملائها من عبيد الاستعمار، ولكن هيهات هيهات وعلى مرسي ان يعقد مؤتمرات لاشباع ابناء شعبه الجياع الذين يعيشون تحت خط الفقر وينامون في المقابر ويلتحفون السماء، وعليه أن يعالج ما قاله: "إننا نواجه التحديات الخارجية والداخلية..." لقد استبدل مرسي العدو الاسرائلي والامريكاني بالمسلمين الذين يقولون اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، انهم ابناء سورية وابناء حزب الله الذين اعطوا درسا للصهاينة وزنادقة (الاسلام الامريكاني). إن زعيم اخوان (الاسلام الامريكاني) يعلن الجهاد على الرئيس الأسد والشعب السوري الذي يصلي في يوم الجمعة خلف الشهيد المجاهد الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي بينما لا يعلن مرسي الجهاد على إسرائيل، وان مرسي ياسيد قطب يقطع العلاقات العربية المصرية مع ابناء سورية ويشيدها ويعززها مع الصهاينة واسرائيل، وان مرسي صنيعة الصهيونية والمحافظين الجدد جعل الشعوب الاسلامية بشكل عام والشيعة بشكل خاص بل حتى الشرفاء من غير المسلمين ينظرون اليه بأنه طائفي ومجرم حرب، لانه يعلن الحرب والقتال على شعب يقاتل الغزاة والمرتزقة المارقين الذين جاءت بهم المخابرات الصهيونية والعالمية لمحاربة الاسلام غير الأمريكاني في سورية. إن مرسي الامريكاني اليوم يخالف وينحرف عن اسلام محمود شلتوت رئيس وحسن البنا وسيد قطب وهم علماء الازهر وبعضهم قادة للاخوان المسلمين، هؤلاء يوحدون ومرسي يفرق ويزرع الفتنة بين المسلمين، إن مرسي اليوم يا سيد قطب قد اختار مثواه جهنم وبئس المصير وقد حشره الله في حياته قبل مماته مع عملاء الاسلام الامريكاني وألبسه الخزي والعار مع (المسلمين الصهاينة الجدد) وما أكثرهم في يومنا هذا!!.

27/5/13619/ تح: علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك