الشعر

ليس إلا العراق ظلي الظليلُ.

3231 2015-11-09

ياعبير الدهور ماذا أقولُ 
ها هو العمر يعتريه الذبولُ 
وطنُ الشمس قبلتي ورجائي 
وحديثي عن الفراق طويلُ 
سيد النخل قد دهتك الدواهي
والأشقاءُ متخمٌ ونحيلُ
ترك الغدر في رباك دمارا
وشقاءَ لن ترتكبه المغولُ
عشعش الموت في شجيرات أهلي
وتوارى ربيعها المأمولُ
لم تعدْ للنخيل غير بقايا
من جذوع كأنهنً طلولُ 
والليالي طويلةٌ في أساها
والصباحاتُ حسرة وذهولُ
ولصوصٌ تناهبوا الحرث جهرا
ودموع النفاق منهم تسيلُ !
وعراك الديوك أضحى سجالا
فعليم بما جنى وجهولُ
وجناة زادوك ظلما وجورا
والشعارات زادهم والطبولُ
ووعودٌ بطونهن خواءُ
وكلامٌ مُنمًقٌ معسولُ
وضباعٌ بأهلنا تتعشى
والنواطير يعتريها الخمولُ 
أفسدت هذه الصراعات عيشا
وتلاشت خلف الحجاب العقولُ
حزن بغداد جمرة في جفوني
واساها في جانحّي عويلُ
حزن بغداد مديةٌ في فؤادي
لست ادري متى سيشفى الغليلُ؟ 
سحر بغداد لايدانيه سحرٌ
قد تلاشى وأطفئ القنديلُ
فلماذا تعج فيها الضحايا؟
ولماذا الدماء فيها تسيلُ؟
ولماذا تفجر الصخرُ حزنا؟
ولماذا قد ضاق فينا السبيلُ؟
ولماذا شدو الطيور تلاشى؟
ولماذا غزت ثرانا الخيولُ؟
أي حقد توارثوه دفينٌ؟ 
وجارحاه خناجر ونصولُ 
غضب الله في علاه كثيرا 
واشتكى منه نهجنا والرسولُ 
هو دين السلام نور تجلى 
هو سفرٌ للعالمين جليلُ 
أي دين يبيح قتل بريئ 
أي جرم دعا له قابيل ؟
وأبو جهل صار لقمان فينا
وغزتنا هوازن وهذيلُ 
أمطرتنا نبالها دون ذنب 
والضحايا صغارنا والكهولُ 
وجموع تشردت من ديار 
ونزيل الديار وغد دخيلُ 
لعقود تحكًم النذل فينا 
وإلى اليوم غاب عنا الدليل
دجلة الخير أين تلك المغاني 
يافرات العطاء أين النخيلُ ؟
أدمن القحط في عيون الصبايا 
وتنامى وأزهر العاقولُ 
وانقضى العمر بين رعب ونفي
وذئاب على التقاة تصولُ 
كم أصيل قد ضيعته المنافي 
والمنافي طريقها مجهولُ
قد غزا الحزن كل أوتار قلبي 
لست ادري متى يعود الهديلُ
ياأخا الدرب والرحيل نصالٌ
داميات وفي حشاي تجولُ
لاتسلني عن محنتي في الأقاصي
فهي الداء والبلاء الثقيلُ
غرق العمر في خريف الليالي
لايواسيه صاحبٌ أو خليلُ
فدموعي على العراق جمار
من فراق العراق تبكي الفحولُ
أتلوى من فرط عشقي واشقى
وفراق العراق خطب مهولُ
هو دربي هو تقويم حبي
وولائي لغيره مستحيلُ 
أتشهى صباحه ومساه 
وضحاه وظهره والأصيلُ 
وأرى الموت في ثراه حياة 
وأرى الأيك في سواه طلولُ 
هو باق في يقظتي ومنامي
هو باق وما عداه يزولُ 
ليس إلاه بلسما لجراحي 
ليس إلا العراق ظلي الظليلُ 
أودع الله في رباهُ كنوزا 
وجنانٌ جبالهُ والسهولُ 
والحضارات أشرقت من ثراهُ 
والفراتين نبعه السلسبيلُ
واحة أنت للسلام ستبقى 
يحتويك القرآن والأنجيلُ 
فإذا طبت فالزمان بهيٌ 
وإذا هنت فالزمان كليلُ 
أنت أقوى من حالكات الليالي 
ولعمري أنت المهيب الجليلُ 
وطني أيها العراق المفدى 
مدية الاغتراب داء وبيلُ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك