في ظل لهيب الصيف الذي يطرق أبواب البصرة مبكراً كل عام، ومعاناة الأهالي التي تتفاقم تحت درجات حرارة تلامس الخمسين، يعود شبح "القطع المبرمج" ليزيد من معاناة مدينة لطالما كانت الرافد الأكبر لثروات العراق، وأحد أهم أعمدته الاقتصادية. البصرة، التي أنفقت المليارات من موازناتها على تحسين واقع الكهرباء، تقف اليوم في حيرة وتساؤل: لماذا لا يُترجم هذا الإنفاق إلى خدمة مستقرة تحفظ كرامة المواطن وراحته؟
وفي هذه الأجواء المشحونة بالتذمر الشعبي، خرج رئيس مجلس محافظة البصرة خلف البدران، اليوم الأربعاء (30 نيسان 2025)، بموقف رسمي يخاطب فيه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بشأن ملف الكهرباء، مبيناً أن الكتاب تضمّن مطالبة رئيس الوزراء باستثناء المحافظة من القطع المبرمج للتيار الكهربائي.
وقال البدران في حديث صحفي، إن "المحافظة صرفت الكثير على قطاع الكهرباء من موازنة المحافظة خلال السنوات الماضية، وكان آخرها تخصيص 300 مليار دينار من موازنة 2024 لقطاع الكهرباء، متسائلاً: كيف نصرف أموال مواطني البصرة على قطاع الكهرباء والقطع المبرمج ما زال مطبقاً على المحافظة؟
وأضاف: "على وزير الكهرباء ورئيس الوزراء مراعاة وضع البصرة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، واستثنائها من القطع".
وعلى مدى السنوات الماضية، خصصت الحكومة المحلية في البصرة مبالغ طائلة من موازنتها لتحسين واقع الكهرباء، شملت مشاريع للتوسعة والصيانة وشراء الطاقة، إلا أن المواطن لم يلمس تحسناً يوازي حجم هذا الإنفاق، وتكررت شكاوى الأهالي من استمرار القطع المبرمج، وسط تساؤلات عن جدوى الصرف، والمطالبة بموقف حكومي واضح يراعي خصوصية المحافظة من حيث المناخ والدور الاقتصادي.
ويأتي هذا في وقت تتصاعد فيه التوترات الشعبية مع كل موسم صيف، وتزداد فيه المطالبات بالإنصاف من قبل الحكومة المركزية، عبر استثناء البصرة من القطع المبرمج وضمان التوزيع العادل للطاقة.
https://telegram.me/buratha
