الشعر

توقٌ إلى مدن الخرابْ.

2860 2015-01-14

توقٌ إلى مدن الخراب.-1
شعر: جعفر المهاجر. 
عطشٌ وجوعٌ واستلابْ.
مدنٌ تبيت على الطوى.
ويسكنها الخرابْ. 
وتساؤلٌ يغزو العيونَ المتعباتْ.
في الذهاب وفي الإيابْ.
وعند عتبة كلٍ بابْ.
حتامَ نبحثُ عن رؤانا 
في دهاليز الخطابْ ؟
حتامَ تشربُ من دمانا.
زمرُ الجريمة والذئابْ ؟
حتامَ تطعننا الخناجرُ والحرابْ؟
*************************
مدنٌ يجفُ في دمها الندى.
وينهشُها الذُبابْ.
هجعتْ على صخور الموتْ.
يجلدُها آرتيابْ. 
فيها الضحايا تستغيثْ.
بلا مغيثِ أو جوابْ.
أزهارُها تسقى بماءٍ من حميمْ.
وتُجزُ بها الرقابْ.
من ألف عام ترتدي أحزانَها.
وهي ترنو للشهابْ.
تغفو على أوجاعها.
وجراحها ودموعها.
وتستفيقُ على السرابْ.
أيامُها عطشٌ وجوعٌ واستلابْ.
وعيونُها قد أُطفأتْ.
بين المرارةِ والتوجعِ والعذابْ.
مسلوبةُ الأفراح تفترشُ الترابْ.
محرومةٌ من تبرها.
موجوعةٌ في عيشها.
وسراتُها يتراقصون.. ويُتخمونْ .
ويحتسونَ بلذةٍ كأس الشرابْ.
وعتوهم ومروقهم صار الصوابْ.
**************************
مدنٌ بها ذابت عظام المتعبين.
مكشوفة الأضلاع يلفحُها الهجيرْ.
ولها الفجائعُ والمصائبُ والقبورْ.
والحرائقُ والمهالكُ والقشورْ.
وللحروب الداميات هي النذورْ.
ولغيرها الذهب المصفى واللُبابْ.
(كالعيس في البيداء يحصدُها الردى 
والمالُ فوق ظهورها محمولُ) 
************************
وطنُ الفجائع والجراحْ.
هذا رعاف قصيدتي.
أسرجتهُ من مهجتي الحرى. 
والبوحُ فيها كاللٍهابْ.
وبعد أن ولّى الشبابْ.
العمرُ قد ملً العتابْ.
فمتى أرى حقولَ قمحِكَ ياوطنْ.؟
تزهو بلا أرض يبابْ. 
ونخلِكَ العالي معافى.
والصباحاتِ الحزينةِ والشٍعابْ.؟
************************ 
وطني هنا جمر وثلجٌ واغترابْ.
سيظل قلبي في هواك متيمٌ .
وطني المفدى ياعراقْ.
التّوقُ في روحي آصطخابْ.
يهفو إلى مدنُ الطفولة والشبابْ.
هي في كياني كالعُبابْ.
إني أناجي نجمتي.
وبعد أن طالَ الغيابْ.
لكنها خلف السحابْ.
لاتعذليني ياربابْ. 
ياليت لو تدرين ماأقسى الغيابْ.
ياليت لو تدرين ماأقسى الغيابْ.


إشاره: هي مدن الجنوب العراقي التي جبتها طولا وعرضا لأكثر من نصف قرن ووجدتها محرومة من أبسط متطلبات الحياة . وتفتك بأهلها مختلف الأوبئة والأمراض بالرغم من بحار البترول التي تجري تحتها. وظلت هكذا إلى يومنا هذا. 
جعفر المهاجر./ السويد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك