مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، تترقب أنظار المواطنين إلى الاستعدادات الأمنية التي تعد الركيزة الأساسية لضمان إجراء عملية انتخابية آمنة وشفافة، الأجهزة الأمنية بمختلف صنوفها وضعت خططاً متكاملة تراعي التحديات الراهنة، بدءاً من حماية المراكز الانتخابية والمرشحين، وصولاً إلى تأمين الناخبين في يوم الاقتراع ومنع أي محاولات للتأثير على إرادتهم.فيما أكد المسؤولون أن هذه الخطط تعتمد على التنسيق المشترك بين القوات الأمنية والاستخبارية، مع تسخير التكنولوجيا الحديثة وقواعد البيانات لضمان أعلى درجات الحماية، في خطوة تهدف إلى تعزيز ثقة المواطن بسلامة العملية الانتخابية، فقد ذكر عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية حسين هاشم العامري، إن الخطط الأمنية الموضوعة لتأمين العملية الانتخابية تسير بشكل منظم وبإشراف مباشر من وزارة الداخلية والأجهزة الاستخبارية.
كذلك أوضح العامري للوكالة الرسمية، أن "وزارة الداخلية وبالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني والاستخبارات الداخلية وضعت خطة متكاملة لتأمين جميع المراكز الانتخابية وضمان سير العملية الانتخابية بانسيابية عالية"، مبيناً أن "اللجنة النيابية تتابع بشكل مستمر مع الوزارة تنفيذ هذه الخطط، وقدمت جميع المقترحات الكفيلة بحماية الناخبين وصناديق الاقتراع".
وأضاف أن "الاتفاق جرى مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لتوحيد الجهود مع وزارة الداخلية والجهات الساندة، وبموافقة جميع القوى السياسية، بما يضمن إجراء الانتخابات في أجواء يسودها الأمن والاستقرار"، مشدداً على أن "المسار الديمقراطي يتطلب نجاح العملية الانتخابية باعتبارها السبيل الوحيد لتعزيز الاستقرار في العراق".
بالمقابل، أكد قائد عمليات بغداد الفريق الركن وليد خليفة التميمي، أن القيادة أعدّت خطة أمنية متكاملة لتأمين سير العملية الانتخابية في جميع مراحلها، ابتداءً من حماية مراكز وصناديق الاقتراع، مروراً بتأمين حركة الناخبين والمرشحين، وصولاً إلى التعامل مع أي طارئ قد يطرأ خلال يوم الاقتراع.
كما ذكر التميمي للوكالة الرسمية، إن "واجبات القوات الأمنية وُزعت بدقة بين قطاعات الجيش والشرطة والأجهزة الاستخبارية، مع التركيز على سرعة الاستجابة لأي حادث أمني محتمل"، مشيراً إلى أن "الخطة شملت أيضاً مناطق أطراف بغداد، حيث خُصصت لها قطعات عسكرية وأمنية إضافية لضمان انسيابية العملية الانتخابية".
وأضاف أن "أي محاولة لإثارة الفوضى أو تخويف الناخبين ستواجه بحزم وقوة، وهناك إجراءات استباقية من خلال الجهد الاستخباري ونصب السيطرات المفاجئة لتعزيز السيطرة ومنع أي خرق أمني"، لافتاً الى "الانتخابات ستجري في أجواء آمنة ومحاطة بحماية كاملة، ولن يُسمح بأي محاولة لعرقلتها أو التأثير على إرادة الناخبين".
في حين أكد رئيس اللجنة الإعلامية وعضو اللجنة الأمنية العليا لانتخابات مجلس النواب سعد معن أن الخطة الأمنية للانتخابات ستكون مرنة، ولا توجد مهددات خطيرة، إذ ذكر معن في تصريح للوكالة الرسمية، إن "اللجنة الأمنية العليا للانتخابات النيابية برئاسة نائب قائد العمليات المشتركة ورئيس اللجنة الفريق أول الركن قيس المحمداوي، عقدت العديد من الاجتماعات وناقشت الخطط الأمنية الخاصة بإجراء الانتخابات والاستعدادات، وكل التفاصيل المتعلقة بالإجراءات الأمنية والإدارية بصورة عامة"، لافتاً إلى أن "الخطة ستكون مرنة ولا توجد مهددات خطيرة".
كذلك أوضح معن أن "القوات الأمنية قادرة على إنجاز هذه المهمة بكل أريحية، إذ تم التأكيد على الجهد الاستخباري وتأمين المراكز الانتخابية، كما تم التأكيد على التصويت الخاص والبطاقات الانتخابية، بالإضافة إلى التنسيق والتعاون في الواجبات العامة والخاصة".
من جانبه أكد الخبير الأمني فاضل أبو رغيف، أن التحضيرات الجارية لتأمين العملية الانتخابية تختلف عن سابقاتها، إذ يجري الاعتماد هذه المرة على قواعد البيانات والجهد الاستخباري والأمني والمعلوماتي، بما يضمن حماية المراكز الانتخابية وتوفير بيئة آمنة ومطمئنة للناخبين، إذ بيّن إن "الخطط السابقة كانت تركز بشكل رئيس على الكثافة العددية والعنصر البشري، أما هذه المرة فستكون أكثر دقة من خلال اعتماد تقنيات حديثة، وتنضيج طرق الحماية، وضمان انسيابية عالية في سير العملية الانتخابية".
وأضاف أن "الإجراءات ستشمل غلق المطارات خلال يوم الاقتراع وإيقاف حركة التنقل بين المحافظات، وهو إجراء معمول به في العديد من دول العالم"، مبيناً أن "قطع الطرق لن يشمل الشوارع الرئيسة، بل سيقتصر على بعض الطرق الفرعية المؤدية إلى المراكز الانتخابية".
كما أشار أبو رغيف إلى أن "الجهود المبذولة من قبل قيادة العمليات المشتركة بإشراف القائد العام للقوات المسلحة، تهدف إلى إعداد خطة مرنة غير معقدة، بما لا يؤثر على حركة المواطنين، ويضمن وصولهم بسهولة إلى مراكز الاقتراع".
الى ذلك، أكد الخبير الأمني سرمد البياتي أن قيادة العمليات المشتركة تعقد اجتماعات مكثفة لبحث سبل تأمين العملية الانتخابية المقبلة، مشيراً إلى أن هذه التجربة ستكون من أصعب التحديات التي تواجه القوات الأمنية.
وأوضح البياتي للوكالة الرسمية، أن "الدعوات إلى مقاطعة الانتخابات المنتشرة بين بعض شرائح الشعب قد تؤثر على سير العملية الانتخابية"، مبيناً أن "تأمين المراكز الانتخابية وضمان مشاركة واسعة يتطلب جهداً أمنياً وتنظيمياً مضاعفاً". وأضاف أن "الجميع يرى في الانتخابات فرصة للإصلاح واختيار الأصلح، ما يستدعي مضاعفة العمل لضمان أجواء مستقرة تتيح للناخب الإدلاء بصوته بحرية وأمان".
https://telegram.me/buratha
