الشعر

قصيدة يا ملحدون قفوا

2068 23:05:00 2007-05-15

( شعر : الدكتور نوري الوائلي مؤسسة الوائلي للعلوم)

 

صُنـّعتُ من موت ٍ عنيد ٍ يُلحد ُ ** وخـُلقت ُ أنسانا ً لأمر ٍ يُقصد ُ

وخرجتُ للدنيا بدون ِ مشورة ٍ ** وملكت ُ أهلا ً دون َ رأيٍ يُشهد ُ

وفتحت ُ عيني والصراخُ يزفـُني ** وهلاهل ٌحولي لخلق ٍ تـُنشد ُ

عنوان ُ جسمي في الحياة ِ مُسجل ٌ**والأسم ُمن أهلي يُصاغ ويُعمد ُ

وكبرتُ حتى صارَ جسمي يافعا ً ** وملكتُ ما خوّلت ُ , منه أحصِدُ

ورأيتُ من حولي جمالا ًباهرا ً ** يحوي بوزن ٍ كـُل ّ شيء ٍّ يُوجدُ

الخلق ُحولي واحدٌ في ذاته ** متشابهٌ متوازنٌ متوحّدُ

ومررت في فر ٍ وكر ٍ رابحا ً ** عشرا ً وألفا ً قد خسرتُ وأفقد ُ

ووجدتُ في الدنيا صراع َ كواسر ٍ ** من أجل ِ لذات ٍ بنفس ٍ تحقد ُ

ظلمٌ وبغيٌ والنفوسُ مظالم ٌ ** حسد ٌ وغلّ والرذيلة ُ أعيد ُ

في النفس ِ قد خـُلقت محبّة ُ ذاتها ** ومحبّة ُ الأزهى بدهر ٍ يَخلد ُ

وعلمتُ موتا ً يُسلبُ النفسَ المنى ** ويسوغ ُ منها كلّ مُلك ٍ يُحسدُ

وبقيتُ أبني رغمَ انـّي موقن ٌ ** في أي وقت ٍ قد أموت ُوأوْسَدُ

ودُفعتُ للموت ِ المُباغت ِ عُنوة ً ** لاعلمَ لي في أي ِّ أرض ٍ أ ُلحد ُ

فأنا المُسّيرُ في الأمور جميعُها ** إن كان خيرا ً أو ضلالا يُجهدُ

إلا بأمر ِ الدين كـُنتُ مُخيرا ً ** عقلي يدل ُّ بدون جبر ٍ يَرشدُ

لكن ّ حتـّى الدين أصبحَ تابعا ً ** لديانة ِ الأبوين جبرا ً يُوردُ

وبرغم هذا فالعقيدة ُ ناتج ٌ ** للفكر ِأو طبع ٌ جرى فيعو ّد ُ

هذي الحياة ُ فلا خيارَ لأمرها ** بل أمرُ دُنيانا لرب ٍّ يُنجدُ

مهما عملتُ فأن رزقي مُقدرٌ ** ربّي يُحدده بما يتجو ّدُ

لا علم َلي بالغيب ِ حالي مُبهم ٌ ** وحياتنا كالشبر ِ حين تـُحَدَّد ُ

كـُل ُّ المصائب ِ والمغانم ِ إنـّما ** فحص ٌ لتقوانا وكيفَ نـُحدِّدُ

********

مُلئت ْ معارفـُنا علوما ً تحتوي ** إمّا صفات ُالخلق ِ أو ما يُولدُ

تحوي الحقائق َ أو صفات ٍ أ ُحكمتْ ** ببرامج ٍ وقواعد ٍ لا تـُجرد ُ

انظرْ إلى الأكوان ِ كيف نجومها ** في ظلمة ٍ عن بعضها تتبعّد ُ

انظرْ إلى الإبل ِ الصبور ِ وصبرها ** وسماء ِ بادية ٍ وعشب ٍ يَرقدُ

انظرْ إلى البحر ِ العظيم ِ وزرقةٍ ** فيها العجائبُ من حياة ٍ ترغدُ

انظرْ إلى الطير ِالمُعلق ِ شاهقا ً ** فوق البراري كيف طارَ ويَصمدُ

انظرْ إلى الجبل ِ العظيم وصخره ** وجفاف ِ بيداء ٍ ورمل ٍ يَشرد ُ

انظر إلى النمل ِ الضئيل ِ بتربة ٍ** يعلو ويغزو كالجيوش تـُجنـّد ُ

انظرْ إلى الأنعام ِ كيف حليبُها ** مِنْ بين لحم ٍ كالمنابع ِ يرفد ُ

انظرْ إلى الأبهام ِ كيف بنانه ** عجبا ً فريدا ً لا يُعادُ ويُرند ُ

مَنْ يُسعدُ الثكلى بطفل ٍ راضع ٍ ** من يهدي ثغرا ً للثدي ِّ فيورد ُ

مَنْ يأت ِ بالسحُب ِ الثقال ِ لميت ٍ ** فإذا الحياة ُ بجسمه تتجدّد ُ

مَنْ أوجد َ الكون َ الفسيح َ بظلمة ٍ ** مَنْ يزرع ُ النبتات أو يتفقـّدُ

مَنْ أهد َ للأنسان ِ عقلا ً راجحا ً ** وبديع نفس ٍ في الجسوم تـُشيّد ُ

مَنْ علـّم َ الأنسانَ كـُل ّ بديهة ٍ** ولسان صدق ٍ قد يقول ُ ويَهجد ُ

مَنْ علـّم الأنسان َ أقلاما ً بها ** كتبَ المعارفَ دونما يتحدّد ُ

مَنْ علـّم الأنسانَ صُنعَ دوائر ٍ** فيها الحياة ُ بسرعة ٍ تتزيدُ

مَنْ علـّم الإنسان دفع َ مراكب ٍ** في الكون ِتجري للكواكب ِتقصد ُ

مَنْ علـّم الأنسان َ جنسَ أجنـّةٍ ** كالبذر ِ حجما ً في ظلام ٍ تـُغمد ُ

مَنْ علـّم الأنسان ركبَ سبائك ٍ** تعلو السحابَ وفي سواد ٍ تبعدُ

مَنْ أوجد القرآنَ إعجازا ً إلى ** كـُلِّ الخلائق ِ لا مثيل َ يُمجـّدُ

مَنْ يحفظ ُ الجنسين أعدادا ً فلا ** زاد َ الذكورُ ولا الأناث ُ تـُزيّد ُ

مَنْ علمَ الطيرَ المعارفَ مُعجزا ** مَنْ باتَ في دُنيا له تتوفـّد ُ

مَنْ أوجدَ البحرين رغمَ تجاور ٍ ** لايبغيان ِ كمثل ند ٍ يـُطردُ

مَنْ يفتق الصخر العتيد ومخرجا ً ** ماء ً وزرعا ً أخضرا ً يتحشـّد ُ

مَنْ أوجدَ الفزياءَ قانونا ً بها ** تجري الظواهرُ من الهه تـُنضد ُ

مَنْ أوجدَ الكمياء َعلما ً واسعا ً ** فيها الموازينُ العظامُ تـُقيد ُ

مَنْ أوجدَ الطبَ المداوي علـّة ً ** مَنْ أوجدَ الشافي ومَنْ لا يزهد ُ

هل كل ّ هذا الخلق جاءَ كصدفة ٍ ** وبدون راع ٍ للخليقة ِ يسند ُ

أن كان هذا الخلقُ دون مكون ٍ ** فأجبْ بعقلك ِ والعقول ُ تـُعضـّد ُ

مِنْ أين جاءَ وكيف كانَ بذاته ** ولما يموتُ بميتة ٍ تتوعّد ُ

انْ كان هذا الخلقُ ذاته واجدا ً ** لِمَ ذاته تـُفنى ولا تتأبـّد ُ

كلُّ العلوم ِ فيا أخي من واهب ٍ ** خلق َ المعادنَ والعقول ُ تـُشيّد ُ

ان كنتَ تصنعُ من حديد ٍ آلة ً ** أو مِنْ نواة ٍ كائنا يتجسّدُ

لكنَّ مَن ْ أعطاك َعقلا مُبدعا ً ** أو منشيء الخامات ِ حيثُ تزوّد ُ

الله ُ منْ عدم ٍ يكوّن ُ عالما ً ** مَنْ غيره مِنْ لا وجودَ فيُوجدُ

فالنشأة الأولى أتتْ من قاهر ٍ ** مَنْ غيره يأتي بها ويُجدد ُ

كل ّ المعارف ِ لم تخالفْ ما أتى ** بكتاب ِ ربي من حقائق َ تـُعهد ُ

*********

فلقد عرفتـُكَ يا الهي بفطرة ٍ ** وبفكر عبد ٍ بالدلائل يعبد ُ

وعرفتُ ربّي في الخليّة كونها ** نـُظما ً بميزان ٍ تعيشُ وتركد ُ

وعرفتُ ربّي في الحنان مُتوجا ** بضلوع أم ّ للجنين توددُ

وعرفتُ ربّي نعمة ً وتفضلا ً ** وعظيمُ جود ٍ في الخلائق يُنضدُ

وعرفتُ ربّي في السحور ونجمه ** وعظيم خلق ٍ بالجمال ِ يُقلـّدُ

وعرفت ُربّي في السماء ِ وليلها ** وهدير أمواج ٍ وغيم ٍ يرعدُ

وعرفتُ ربّي عند نائبة ٍبها ** قلبي توجّس من مخاوفَ تـُقعِد ُ

وعرفتُ ربّي في ولادة ِ باكر ٍ ** وولادة فيها المخاضُ يُبدد ُ

وعرفتُ ربّي في الجنين وخلقه ** كيفَ الخلايا والعظامُ توطـّدُ

وعرفتُ ربّي عند كل ّ فضيلة ٍ ** أو عند كل ّ بلية ٍ تتعقدُ

وعرفتـُك الباري بكـُل ِّ خليقة ٍ ** عطفا ً وميزانا ً وخيرا ً يُوفدُ

قل لي اذا في العقل ذرة َ حكمة ٍ ** هل يقبل ُالعقلُ الشكوك َ فيلحدُ

********

عقلي وفطرة ُما بنفسي شاهد ** ان الوجودَ بلا حكيم ٍ يَفسدُ

بل ان للموجود ِ حتما ً واجدٌ ** هذه الحقيقة ُ , فالعقولُ تؤيّدُ

الله نور ٌ والوجود ُ كشمعة ٍ** عتماء من نور الإله تـُوقدُ

عجبا ً لمن نكرَ الإله ومنشئا ً ** بالجهل ِ قد عاشَ الرذيلة يُلحد

اللهُ موجود ٌبكل حقيقة ٍ ** وبكل ّ خلق ٍ كان أو يتوجـّدُ

اللهُ موجودٌ وأوجدَ عالما ً ** يجري بأمر ٍ لا يزيغ ُ فيُطردُ

ان كان حقا للإله عارفٌ ** فهو المفكرُ بالدلائل يعبدُ

ان كان في الأكوان رب ٌّ آخرٌ ** لرأيتَ في المخلوق ِ ما لا يُحمدُ

لرأيت خلقا ً لا مثيل لنشئه ** وصراع َ ألهة ٍ وخلقا ً يُنفد ُ

الفكرُ قد عرفَ الإله كواجد ٍ ** والنفسُ قد فـُطرت لكي لا تـُلحدُ

لمْ يأت ِ ربّي من وجود ٍ قبله ** أو كان ربّي والد ٌ يتولـّدُ

فهوَ الكمالُ وكلّ شيء ناقص ** وهو الضياءُ بدون نار ٍ تبردُ

الله ُ باق ٍ والوجودُ بذاته ** يحوي الفناءَ فلا يدومُ ويأبدُ

لن يلحدوا بالله إلا ذلـّة ً ** ركبوا الضلالة في الجهالة أ ُسعدوا

والله ِ لن تـُسعدْ قلوبٌ أنكرت ** ربّا ًرحيما ً مالكا ً يتودّ دُ

أني سعيدُ الحظ دوما ً مُسعدا ً ** كوني ولدت على حظون ٍ تحمدُ

أني سعيدُ الحظ بت ّ مُوحدا ً ** فخرا ً بنفسي حين قلبي يسجد ُ

حظـّي عظيم ٌ إن ولدت ُ بعالم ٍ ** يحوي تـُقاة ً للإله تزهد ُ

الحمدُ لله الذي من هديه ** عشتُ الحياة َ مُوحدا ً اتعبد ُ

عشتُ الحياة ًَ مجاهدا ًمتأملا ً ** مرضاة َ ربّي حيث ُقلبي يُسعدُ

فجهادُ نفسي ضد َّ جور غرائزي ** وخداع شيطان ٍ جهاد ٌ أجودُ

فالحظ ُ أنْ فزتُ الصراع َ بتوبة ٍ ** لله من بعد اليقين وأحمد ُ

يا ملحدون فتلكَ بعضُ منافذ ** منها العقولُ ومن علوم ترشد ُ

يا ملحدون فما لكم من حجة ٍ ** فالعقل والعلم المُنوِّر وحّدوا

يا ملحدون قفوا , فتلك دلائل ٌ ** للعقل زاد ٌ حين عقل يرصد ُ

لا يستوي في العقل ان ّ وجودنا ** منْ لا وجود بذاته يتوجد ُ

ما ضرك التقوى وانك مؤمن ٌ ** لكن كفرك بالعذاب يُخلـّدُ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نوري الوائلي
2007-05-27
أحسنت أخت هدى زاد الله أيمانك وجعلكم الله وأيانا من المؤمنين
هدى
2007-05-23
متى يقف الملحدون وهم ورثوا زعبلة التاريخ وان كنت تناشد العقول فالملحدون ليس لهم عقول هدى من كندا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك