في تصعيد إعلامي يسبق جولة المفاوضات المرتقبة بين إيران والولايات المتحدة في مسقط، نفت طهران، عبر مصدر عسكري رفيع، صحة تقارير غربية وإسرائيلية زعمت نقل صواريخ متطورة إلى حلفاء إيران في العراق، ووصفتها بأنها "محاولة مدروسة للتشويش على أجواء الحوار".
وقال المصدر العسكري الإيراني إن "ما نشرته صحيفة ذا تايمز البريطانية حول نقل صواريخ أرض-أرض إلى جماعات عراقية مرتبطة بإيران هو تقرير ملفق وخالٍ من الصحة"، مضيفًا أن "توقيت نشره يثير الشكوك حول الأهداف الحقيقية الكامنة خلف هذه الحملة الإعلامية".
وأوضح المصدر أن واشنطن وتل أبيب تسعيان، عبر هذا النوع من التسريبات، إلى تقويض فرص نجاح الجولة المقبلة من المحادثات، خاصة في ظل تعقيد الملفات الإقليمية وتزايد التوتر مع إسرائيل.
وكانت الصحيفة البريطانية قد نشرت، اليوم الأربعاء (9 نيسان 2025)، تقريرًا زعمت فيه أن "إيران قامت بنقل صواريخ سطح-سطح بعيدة المدى إلى فصائل مسلحة عراقية"، مشيرة إلى أن تلك الصواريخ قد تُستخدم لاستهداف القوات الأمريكية أو حتى دول أوروبية، في خطوة وصفتها بأنها "ورقة ضغط" قبل المفاوضات.
وأضافت الصحيفة أن نقل الصواريخ جرى عبر سلاح الجو التابع لفيلق القدس، وشمل طرازات مثل "قدس 351" و"جمال 69"، وهي صواريخ كروز وباليستية قصيرة المدى، وادّعت أن العملية نُفذت دون علم الحكومة العراقية.
وردًا على هذه الادعاءات، أكد المصدر العسكري الإيراني أن الجمهورية الإسلامية "تدخل المفاوضات بعقلانية ومسؤولية، ولن تنجر خلف حملات إعلامية مغرضة"، متهمًا الإعلام الغربي و"الصهيوني" بمحاولة تأليب الرأي العام وعرقلة أي تقارب محتمل بين طهران وواشنطن.
خبير استراتيجي: واشنطن تسعى لجرّ المنطقة إلى صدام متعدد الجبهات
من جانبه، رأى الخبير الإيراني في الشؤون الدولية، مصطفى خوش جشم، أن "الهدف من الترويج لهذه المزاعم هو خلق بيئة مواجهة شاملة تشمل العراق واليمن وإيران، لإرباك طهران وإجبارها على الدخول في المفاوضات من موقع ضعيف".
وأضاف خوش جشم لـ"بغداد اليوم"، أن "استراتيجية ترامب تقوم على التلويح بالحرب ثم التراجع في اللحظة الأخيرة، كما فعل مع كوريا الشمالية"، مشيرًا إلى أن الضغوط الإعلامية والسياسية لا تغيّر قواعد التفاوض.
وسخر الخبير الإيراني من التصريحات الأمريكية بشأن "الرد على هجمات أنصار الله في اليمن"، متسائلًا: "إذا كانت هذه التهديدات جدية، فأين الرد بعد كل هذه الضربات؟".
وأكد خوش جشم أن "الطرف الإيراني اليوم هو من يحدد قواعد اللعبة السياسية، بعد أن فشلت الإدارة الأمريكية في فرض شروطها السابقة، والتي كانت تشمل تفكيك البرنامج النووي، والتخلي عن دعم حلفاء طهران في المنطقة".
https://telegram.me/buratha
