دراسات

نظرة جديدة في معنى الموت ( الجزء الثاني )

4486 23:35:00 2007-03-02

الطبيب نوري الوائلي مؤسسه الوائلي للعلوم نيويورك

المرحلة الأولى: الموت

المرحلة الثانية والثالثة: الحياة

المرحلة الرابعة: الموت

المرحلة الخامسة: الحياة

الجانب الثاني من الموتهو خروج الروح بإذن الله عز وجل، وموضوع الروح فعلمها عند الله عز وجل (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً).

تتكون النفس البشرية من دخول الروح الى الجسد. وعندما تخرج الروح فأن النفس سوف تشعر بخروجها وتتذوق الموت. ومن خصائص النفس هو القدره على الآحساس وأدراك المحسوس وتذكرهه وقد تفهم المحسوس أن كان ضمن مقدرتها أو ذاكرتها. لذالك يكون الموت محسوسا فهو موجود. وكذالك الروح محسوسة عند خروجها. أذن يمكن للنفس في حياتها أن تحس بالروح. ,الله أعلم.وبعد الموت من المؤكد أن الروح سوف تخضع إلى عالم آخر فيه الحساب الأول للإنسان والذي سوف يعرف معنى الوجود الآخر ويرى النار والجنة وهناك الأحاديث الكثيرة في هذا المجال. فالذي يموت لا يعني بأنه سوف يكون في سبات وراحة إلى يوم البعث، قد يكون هذا من ناحية الجسد صحيح ولكن من ناحية الروح فهناك السؤال والحساب والله أعلم بالغيب.

أريد أن أؤكد على أن ما أفسره من ناحية الحياة معاكس تماماً لتعريف الحياة عند علماء البايولوجيا والحياة والأطباء، فالخلية حية مادامت تتحرك وتتحول إلى شكل آخر أو خلية أخرى ولها وظائف وتقوم بفعاليات كيماوية وفيزيولوجية. والخلية ميتة إذا لم تحمل هذه الصفات أو بدأت بالاضمحلال والتفكك. ما أعتقده والله أعلم بأن كل شيء حي يجب أن يملك الذاكرة، الإدراك، والإحساس. وهذه تؤدي إلى التفكير والشعور بالذات. أما الصفات الكيماوية والفيزيائية الموجودة في الأشياء التي تسمي حية موجودة أيضاً في الأشياء التي تسمى ميتة. هذه النظرة الجديدة لمعنى الحياة جسدتها الآية الكريمة (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ). فالحياة هنا واضحة لا تعني التنفس والنمو والحركة بل تعني والله أعلم وجود الإنسان في الدنيا كفكر وكإدراك وإحساس وتفكير مقترناً بالكرامة والعيش السعيد.

لذا أرى بأن الكائن الحي أكبر وأوسع مما يعتقده علماء البايولوجيا أو الأطباء وأن الموت أوسع أيضاً مما تتصوره من أنه فناء وتوقف وجمود بما فيه المجال الجسدي الذي علمنا الله منه الشيء الكثير وفي المجال الروحي الذي لا نعلم منه شيء. إذن على الأرض ما نشاهده هو إما مخلوقات حية أو مخلوقات ميتة. فالحي موجود والميت موجود وكلاهما يعملان ويتفاعلان ويؤثران ويتأثران. قد لا تقبل هذه النظرة الجديدة من قبل علماء الحياة ولكني أطرحها للمناقشة فقد تكون صحيحة وقد تكون غير ذلك والله أعلم.

والنوم هو حالة سبات للكائن الحي وليس موتاً لأنه لا يزال يملك الذاكرة والإحساس والإدراك. ويتجلى ذلك في الأحلام التي تعمل فيها الذاكرة والإحساس والإدراك. ففي بعض الأحيان نتذكر الأحلام بصورة واضحة وطليقة لقوة إدراكنا لها. فالذاكرة لا تتولد إلا بعد أن تدرك ما نحسه. والطفل الرضيع لديه ذاكرة ولكنها غير قادرة على العمل بوضوح , لأن الطفل لا يدرك ولا يعرف بما يحس , ولكن بمرور الوقت يبدأ بإدراك الأشياء ويتعلمها ثم يتذكرها.

(اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى). إذن فالنائم ليس ميتاً بالرغم من أن الموت هو وفاة والنوم كذلك؛ أي استوفى رزق يومه والميت استوفى عمره ورزقه . ولكن الميت فقد خواص الحياة وهي الذاكرة والإدراك والإحساس ثم التفكير

وتوجد حالة في الطب تسمىَ الموت الدماغي وهي أن الشخص تعمل جميع أعضائه بما فيها القلب , ولكن الدماغ قد توقف عن العمل , وأن الأجهزة الرئيسية كالقلب والجهاز التنفسي تعمل بالأجهزة. وهناك جدل وعدم اتفاق فيما إذا كان هذا الشخص ميتا , ويجب إزالة الأجهزة عنه أم لا. الموضوع أيضاً من وجهة نظري لا يمكن الحكم عليها على الرغم بأن هذا الشخص فاقد الإحساس والإدراك والذاكرة والتفكير في مقاييس الأطباء ولكنه قد يملكها ونحن لا نعرف. وأن الشفاء ممكن في كل الحالات الميؤوسة وهذا يحتاج إلى موضوع مستقل بذاته.

الإنسان كان فناء قبل أن يخلق , ولم يكن شيئاً مذكوراً. وعندما خلق الله آدم عليه السلام خلقه من طين وصوره ثم نفخ فيه من روحه. وخلقه الله في أحسن صورة وأجمل هيئة وأتم تكوينه. قال تعالى:( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ). فخلق الله عز وجل الإنسان من الأرض الميتة وصوره وكان مخلوقاً ميتاً إلى أن نفخ الله فيه من روحه فوهب له الحياة. أما ذرية آدم عليه السلام فخلقهم من نطفة أمشاج أي بيضة ملقحة وبعدها صوره في الأرحام كيف يشاء. قال تعالى: (أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا).

والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان مرة واحدة وتمثل البيضة الملقحة إنسان كامل بكل صفاته ولكن بدون تصور وكذلك فإن هذه البيضة الملقحة تملك من الصفات الجمة للإنسان كاملة ولكن الله عز وجل يختار منها صورة الإنسان وظهور صفاته. والبيضة الملقحة تكون كما أشرنا سابقاً ميتة إلى أن يأذن لها بالانقسام لبدء التصوير حسب إرادة الله عز وجل.

وباختصار يمكن تقسيم الكائنات الحية إلى:

1-

2-

فمثلاً الحبة أو النواة ميتة ولكنها تملك صفات الحياة مثل الحركة. وعندما توضع في الماء تبدأ بالنمو ثم تصبح شجرة ونموها أيضا من صفات الأحياء ولكنها تظل ميتة بالمقاييس الخاصة بالحياة.

إذن الحبة ميتة ولكنها تملك خواص الحياة. والشجرة حية ولكنها لا تملك مميزات الحياة الخاصة. فهناك تداخل بين صفات الموت وصفات الحياة. إن الشجرة تكون ميتة من جانب وحية من جانب آخر.

ما ذكرته لا يعدو تأملات في خلق الإنسان أبغي بها وجهه عز وجل وأحاول أن أدلل على قدرة الله عز وجل وكيف أن الله يعيد الخلق كما بدأه أول مرة وهو أهون عليه. قال تعالى: (إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) وقال تعالى: (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ) وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ).

إن القرآن الكريم يحوى من المعجزات الضخمة التي تنتظر الناس والعلماء للكشف عنها حتى يعلم الإنسان بأن القرآن الكريم هو الحق وأنه منزل من الله سبحانه وتعالى.

وذكر الله تعالى ذلك بأن تأويله سوف يأتي في المستقبل ويعرف الإنسان بأنه الحق. قال تعالى: (يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ).

وتزداد البراهين والدلائل على وجود الله عز وجل وعلى قدرة الله في الخلق والتصوير , ويخرج علينا العلم يومياً بدلائل الوجود الإلهي الواحد , ودلائل القدرة العظيمة والرحمة الواسعة. قال تعالى: (أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ). وقال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ).

صدق الله العلي العظيم وصدق رسوله الكريم. اللهم إنك الحق وكتابك حق ونبيك حق والموت حق والبعث حق والحساب حق والجنة حق والنار حق ولا حول ولا قوة إلا بك.

اللهم ألهمنا العلم النافع والرشد الواضح، والرؤيا السليمة، والقلب الخاشع، واللسان الذاكر، والوجدان المرتبط بكتابك يا أرحم الراحمين.

الكائنات الحية التي مميزاتها تتداخل مع مميزات الأموات أو الجماد.الكائنات الحية التي لها علامات الحياة المميزة بها وهي الإحساس، والإدراك، والذاكرة والتي لديها قدرة للتفكير وتملك الذات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد
2007-05-18
كلام جميل ......... وفق الله الدكتور واتسال عن امكانية نشر هذا الكلام في مواقع اخرى حال موافقة الدكتور او براثا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك