الأخبار

الحسين الوصفة التي لم تتبنى


مانع الزاملي ||

 

رويدا سيطل علينا شهر محرم الحرام ، بداية العام الهجري الجديد، وتتكرر علينا ذكرى واقعة الطف الاليمة التي لم تأتي بعدها الى اليوم ابشع منها، وعظمتها منتزعة من القائم بالثورة ، وبشاعتها ان الشهيد فيها احد سبطي رسول الله صلى الله عليه وآله، ويفترض ان تمتثل الامة لأوامره لأنه معصوم من الخطأ ولأنه سبط النبي الذي لاينطق عن الهوى ، والامام حين قال ( مع اي امام بعدي تقاتلون) يقصد بذلك انا امام الحق وطريقي طريق ابي وجدي ! وجملة مع اي امام بعدي تقاتلون ، تعني التقريع للامة النائمة الخانعة الخاضعة للظلم والظالمين ! والامة التي نهض من اجلها الامام كان من الاولى لها ان تنهض لنصرته لانها هي المعنية بالتغيير الذي ينشده الامام ، وجملة ( يعمل بعباد الله بالاثم والعدوان ) تشخيص دقيق لمظلومية الامة ! وادلى المفكرون والباحثون والمحققون بأراء شتى لتحليل تقاعس الامة ، وجلوسها على التل في وقت كان المفترض ان تنصره او تفنى ! والانكى من ذلك ان البعض اي المحسوبين على شيعة امير المؤمنين شاركوا في القتال مع علمهم اليقيني انه امام معصوم ومفترض الطاعة ! عندما سألهم الامام ( الست انا ابن بنت نبيكم ) كان جوابهم اللهم نعم ! بمعنى انهم ليسوا مظللين ولا مخدوعين ، وانما مستسلمين للخوف والطمع ، وسبب كل ذلك هو انعدام الوعي الايجابي ، واعني بالوعي الايجابي ان تعلم الحقيقة وتنهض للدفاع عنها ، ليس كافيا ان نعرف الحق. هل يزيد عليه لعائن الله لايعلم قدر الحسين ع وموقعه من رسول الله ، علمه لايختلف عن علم من يشهد بأمامة الحسين ويجلس دون ان يحرك ساكنا وهو يرى الامام يلاقي الحتف القاسي الذي انتهجه الامويون واتباعهم على مر الازمان والدهور ! كل الصورة كانت واضحة لأهل الكوفة وكربلاء وقتها ، ثم ان الكوفة كانت معقل انصار امير المؤمنين وشيعته ومحبيه ! فهل هاجروا قبل مجيء الحسين روحي فداء لذكر اسمه الشريف ،ام انهم ا توهموه!  ولا يعلمون منزلته ، كلا انهم يعلمون كل شيء ، اذن علينا ان ننتقل من ضرورة الوعي الرسالي السلبي الى الوعي الثوري الايجابي ! ما جدوى ان نعترف للحسين بفضيلته وامامته ونتفرج على مصرعه ، اذن الحلقة المفقودة في وعي الامة هي تبني الوعي عمليا ، ونحن عشنا قبل فترة ليست بعيدة كيف ان الناس تتفرج وهم السواد الاعظم على مجموعة قليلة تحرق وتقتل وتعبث بكل شيء والناس تتفرج ! وكأن الامر لايعنيهم! وقد تتكرر هذه الحالة دون تصدي من الجمهور ،وليس سرا اقول ان العدو خبر موقفنا واستسلامنا لذلك نراه في كل فترة يقوم بطرح سيناريو تخريبي لاجهاض عمل الذين يحاولون ان ينتقلوا بالبلاد نحو الامام ، محرم السنة علينا ان نشعر الناس بالوعي الايجابي الفاعل ، لان طلب السلامة مع الذل والهوان وتطاول شذاذ الامة موت وان خدعنا انفسنا بأننا احياء وهذه هي التي اراد ان ينبهنا لها الامام بذهبيته ( والحياة مع الظالمين الا برما ) ان جلسنا نتفرج وننتظر من الشرطي والجندي ان يدافع عن قيمنا وافكارنا ومقدساتنا فنحن في قمة العجز ان تركنا مصيرنا بيد غيرنا ، قد نستطيع الصبر على العوز لكن من المستحيل ان نستعيد كرامتنا ان هدرت بيد من لاذمة ولا احساس لهم بصعوبة الوضع ، ان نحب الحسين علينا ان نفكر كيف نموت لا ان يفرض علينا العدو الموت ، امة تتغني بالحسين وتتقاعس عن الدفاع عن وجودها العقائدي امة ميتة قبل ان يميتها الاعداء . علينا ان ننهض بوعي فاعل لان الوقت لاينتظرنا والتاريخ لايرحم المتخاذلين

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك