الشعر

دعبل بن علي الخزاعي يرثي الامام الرضا عليه السلام


 

- مجالس المفيد ، أمالي الطوسي : المفيد والحسن بن إسماعيل معا عن محمد بن عمران المرزباني عن عبد الله بن يحيى العسكري ، عن أحمد بن زيد بن أحمد ، عن محمد بن يحيى ابن أكثم ، عن أبيه قال : أقدم المأمون دعبل بن علي الخزاعي رحمه الله وآمنه على نفسه فلما مثل بين يديه وكنت جالسا بين يدي المأمون ، فقال : أنشدني قصيدتك الكبيرة فجحدها دعبل وأنكر معرفتها فقال له : لك الأمان عليها كما أمنتك على نفسك فأنشده :

تأسفت جارتي لما رأت زوري               وعدت الحلم ذنبا غير مغتفر

ترجو الصبي بعد ما شابت ذوائبها         وقد جرت طلقا في حلبة الكبر

أجارتي إن شيب الرأس يعلمني           ذكر المعاد وارضائي عن القدر

لو كنت أركن للدنيا وزينتها                     إذا بكيت على الماضين من نفر

أخنى الزمان على أهلي فصدعهم       تصدع الشعب لاقى صدمة الحجر

بعض أقام وبعض قد أصات بهم             داعي المنية والباقي على الأثر

أما المقيم فأخشى أن يفارقني            ولست أوبة من ولى بمنتظر

أصبحت أخبر عن أهلي وعن ولدي   كحالم قص رۆيا بعد مدكر

لولا تشاغل عيني بالأولى سلفوا       من أهل بيت رسول الله لم أقر

وفي مواليك للتحزين مشغلة             من أن يبيت بمفقود على أثر

كم من ذراع لهم بالطف بائنة              وعارض بصعيد الترب منعفر

أمسى الحسين ومسراهم بمقتله    وهم يقولون هذا سيد البشر

يا أمة السوء ما جازيت أحمد في         حسن البلاء على التنزيل والسور

خلفتموه على الأبناء حين مضى         خلافة الذئب في إنقاذ ذي بقر

قال يحيى بن أكثم وأنفذني المأمون في حاجة فعدت وقد انتهى إلى قوله :

 لم يبق حي من الاحياء نعلمه            من ذي يمان ولا بكر ولا مضر

إلا وهم شركاء في دمائهم                 كما تشارك أيسار على جزر

قتلا وأسرا وتخويفا ومنهبة                  فعل الغزاة بأهل الروم والخزر

أرى أمية معذورين إن قتلوا                 ولا أرى لبني الفتاح من عذر

قوم قتلتم على الاسلام أولهم            حتى إذا استمكنوا جازوا على الكفر

أبناء حرب ومروان وأسرتهم               بنو معيط ألاة الحقد والوغر

أربع بطوس على قبر الزكي بها         إن كنت تربع من دين على وطر

هيهات كل امرئ رهن بما كسبت      له يداه فخذ ما شئت أو فذر

قال : فضرب المأمون بعمامته الأرض ، وقال : صدقت والله يا دعبل . ايضاح : قوله " زوري " أي ازواري وبعدي عن النساء " والحلم " الأناة والعقل ، قوله " ترجو الصبي " أي ترجو مني أن أتصابى لها " والحلبة " بالتسكين خيل تجمع للسباق من كل أوب لا تخرج من إصطبل واحد ، " وأخنى عليه الدهر " أي أتى عليه وأهلكه ، و " الشعب " الصدع في الشئ واصلاحه أيضا قوله " أصات بهم " أي صوت بهم ودعاهم .

قوله " لم أقر " من وقر يقر بمعنى جلس ، قوله " للتحزين " أي لمواليك بسبب مظلوميتكم وحزنه لها شغل من أن يبيت لأنه يتذكر مفقودا على أثر مفقود منكم ، وفي بعض النسخ للخدين ويۆل حاصل المعنى إلى ما ذكرناه ، وعلى التقديرين لا يخلو من تكلف ، وأثر التصحيف والتحريف فيه ظاهر .

قوله : " ومسراهم بمقتله " أي ساروا ورجعوا بالليل مخبرين بقتله ، أو مع صدور هذا الفعل عنهم ، وذو بقر اسم واد وهذا إشارة إلى مثل ، والايسار : القوم المجتمعون على الميسر ، وهو جمع الياسر أيضا وهو الذي يلي قسمة جزور الميسر .

قوله : " إن كنت تربع " أي تقف وتقيم " من دين على وطر " أي حاجة أي إن كانت لك حاجة في الدين .

12/5/13124

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
إحسان شاكر
2013-02-20
هناك بيتان في القصيدة لم يُذكَرا ومن أجلهما طلب المأمون القصيدة وطلب دعبل الأمان. وهما: قبران في طوس خير الناس كلهمُ وقبر شرهمُ هذا من العبر ماينفع الرجس من قرب الزكي ولا على الزكي بقرب الرجس من ضرر يقصد بـ(الرجس) هارون الرشيد ويقصد بـ(الزكي) الإمام الرضا عليه السلام وقبره في البقعة التي فيها قبر هارون .والبيتان منقوشان في البناء الحالي لقبر الإمام الرضا عليه السلام في جهة الرأس الشريف.وقد كذب ابن أكثم بقوله أنفذني المأمون بحاجة لأنه لا يريد ذكر البيتين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك