الشعر

قصيدة عاشق العشرة

2884 07:01:00 2006-12-27

( قصيدة للدكتور نوري الوائلي )

 

أسفي وحزني قد أهاجَ مواجعي=== والقلبُ في صدري يضيقُ تحسرا

دمعي يفحُّ على جروحي بالحمى == ما أكثر الآهات تعصرُ خاطرا

عجزتْ خطوطي ثم شعري قاصرا ً= عن وصف هم ٍ قد تجمّعَ قاهرا

هذي مشاعرُ لا يدوّن قدرُها == حرفا ً ولا قلما ً يوضّحُ معسرا

هذا ليومٌ قد تخلف راحلي === لحضورِ مكة َ والمدينةِ نافرا

أحببتُ قبرَك يا حبيبَ قلوبنا === يا رحمة ً للناس تشفع ُ حائرا

في روضك الزهراءُ ترقد روحُها== والكونُ يسطعُ منكما متنوّرا

في ذاكري تبقى قبابُك سيدي === طيفا ً أمامي يستفيضُ مشاعرا

سعدتْ بقبرك أرضُنا ونفوسُنا === وانسابَ عشقُ هيامِنا به انهرا

من بعد قبرك والبقيع ِ وجعفر ٍ === ورياض جناتٍ ببيتك للورى

مالتْ عيوني نحو واقعة ٍ بها === غدر ٌ بحمزة َ ,صدرُهُ قد اُنحرا

بعد المدينة قد حزمتُ حوائجي === وغسلتُ جسمي طاهرا متأزّرا

ونويتُ أن أمضي إلى خير القرى ===أرض بها بيتٌ يطافُ شعائرا

بيتٌ له أشتاقُ حتى تكتوي === روحي بنار الحب تحرقُ ساجرا

ما أن نظرت لبيتِ ربك, تستقيـ=== م بك الرؤى , تروي حياتك ناظرا

بيتٌ له تأتي على ولع ٍ بها ==== بشرٌ كأفواج الجراد تواترا

***********

الكعبة ُ السوداءُ حول جدارها == زمر ٌ تطوفُ تواليا ودوائرا

بنيتْ بأسم إلهنا رمزا له ==== حرم ٌ عظيم ٌ ضمّ يوما ً حيدرا

تصبو له شوقا ً رجال ٌ امنتْ === فرضا ً عليها أن تطوف وتنحرا

لبيك ربّي قلتها متتاليا === لبّيتها ألفا ً وألفا ً غافرا

حمدا ً وشكرا ً قلت عند ندائنا ===لبّت جوارحُنا فلبّت قاهرا

غُلقت بيوتُ الناس, بيتك ٌ دائما === أسوارُه للكون تحفظُ زائرا

وجلستُ أنظرُ في عيون ٍ لا ترى ===إلا جمالا ً قد تنوّرَ مبهرا

بللتُ من دمعي ومعدن ِ مقلتي === الكعبة َ الغراءَ أجهشُ حاسرا

صلّيتُ فيك صلاة َ عبدٍ تائب ٍ === وقرأتُ آيات الكتاب تبحرا

وقف الخليلُ وأبنهُ تشاورا ً === في رفع صخرات الجدار منائرا

يا قبلة َ الإسلام يا أرضَ الهدى === تتلألأ ُ الأنوارُ منك نوافرا

من حولك الرحمن أنزل شارعا ً=== فغدت قبابك للزمان منابرا

وعلى يمينك هاجرٌ قد هرولتْ === بين الصّفا (والمروه) تطلبُ ناصرا

ورميتُ من فجر ٍ حجارة َ جمرة ٍ == وفديتُ قربانا ً , نحرتُ مناحرا

وحلقتُ رأسي ثم سرتُُ بواديا === البيتُ قصدي ساعيا ً متبشرا

بعد الطواف نظرتُ للبيت الذي ===رمزٌ الهيّ ٌ حوى متكبّرا

فسألتُ صاحبه عطاءً مكرما === عمرا ً وعافية ً أعودُ مكبّرا

يا ساقيا ً من بئر زمزمَ أسقني === ماءً على جسمي يزيلُ توترا

***************

أهلا بأيام ٍ عظيم ٌ قدرُها === عشرٌ بها , تعلو الشعائر مأثرا

جمْع ٌ بها من كل فوج ٍ قد أتى ===ترك الديارَ وجاءَ يأملُ قادرا

اليوم قد ذهبَ الحجيجُ الى منى == للذكر , والدعوات تعشقُ غافرا

عرفات يا يومَ الحجيج معظما ً ===في أرضك الرحمن يسعدُ حائرا

فدعوتُ ربي عند رؤيةِ شهره === أن يقبل الصلوات , يقبل سائرا

مرحىً لذاك اليوم نأملُ لقيه === والقلبُ يحدوه اللقاءُ ليبحرا

تبا ً لدهر ٍ لم يساعدْ راحلي === فعجزتُ عن سفر ٍ, وصرتُ محيّرا

لو كان عندي ما يسدّ حوائجي == لحزمتُ أمري للمدينة طائرا

ما لي سوى أدعوكَ دعوة َ مؤمن ٍ = يحبو لبيتك ساجدا ً متفاخرا

أكتب حظوظي فائزا ً مستبشرا ً == عند انفضاض حجيج بيتك ظافرا

ورجعتُ أدعو والسرورُ يزفني== أملي عظيمٌ أن أعودَ وأطهرا

يا عشرة ً أنت المنى أنت الرجى== فيها يجاب دعاؤنا , لن يصغرا

تحوي زيارة مشعر والمصطفى ==تحوي مشاعر جمّة وتحاورا

العشرة ُ البيضاءُ جلُّ خلاصِنا === من كل ذنبٍ يستظلُ مقابرا

يا ذاهبا ً للبيت ابدء ْ ذاكرا ً === بالخير رحمكَ والمعارفَ صابرا

سفرٌ بدون سماحةٍ وتعاطف ٍ === لن يبتغي حجّا ً , سيصبحُ عاقرا

أن كنتَ ترجو من إلهك مكسبا ً == ارجعْ حقوق الناس تكسب وافرا

 الدكتور نوري الوائلي

مؤسسه الوائلي للعلوم

نيويورك

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك