سماحة السيد الحكيم يؤكد : جريمة حسينية المصطفى (ص) أستمرار لحرب الأبادة الطائفية ضد أتباع اهل البيت (ع)
شارك سماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق وزعيم كتلة الأئتلاف العراقي الموحد في التجمع الجماهير ي الكبير الذي أقيم في مدينة النجف الأشرف بحضور عشرات الألاف من المؤمنين ، حيث أستقبل سماحته بالهتافات التي أكدت على المضي على طريق الرسالة المحمدية التي حملها الى العالم كله سيد الكائنات محمد بن عبد الله (ص) .
وقد القى سماحته كلمة قيمة في الجماهير المحتشدة أكد فيها على أننا جادون وعازمون على السير قدما في تطبيق الدستور بكل بنوده وتفاصيله وأن أقامة فيدرالية الوسط والجنوب وبغداد تهدف الى أيجاد الأجواء المناسبة لوحدة العراقيين .. وفي ما يلي النص الكامل لكلمة سماحته :-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين، محمد (ص) وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليك يا رسول الله.. السلام عليك يانبي الله ، السلام عليك يا خاتم النبيين والمرسلين... السلام عليك ما ارتفع صوت المكبر في مشارق الارض ومغاربها مؤذناً بـ " الله اكبر ".
السلام عليك ..ياأشرف خلق الله.. السلام عليك هادياً ومربياً .. ونبياً ورسولا.
الحمدلله الذي استنقذنا بك من الشرك والضلالة.
يارسول الله .. يا ابا الزهراء لئن عز المزار علينا في هذه المناسبة فها نحن والجموع المؤمنة الحاشدة نتشرف بالوقوف في هذا المكان مجاورين لباب علمك .. وصهرك وابن عمك, وسيفك الذي قطعت به خراطيم الكفر والظالمين .. ووصيك من بعدك الذي صبر وفي العين قذى وفي الحلق شجى .. صيانةً لوحدة امتك وحرصاً على دينك دين الله من ان تحرفه اهواء الجاهلية والعصبيات القبلية ..
نحن هنا نقف عند اعتاب امير المؤمنين وسيد الوصيين ويعسوب الدين لنقول له اعظم الله اجرك يا امير المؤمنين بهذا المصاب الجلل الذي حل بالاسلام والمسلمين وهو رحيل رسول الله محمد (ص)، وهو رحيل انبعثت والله من بعده الدواهي على امة الاسلام ما زالت جروحها لم تندمل بعد، فاليوم يعتدى على رسول الله باهانته في الصحف الغربية ويعتدى على رسول الله في العراق بهدم مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام ابناء رسول الله .
فالسلام عليك يا امير المؤمنين بما صبرت وعانيت وقدمت واعطيت من نفسك للاسلام.
السلام عليك يا بقية الله في ارضه و حجته على عباده, ايها الامام المنتظر يامن ستملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
السلام عليك يا سيدي ومولاي وانت ترى ما يجري على امة الاسلام، وما يحل بمنتظريك من المأسي والاحزان والمصائب كل ذلك ثمناً لايمانهم بك وبقضيتك العادلة، لان قضيتك هي قضية الهية .. انها قضية الانسان المعذب .. المقهور .. المطارد .. وهي ايضاً قضية الانسان المبدأي الصامد الصبور .. الرسالي الأمين ..
أيها المؤمنون..
نقف اليوم هنا لنعلن حزننا بهذا اليوم الحزين في تاريخ الاسلام، ولنعزي أمير المؤمنين وامامنا الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف، ونوابه العظام مراجع الدين وفي مقدمتهم سماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله الشريف ونعزي ايظاً كل المسلمين في مشارق الارض ومغاربها .. ولنحول هذه الذكريات العظيمة لاهل البيت عليهم السلام الى محطات نتوقف فيها عند ما هو مهم في حاضرنا ومهم لمستقبلنا. اننا ايها الاخوة نقف اليوم عند مرحلة مهمة من مراحل تاريخنا, ونحن جادون وعازمون على السير قدماً في تطبيق الدستور بكل بنوده وتفاصيله لأننا نعتقد ان ذلك سيؤدي الى بناء العراق الذي نريده، عراقاً موحداً .. آمناً مستقراً, يحقق العدالة ويعطي الحقوق، ولانه ايضاً يساهم بدرجة كبيرة في محو آثار السياسات العدوانية للنظام البائد. لقد وقعت خلال الايام القليلة الماضية واستمراراً لحرب الابادة الطائفية ضد اتباع آل البيت عليهم السلام جريمة بشعة طالت المؤمنين في حسينية المصطفى في حي اور ببغداد .. وهي جريمة جددت احزاننا وآلامنا ومصائبنا بنزيف الدم العراقي الذي يراق كل يوم في مدننا وقرانا.. ان الجريمة الاخيرة في حسينية المصطفى يجب ان لاتمر دون عقاب لاولئك المسببين الذين كانوا وراءها وعلى الحكومة ان تسرع في التحقيق في هذا الموضوع للكشف عن ملابسات الجريمة ومعاقبة المسببين. اننا بهذه المناسبة المؤلمة نقدم عزاءنا لعوائل الشهداء ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل.
ان من غير المعقول ولا الانصاف ان نترك مناطق من بغداد وغيرها من المدن مسرحاً مفتوحاً تتحرك فيه المجاميع التكفيرية والارهابية علناً وتقتل الابرياء من اتباع آل البيت عليهم السلام كما جرى مؤخراً لزوار الامام الحسين عليه السلام في منطقة العامرية ببغداد, وقطع روؤس عدد كبير منهم في النهروان ومناطق من بعقوبة اضافة الى عمليات السيارات المفخخة والاغتيالات.
ان تصاعد اعداد العوائل الشيعية المهجرة من مناطق سكنها في مناطق عديدة من العراق مؤشر خطير على مخطط عنصري طائفي يدخل ضمن سياسة التطهير الطائفي ضد اتباع اهل البيت (ع) وانني هنا ومرة اخرى احذر الجميع من استمرار هذه الحرب القذرة, لانها ان استمرت سوف تدمر العراق وتدمر وحدة العراقيين، انني ادعو مرة اخرى هنا ان ينظم الشعب صفوفه ضمن لجان شعبية لتسند الاجهزة الرسمية في مواجهتها للاءرهابيين وانني ايضاً بهذه المناسبة ادعو الجميع: الحكومة والقوى السياسية والجمعيات الدينية لاخواننا السنة الى اعلان مبادرة سريعة لاعادة المهجرين الى مواطنهم وتقديم الحماية لهم، لأن امن العراقيين واحد ولايتجزأ، اننا ايها الاخوة المؤمنون، حين ندعوا الى اقامة فيدرالية الوسط والجنوب وبغداد ننطلق من رؤية واقعية وعملية تهدف الى ايجاد الاجواء المناسبة لوحدة العراقيين وتطورهم ومحاصرة الارهابيين وعزلهم عن الشعب العراقي، وايجاد البيئة المناسبة للحوار العراقي- العراقي البناء.
اننا ننصح كل اولئك الذين يهددون الملايين من ابناء الوسط والجنوب بعقوبات من نوع معين ان يقلعوا عن مثل هذه التهديدات التي تكشف عن نيات عدوانية مسبقة ضد اغلبية الشعب العراقي.
ان ثروات العراق هي لكل العراقيين .. وهذا ما اثبته الدستور في بنوده وعلى الجميع ان يدرك ذلك جيداً.
اننا ايها الاخوة .. نتحرك نحو افق جديد نستوحي منه خير للعراق والعراقيين ولذلك طرحنا فكرة الحوار الامريكي الايراني من اجل الوصول الى تفاهمات تنعكس ايجابياً على استقرار العراق واعادة اعماره، لقد قلنا وكررنا القول مراراً اننا ضد ان يتحول العراق الى محطة للعدوان على الاخرين كما نرفض ان تتحول دول الجوار الى محطة للعدوان على العراق، ومن هذا المنطلق فأننا معنيون ببناء افضل العلاقات مع دول الجوار ودول المنطقة عموماً.
كما اننا ايها المؤمنون نتحرك قدماً لبناء جبهة وطنية عراقية لمحاربة الارهاب والتكفيرييين، لان استقرار العراق وصيانة ارواح ابنائه وتحقيق مصالحه يحتاج الى مثل هذه الجبهة العريضة، نحن لا نؤمن بالاستقطابات الضيقة بل نسعى الى ايجاد ارضية واسعة يتحرك عليها كل العراقيين الذين تهمهم مصلحة العراق، وهذا ما سوف نستمر بالعمل من اجل تحقيقه. وامامنا ايها الاخوة قضية تشكيل الحكومة القادمة، وقد توصلنا بحمد الله الى اتفاقات مع بقية الاطراف السياسية الى بناء المجلس السياسي للامن الوطني والبرنامج السياسي ونحن جادون في العمل من اجل انبثاق الحكومة الجديدة، وسوف نبذل ما نملك من الجهود من اجل ان تاتي حكومة قوية كفوءة قادرة على معالجة مشكلات العراق. حكومة يطمئن الجميع بانها ممثلة له وقادرة على تحقيق طموحاته.
ايها المؤمنون الاعزاء ايها البدريون الابطال الحسينيون :
اتمنى لكم التوفيق والتسديد .. وقبول الاعمال والطاعات, والعودة الى مواطنكم سالمين آمنين .. واسأل الله سبحانه وتعالى ان يتغمد شهدائنا الابرار بواسع رحمته وفي مقدمتهم الشهيدين الصدرين العظيمين وشهيد المحراب السيد الحكيم الخالد. كما اسأله سبحانه وتعالى ان يتقبل منا اعمالنا وان يجعلنا ممن يشفع لهم رسول الله صل الله عليه وآله وسلم يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد عبد العزيز الحكيم
28 صفر 1427 هـ
https://telegram.me/buratha