الأخبار

طف الحُسين مدرسة الأحرار


انتصار حميد ||

 

حُسينٌ سارَ في ركبِ المنونِ ............... ولم يأبَ لخوفِ أو حتوفِ 

وحيداً للمنايا قد تبارى     ................... فجالت كل أروقة الصنوفِ

فما نزغَ المرادُ ولا تدنى  ................... تفاخر عند صلصلة السيوفِ

فكان النصرُ فيه مداد خلدٍ ................. تعلى فوق قاطبة السقوفِ

فيا سر المقاصد حيثُ كانت ................ ولا زالت تجودُ على الحروفِ

وقالَ الحقُ فيه قولَ صدقِ ................. تجلى عندَ واقعةِ الطفوفِ

الحسين ( عليه السلام) مدرسة من تعاليمها أن الضعف لا يعيق المظلوم من مقاومة الظالمين، مهما بلغوا من عدةٍ وعدد، وأن قيمة الإنسان في الحياة، تساوي ما يرخصهُ ويبذلهُ في سبيل الله، والإنسانية لا تسعد دون أن تتحلى بالفضائل والمكارم. هذهِ التعاليم كُتبت بالدماء الزكية، وبالدموع النقية، وبالنفوس الطاهرة البريئة. 

الثورة الحسينية : ثورة عالمية شاملة، أطاحت بالرجس والمرجفين الطغاة، المتناصرين لنشر الالحادية ... في أي عهد وبأي أسلوب وتقرير كان من نوعه، فإن من أهم الأسباب التي دعت الأمام (عليه السلام) للقيام بهذه الثورة هي:

·       تفشي أنواع الإجرامات، وهتك الشعائر الأسلامية، بقيادة الفاجر يزيد وعملائه وجلاوزته.

·       وجود رجال أدعياء يطعنون الإسلام في مبادئه وعقائده، فيزيد ملحد، ولا يعتقد بالإسلام.

وقيامهِ بهذه النهضة مصداق لقولهِ (عليه السلام) حينما قال: (والله أني لم أخرُج آشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت من أجل الإصلاح في أمة جدي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر...............).

لقد كتب أبو الشهداء (عليه السلام) التضحية على نور الحق اللامع، وكتب سطور المجد، وطالب بالحرية. أن الحسين (عليه السلام) لا يذكر بالحزن الممض وحده، فأن ذكرى عاشوراء ليست مجرد ذكرى تبعث الألم والحزن واللوعة فقط، بل هي تجسيد لشجرة الحرية التي غرسها الأمام الحسين (عليه السلام) بدمائه، وأثمرت خير الثمار، إلا وهي ثمار العقيدة والمبدأ، مبدأ التضامن بين طبقات الأمة على أختلاف طبقاتها وأجناسها، مبدأ الأخوة والمحبة، مبدأ السعي واليقظة.

ومن يتصفح التاريخ الإسلامي يلتمس تلك المنزلة والقداسة، فلقد أعطى سيد الشهداء (عليه السلام) لشباب العالم وشيوخ الأمم دروساً بليغة في النضال، والحرية، والدفاع عن شرف النفس، والصراع بين الحق والباطل، وأن الظلم يندحر، والعدالة تنتصر، والحق يعلو ولا يعلى عليه.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك