الشعر

سفينة ابو تراب


( للشاعر : الدكتور نوري الوائلي )

 

 

أبياتُ شعري قد توشّحَ حبرُها 

ذكرَ الفضائل واستضاء بناني

فلتبدأ الأبياتُ بالذكر لمن

ختمَ النبوة َ , منقذ ُ الأكوان

فلتخرج الأبياتُ من أصلابها

تروي الحقيقة َ من يد الرحمن

مُنحت لمن تحت الكساء فضائلٌ

من خالق الإنسان والأكوان 

وضعَ الرسولُ على المعاجز كفه 

خشعت لها الثقلان في إمعان

هذا كتابُ الله معجزة ٌ به

سرّ ُ الوجودِ ومقصدُ الأديان

كل المعارفِ والعوالم تسـ

تبينُ إلى العيان بأشمس القرآن

من بعد فرقان السماء فقد حوى 

نطق ُ الرسول مسيرة َ الحنّان 

والثالث الآتي بدين المصطفى

أهلُ الكساء خزائنُ التبيان 

جمعت بهم خير الفضائل إنهم

بحرٌ من الخيرات والإحسان

لم يفهم الدين الحنيف بكنههِ 

من بعد طه حامل ِ القرآن

إلا عليا ً, حيث كان مدادُه

علما وسيفا في خطى الديّان 

لازالت الدنيا تفسر نهجَه

وتدور حائرة ً مدى الأزمان

***

شرف له لم يعطِ رب غيرَه

عيناك قد فتحت على الجدران 

ركعتْ لك الدني ا لأنك موقن ٌ

إن اللذائذ َ مطلبُ الغفلان

بالصبر بالإحسان نلتَ منازل َ 

الخلدِ العظيم , خلدتَ في الآذان 

وتركت في الدنيا مآثرَ خلدت 

لن تُحتوى بمكاتب العرفان

ومنحتَ من عطف الرسول عواطفٌ

كالأم تعطي دونما تمنان

وغفيتَ في نوم الرسول مضحيا ً

متلحفا ً ثوبَ السماء ِ القاني

للشرك لم يسجدْ جبينُكَ مرة ً 

فعلوتَ قدرَ الجمع والأعوان 

وبرزتَ في بدر ٍ برفقةِ حمزة ٍ 

ليثا ً تجزّ ُ الكفرَ بالإيمان

وجريتَ في أحد ٍ تطاردُ زمرة ً

فيها عتاة الكفر والطغيان

فحميتَ في كف أخاك محمدٍ

يوم انكسار الجمع والإخوان

فاختارك المبعوث تحمل راية َ 

الإيمان ضد معاقل الطغيان

ففتحتَ حصنَ الخائنين بوثبة ٍ 

من بعدما عجزوا على الحيطان

وصمدتَ يوم الحسم حيث تفرقوا 

وتدافعوا جريا كما الجرذان

لم يقو دين محمد في مهده

إلا بسيف سل بالإيمان

زوجت من بضع الرسول محمدٍ

فغدوت فيها سيد العرسان

هذا عليّ ٌ والبلاغة ُ بيته ُ 

والحكمُ حكمُ العدل والأوزان

في الحرب كرارٌ ونزال ٌ على

حشد الجيوش وأشجعُ الشجعان

والحق يعرفهُ وفيا ً صارما ً

بالحق أضحى دونما أقران

هذه حياتك قد حوت بدلائل

منهاج دين تابع القران

من جاء يطلب نهج دين الهنا

يجد ابا التربان في الاركان

***

جئنا أبا حسن ٍ نعيشُ لليلةٍ 

بالدمع ِ نحياها وبالقرآن

هذي القلوب تقطّرتْ أوصالُها 

وعيوننا ذبلتْ مع الأجفان

السيف بالرأس الكريم مبشرٌ

بالخلد فزتُ الفوزَ بالرضوان

ابكي أبا حسن ٍ وأنت مخضبٌ

بدم الشهادة ثابتُ الأركان

قتلوك في أمل ٍ بأنك زائلٌ 

فالموتُ يفني صبغة َ الأبدان

خسئوا لانّ الجسمَ صار بدفنهِ 

متلألأ ً كالنجم في الديجان

وحياتك الحبلى بكل فضائل ٍ

أضحت بقتلكَ فوهة َ البركان

سبعونَ عاما ً يشتمون بحكمهم 

وعروشهم تنسابُ بالبهتان

لم يبقَ منهم غيرُ تاريخ ٍ بهِ

ظلمٌ يخطط ُ ساسة َ البلدان

في عصرهم قتلوا الحسين بجورهم 

وأباحوا سفكَ الشمس ِ بالغلمان

الكعبة ُ الغراء ُ بالنار هوتْ 

والمجتبى سمّوه في غدران

ذهبوا فلا خبرٌ يمجّدُ فعلهم 

غيرُ الحديثِ بفعلة ِ السكران

ذهبوا ولعنات الزمان تزفُهم

وغدتْ مقابرهُم بلا عنوان

***

أنظرْ إلى التاريخ نظرة َ منصفٍ

واحكمْ بعدل ٍ حكمة َ الإيمان

أين الشموسُ من التراب وان ترى 

من حاسديه منابرَ البهتان

هذا الأمامُ وقد تربعَ خالدا ً 

في كل قلبٍ ثابت ِ الأركان

نكروا خيارَ الناس ِ بعد نبينا 

من خير سجّاد ٍعلى التربان

لليوم أهلُ النكثِ لا زالوا على 

كره الإمام بسيرة العميان

الله قد جعل القلوبَ لنكرها

لأبي تراب موطن َ الشيطان

في كل يوم ٍ ذنبها متوالد ٌ 

قد ذلها الجبارُ بالخذلان

خسروا المكاسبَ في زمانك سيدي

لمّا وضعتَ الحقَ بالميزان

جمعوا النفاق يلوّحون بثأرهم

والحقد فيهم صار كالهذيان

خرجت عليك طوائف هي تدعي

أهل الصلاح بنية البهتان

وإذا بسيفك عاشقٌ لرقابهم

بالحق يقطعُ منحرَ العدوان

غرقتْ مراكبُهم لصدق ِ طريقكَ

الأبهى , زرعتَ الحقَ للأزمان

خسروا النزالَ ودربَ دين محمدٍ 

لازالوا حتى اليوم في خسران

وسيبقى سيفك يا عليّ ٌ خلفهم 

بالصدق محمولا ً بكل أمان

خرجتْ فتاوى الحاسدين ببدعة ٍ

مَنْ زارَ قبركَ زائرَ الأوثان

الكل يعرفُ أن قبرك مسجدٌ

فيه الصلاة ُ لصاحب ِ الأكوان

عادوك في زمن ِ الرسول ِ وبعده 

بحياتهم عادوك بالهجران

لو إنهم تبعوا وصيّ رسوله

استبشروا بالفوز والغفران

أمّا وفيّ ُ المصطفى فمنْ ارتدى

حسنَ الحديث وسُنة َ الديّان

بالصدق قد والوا عليا , انه

بالحق يأمرُ , عادلُ الميزان

والوك من بعد الرسول وبعدما

والوا هداة َ الحق ِ والإيمان

***

أمغاليٌ من رامَ ذكرَ فضائل ٍ

لأب ِ تراب ٍ عالم ِ الأديان

أم كافرٌ من زارَ قبركَ عارفا ً

بعظيم قدركِ في علا الحنّان

لم نأت بدعا في مسير المصطفى 

وبذكر كرار ٍ بقول حسان

الكل يعرف يا عليٌ إننا

نزدادُ إيمانا ً مع الإيمان

لم نقتل ِ الإنسانَ إن ينأى مدا ً 

عما نرى من صادق الأركان

لن نقتلَ الإنسانَ انه مثلنا

في الخلق إنسانا ً نضيرا ً ثاني

كنه ُ الولادة ِ سيدي أم ٌ أبٌ 

كلُ الخلائق منبعُ الولدان

هذه الولادة ُ للثرى أوصالُها 

فيؤل اسمُ الناس للنسيان

كم في حياتك سيدي من معجز ٍ 

قرّتْ له الأكوانُ بالإذعان

أبياتُ شعري ليس مدحا ً إنما 

هي ذكرُ بعضَ فضائل الإحسان

لا حاجة ً للمدح انك قبلةٌ

يكفيكَ مدحُ الله في القرآن

هذا عليٌ شمسه ُ لن تنطفي

رغمَ الرحيل بكوفة ِ التربان

وسيبقى حرفكَ سيدي في لونه 

نهجُ البلاغةِ مقصدُ الظمآن

ستظل مادامتْ شموسٌ شرقٌ 

مادامتْ الأرضُ صدى الإنسان

وسيبقى في نجفِ العراق توهجٌ

وادي السلام ومسجدُ الغفران

وسيبقى اسمك يا عليٌ قبلة ً 

لقلوب أهل العلم والإيمان

وستبقى رمزا ً للحقيقة والورى 

ومنابع ِ التوحيدِ والعرفان

وسيبقى اسمك حارقا ً لطغاتهم 

كالجمر يجري من يدِ البركان

***

سفن لها تجري الطوائف تارك

دنيا بها الانسان في غرقان

لن تنجوا من نار الحمي اذا

خالفت ركب سفينة التربان

يا رب هب لي فسحة بسفان

انجوا بها من خاسرات زمان

يا رب أسألك النجاة بأحمدٍ

وبحقِّ من هلى على التربان

وبحق فاطمة البتول وولدها

وبصدر ِ حمزة سيدِ القربان

وبحق أم المؤمنين خديجة ٍ 

وبحق حامي الخدر والإظعان

أن تحسنَ العقبى فإنها منقذي 

في ساعةٍ ثكلى بلا أعوان

 

الدكتور نوري الوائلي

نيويورك

امريكا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك