رأي في الأحداث

شكراً للهاشمي على نقضه!! فلقد أعطيت الجميع فرصة لكي يروا انجازات الائتلاف الوطني المتلاحقة

10038 00:56:00 2009-11-24

ما جرى اليوم في البرلمان قصة تؤشر على العديد من الأمور المهمة التي أحببت أن أشير إليها وأضعها بين يدي رواد الوكالة الكرام، فلقد استهواني ما جرى اليوم في التصويت على نقض طارق الهاشمي لقانون الانتخابات، ولا اخفي إني في البداية كنت قد وضعت يدي على قلبي وأنا أسمع بان اخواننا قد بدأوا الأمر بقبول النقض الهاشمي وبدأ قلبي بالغليان، بل لا اخفي أنه استعر بالغضب رغم ملاحظتي ان اخواننا ممن نعتز بمواقفهم كانوا هم المطالبين بقبول النقض بعد أن كان حديثهم بانهم سينقضون النقض، وكم باغتني الشيخ الصغير وهو يتحدث بطريقة لم اتصور ان لها نهاية مختلفة فلقد تحدث بطريقة وكانهم تنازلوا للهاشمي حينما خاطب رئيس مجلس النواب متسائلاً عن الأسباب التي جعلت أنصار الهاشمي يقاطعون فلقد نقضوا القانون حينما وافقنا عليه، وحينما قبلنا بالنقض أصرّوا على أن ننقض النقض؟! ورغم اني رأيت في كلام الشيخ الصغير بأنه ضربة قوية تحت الحزام لهؤلاء ولكن النتيجة الواضحة أمامي صاعدت من نسبة الأدرينالين لدي، وفيما الغضب يزداد وجدت إن نواب الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون كانوا المبادرين لقبول النقض، وفيما كنت اتسائل بحنق: ما عدا مما بدا؟ ولكن حينما بدأ الأعرجي يقرأ الخيارات المطروحة علمت إن الحنكة كانت قد سيطرت على الجميع ممن صوّت لقبول النقض!! وعرفت لماذا كان أعداء العملية السياسية يريدون نقض النقض خلال اليومين الأخيرة؟!

إذ من الملاحظ إن التعديل المطروح حسّن خياراتهم بشكل مذهل وأوصد الباب أمام ما كان يطمح به طارق الهاشمي وصالح المطلك وظافر العاني وأمثالهم، بل وأفقد طارق الهاشمي كل ثمار نقضه، حتى استمعنا اليوم إلى الناطق بام جبهة التوافق سليم الجبوري وهو ينتقد طارق الهاشمي بألم بانه حيما نقض لم يكن يمتلك الأفق الاستراتيجي في التعامل مع القانون، وسليم أكفا من غيره في معرفة ماذا جنى الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون والتحالف الكردستاني والمسيحيون واخواننا في الخارج من نقض القانون بعد أن حاول طارق الهاشمي قد حاول أن يجعله ضد هؤلاء.

فلئن كان طارق يتحدث للإعلام أنه يريد انصاف الخارج جاء التعديل وهو يقلب ظهر المجن على الهاشمي حينما تحدث عن اطلاق انتخابات الخارج بدون المقاعد التعويضية وادخال الخارج كل الخارج وبأي عدد موجود في التصويت الخاص لمحافظاتهم مباشرة، مما سيوقف التزوير المتوقع من قبل الجماعة المنضوين تحت راية صابرين الجنابي ونظرائها لأن التصويت ستكون مرجعيته لمراجعة السجلات مع محافظات الناخبين في الخارج، وسيبقي الأمور تحت سيطرة استحقاقات المحافظات.

ولئن حاول الهاشمي أن يحسّن في خيارات المحافظات التي تصوّت له، فإن الخيارات تبدّلت بشكل كبير بحيث أدى إلى إعادة التوازن بين الأكراد وبين انصار الهاشمي بعد أن اختل بشكل كبير في الحسابات السابقة، ومن الواضح إن التوافق الكردي مع الائتلافين مطلوب استراتيجيا بالرغم مما يعتري علاقات الطرفين ما بين فترة واخرى من تصدعات.

وعاد الائتلافيون ليسددوا ضربة جديدة للهاشمي حينما عدّو حصص الأقليات من المحافظات الخاصة بهم بعد أن كانت تأخذ من كل المحافظات، وغالبية هذه الحصص هي من محافظة الموصل، ولهذا استقتل أنصار الهاشمي إلى محاولة نقض النقض ورده واقناع الهاشمي بأن يسحب نقضه لأنه فتح عليهم ابواب جهنم!!. وكان من فوائد الهاشمي أن رأسه كان متيبساً بدرجة ابقاه بعيداً عن سحب النقض، وما درى أنه أخرب بيته عليه وعلى أعوانه!!

وقد التفت الصغير إلى مسألة أخرى أو ربما هي مبيته حينما علا صوته وهو يطالب بدائرة واحدة في تصويتات المسيحيين في كل العراق، ولا أدرى هل كان يصوّب نحو هذا الذي أحسست بأن مراده هو افساح المجال للمسيحيين أن يخرجوا من اطار سيطرة النجيفي وأمثاله في الموصل لاختيار مرشحين مساندين لهم، ولهذا عمم التصويت المسيحي على كل العراق، واعتقد انه أراد بلك فعلا ولكن مهما كان مراده فإنه حقق انجازا مهماً حتى لو لم يكن يريد هذا المعنى الذي اشرت اليه.

على أي حال أنا اعتقد جازماً أن الهاشمي سيتورط مرة أخرى بنقض آخر للقانون، واعتقد ان صورة الموقف الواحد بين الائتلافين وبين التحالف الكردستاني وبعض اصدقائهما سيوجه مرة أخرى صفعة أخرى للتوجه العابث من قبل الهاشمي للتعامل مع مصير البلد، لأن التحشد الموجود اليوم وبرغم وجود متغيبين لدى الأطراف إلا إن النقض الثاني سيأتي بنتيجة تفوق نسبة الثلاثة أخماس المطلوبة لرد نقض الهاشمي والذي سيجعل القانون مصادقا عليه بشكل أوتوماتيكي.

ثمة ما أعجبني جداً وأثارني في نفس الوقت هو طبيعة نتائج الوحدة بين الطرفين، وأعاد لي ما كان الائتلاف الوطني وقياداته يتحدثون بأن كل المخاطر تسقط اذا ما اتحدنا وكل المخاوف ترعب غن تفرقنا، وما جرى اليوم هو رسالة بليغة للإئتلافين أن ينظروا إلى فوائد الوحدة والاندماج بينهما وإلى حقيقة المخاطر حينما يتوحد الآخرون ونتفرق نحن، فاليوم كان انجاز الوحدة رائعاً، وبالأمس كان خيار سامي العسكري الذي دعا للتفرقة مهما توسل به الائتلاف الوطني (كما يزعم في مقابلته على العراقية) بائساً محتقراً، فأي مجال لنخدع بكلامه عن ايجابيات التفرق وسلبيات التوحد بين الائتلافين؟!

وصراحة لم استغرب أن أجد الصوت النشاز الدائم من سامي العسكري وهو يفرّق جموعنا فهذا دأب العسكري كان ولا زال وسيبقى! ولكن يا قادة الائتلاف كم كان رائعا ان نجد أيدي الأديب مع الصغير والعامري مع الربيعي وحمودي مع السنيد متحدة وهي تصوت معا لغرض درأ مؤامرة جزئية من مؤامرات المتوحدين ضد العملية السياسية؟ أليس الأجدر إذن ان تتحدوا اكثر من أجل دحر المؤامرة في صورتها الأكبر؟ فاستغلوا فرصة تأجيل الانتخابات لتعودوا لأحضان بعضكم ولتبلسموا جروحاً خطط أعداؤنا لكي تنكأ من جديد!!

أقول ذلك، ومن بعده أقول لسامي العسكري وأمثاله ولقناة الحرة الأمريكية وأمثالها: ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله!! وسنرى وسترون والله المستعان على ما تصفون!

محسن علي الجابري

النجف الأشرف ـ ثلمة العمارة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي المشهداني
2010-02-20
كما قلنا الاعتراض هو على الاسلوب الذي ارادوه لأدخال اعوانهم للبرلمان. فهل نجح نقض الهاشمي في ذلك .ان النتيجة التي آلت اليها الاوضاع يوم أمس كانت ضربة قاضية لكل تطلعاتهم و احلامهم وما عليهم الا أن يدركوا الحقائق كما هي على أرض الواقع و التي كانت و ستكون بعد الانتخابات القادمة وهي ان التحالف و التعاون بين الأكراد و بين الأئتلافين(الوطني و دولة القانون) قادر على إفشال كل مخخطاتهم و مؤامراتهم . و ما عليهم(الهاشميون) الا ان يتحولوا الى معارضة سلمية تعمل على بناء العراق .شكرا للهاشمي على النقض
البخاتي
2009-12-03
بارك الله بك على مقالك وفهمك للموضوع
ابن الانتفاضة
2009-11-26
وابيك ياخي الجابري لو عاد الدعوة الى الائتلاف الشيعي لفرقوا بين الاخوة من جديد لكن الان لايستطيعون خليهم هكذا احسن
غاري
2009-11-26
بوركتم من ماجدين
الحجي
2009-11-24
انشاللة العراق بخير بوجود الشيخ جلال الدين الصغيرورفاقه الائتلافيون الشجعان الذين لقنوا البعثين الكفره الفجرة اتباع الشيطان الدروس والعبر التي لاتنسى يكفي واعدام القزم وسيدهم الجرذ وكل الاقزام سينالون جزاهم العادل وعلى ايدينا التي لاتظلم احد انشاللة!
عراقي غيور
2009-11-24
بصراحة المقال جميل والجميل فيه هو أن ما وصفه الكاتب من اختلاج للمشاعر وتضاربها كان هو نفسه ما شعرت به وأنا متأكد بأنه ما شعر به ملايين العراقيين الشرفاء.. أقسم باني خفت على العراق من الابتزاز السياسي وخفت أن يقوم ممثلينا على ما جرت العادة بمحاباة الهاشمي وأصدقائه والتنازل عن بعض مكتسباتنا بغير حق لهم، وخصوصاً بعد إشاعات من تعديل النسبة إلى10% وغيرها.. أشكر كل من ساهم في كل من ساهم في رد الجميل للهاشمي بما يستحق ولتعلموا أن وراءكم الحق والملايين من العراقيين المظلومين فلا تخافوا ولا تتنازلوا
بصراحة عاريه
2009-11-24
ولا يحيف المكر السئ ألا بأهله ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين صدق الله العظيم ان النيات المبيته والتي لا تختفي لا على الله ولا على عباده هي التي أوفعت حافر البير فيه العراق الشريف الطهر الطاهر بكل شرفائه ومخلصيه الموحدين دوما من لم ثانية ساندوا المسخ الارجس في دنسه ونجاساته هم الغالبون بحول الجبار العليم يا شعب الاباء والشمم أستأصلوا كل مأفون مخرب صدامي وألا فسيظلون عابثين مخزين بكل دناءة وخسه كما تشاهدون الاحضان تنتظرهم وبلا فيزه ولا تحقيق فسهلوا لهم الفرار؟؟
ابن البلد
2009-11-24
كما قلنا الاعتراض هو على الاسلوب الذي ارادوه لأدخال اعوانهم للبرلمان. فهل نجح نقض الهاشمي في ذلك .ان النتيجة التي آلت اليها الاوضاع يوم أمس كانت ضربة قاضية لكل تطلعاتهم و احلامهم وما عليهم الا أن يدركوا الحقائق كما هي على أرض الواقع و التي كانت و ستكون بعد الانتخابات القادمة وهي ان التحالف و التعاون بين الأكراد و بين الأئتلافين(الوطني و دولة القانون) قادر على إفشال كل مخخطاتهم و مؤامراتهم . و ما عليهم(الهاشميون) الا ان يتحولوا الى معارضة سلمية تعمل على بناء العراق .شكرا للهاشمي على النقض
ابن البلد
2009-11-24
ان ناقض(طارق) الهاشمي ومن التف حوله من مطلقها و عانيها و نجيفيها كانوا يعتقدون ان نقض الهاشمي سيجعلهم يحصلون على مكسب الاستفادة من أصوات الخارج و ايصال الاربعين بعثيا الذين يريدهم صالح المطلق في البرلمان , ولو لاحظنا انهم يركزون على وجود اربعة ملايين عراقي مهجر خارج العراق و هذا الرقم لم يذكروه عبثا و انما من خلال قسمة هذا الرقم على 100000 نجد ان الناتج هو 40 اي بعدد البعثيين الذين ارادوهم في البرلمان القادم , الاعتراض ليس على البعثيين الذين لم يرتكبوا جرما بحق العراقيين و انما الاسلوب
ابو حسنين النجفي
2009-11-24
لقد وصلني الرد مولاي وتفضلت مشكورا الحمد لله على سلامة الشعب العراقي من غدر الهاشمي واعوانه والحمد لله على لم الشمل ولكن تبقى لي غصة لا سامحني الله ان سامحتك يا مالكي وحزب الدعوة بالخصوص ولا سامحكم الله ولا رسوله ولا اله الاطهار ان لم تعودوا للم ثوبكم من جديد و(علنا) يقول المثل العربي (اخوك من ابوك مثل القوم الرافقوك**واخوك من امك مثل الثوب اللمك) فكيف بكم وانتم من * الام * والاب *** عودوا واكسروا جوانح الاعداء والمتصيدين واللعنة على البعث ومن والاه**
ا بو حكيم العراقي
2009-11-24
سامي العسكري واحد..اما الائتلافين فهم كبيرين جدا...جدا ولانعتقد ان النخله تهتز اذا طارت من اغصانها حمامة
هادي الخزاعي
2009-11-24
بسم الله الرحمن الرحيم ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين صدق الله العظيم ارجوا من اخوتي في البرلمان الذين قد انتخبتهم ان يبرئوني الذمه فقد شتمتهم قبل يومين ولعنتهم ولقد اعتبرتهم جبناء امام الدعي ابن الدعي وامام نقضه لفرحتنا ولكن سرعان ما اثبتم يا فراسان الهيجاء بأنكم على حق والله لا ادري ما انا جالس اكتب فلقد افرحتم والدتي وافرحتموني وانسيتموني حزني فشكرا لكم وهنيئأ لكم
بصري مؤيد للمالكي
2009-11-24
ويمكرون ويمكر الله مزيد من الضربات لجماعه الهاشمي وللبعثيين ادعمو الأقليات واستفيدو من المنشقين عن الأكراد وبقية الأطراف
محمدالمالكي
2009-11-24
بسم الله الرحمن الرحيم ويمكرون ويمكرالله والله خير الماكرين هنيئا للشهداء الذين غيبهم سيدالهاشمي والمطلق ولاظافرالعاني بالانجازالالهي الذي كان اليوم الذي اسميه بيوم اللطف الالهي الذي كتبه رجال الائتلاف العراقي على زمرة الظلمة الاشاوس في هذا المقام لاينفع سوى الشكرلله وللرجال الذين صوتوا للقانون والى ابن ثلمة العمارة على كتابته
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك