أثار الخبير في الشؤون الأمنية، أحمد التميمي، اليوم الأحد (22 حزيران 2025)، أسئلة مهمة حول الضربة الأمريكية التي استهدفت مواقع المفاعلات النووية الإيرانية، واصفاً إياها بأنها كسر لأهم النقاط الحمراء في الملف النووي الدولي.
وقال التميمي في حديث صحفي إن إعلان البيت الأبيض عن قصف ثلاث مواقع نووية إيرانية، فجر اليوم، باستخدام إحدى أعنف القنابل في العالم التي تزن أكثر من 13 طناً، يمثل سابقة خطيرة؛ لأنه كسر أحد أهم النقاط الحمراء التي تتمثل في استهداف المفاعلات النووية بشكل مباشر، لما يترتب على ذلك من مخاطر صحية وبيئية جسيمة، فضلاً عن احتمالية تكرار كارثة شيرنوبل.
وأضاف أن هناك عدة أسئلة مهمة أثارها القصف الأمريكي، أبرزها: من يملك الدراية والمعلومات الدقيقة عن محتويات المفاعلات التي تم قصفها، خاصة موقعي فوردو ونطنز، اللذين لا يخضعان بالكامل لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما أنهما من أكثر المواقع سرية، وأن المعلومات التي تشير إلى أن عمقهما يبلغ بين 90 إلى 100 متر تعود لعام 2018 وليس لعام 2025، مما يعني أن السلطات الإيرانية قد تكون اتخذت كافة الاحتياطات.
وأشار التميمي إلى تساؤلات أخرى تتعلق بمصير مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم عالي التخصيب الموجود داخل تلك المحطات، مع وجود معلومات عن نقله إلى مكان آمن، إضافة إلى احتمال وجود مفاعلات أو مواقع سرية أخرى لدى إيران كجزء من استراتيجيتها في التعامل مع احتمال تعرض مواقعها المعروفة للقصف.
وأكد أنه حتى الآن لا يوجد دليل على أن المواقع التي تم قصفها تعرضت للتدمير الكامل أو خرجت عن الخدمة، وأنه من المتوقع أن تكشف الساعات المقبلة عن إجابات واضحة حول هذه الأسئلة.
وختم بالقول إن الموقف الإيراني المتوقع خلال الـ24 ساعة القادمة قد يتحدد بين الرد المباشر على الولايات المتحدة أو تأجيل الرد والاكتفاء بتوجيه ضربات إلى العمق الصهيوني، مشيراً إلى فشل الأهداف الأمريكية والإسرائيلية التي شملت تدمير الملف النووي الإيراني، تغيير النظام، اغتيال قيادات عليا، وإثارة الفوضى، في تحقيق مراميها.
ولفت إلى استمرار إيران في الرد على العمق الصهيوني، محققة نجاحات من خلال تدمير أهداف بصواريخها التي بدأت تكسر طوق "القبة الحديدية" وغيرها من منظومات الدفاع الجوي.
وفي تطورات المواقف الإيرانية بعد الهجوم الأمريكي على منشآت إيران النووية، قال وزير الخارجية عباس عراقجي، إن الولايات المتحدة قامت بهجمات عدوانية ضد إيران وشعبها، وسنستخدم كل طاقاتنا للدفاع عن أنفسنا.
وأضاف عراقجي، أن "الهجمات الأمريكية العدوانية بعيدة كل البعد عن الدبلوماسية التي نتبعها لحل المعضلات"، وأكد أن على جميع الدول والمنظمات الدولية إدانة هذا الخرق للقانون الدولي".
وتابع عراقجي، أن "على الجميع أن يعلم أننا اتبعنا الدبلوماسية، لكن الولايات المتحدة والنظام الصهيوني شنا هجمات عدوانية على إيران" موضحاً أن "ترامب خان وعوده حول السلام في العالم وخضع لمطالب الكيان الإسرائيلي المجرم".
من جهته الحرس الثوري توعد بالرد على الهجوم باستهداف القواعد الأمريكية معتبرا أن العدوان الأمريكي أعطى إيران مشروعية استهداف القواعد الأمريكية".
https://telegram.me/buratha
