الأخبار

فَرِقْ تَسُد

2055 2020-06-30

جهاد النقاش ||   يعلم الجميع مقدار العداء الذي تكنه الولايات المتحدة للحشد، وهي تسعى بشتى الطرق إلى تطويقه وعزله ولو أمكنها حله والخلاص منه لفعلت. وقد مهدت لهذه الغاية وكشفت عن هذا الغرض بأساليب ناعمة أحيانا وخشنة في أحايين أخر، فالقصف المتكرر لقطعات الحشد طيلة حرب التحرير من د١عش بذريعة الخطأ، ثم القصف المتعمد لمخازن الحشد مع عدم تحمل المسؤولية، ثم القصف مع سبق الرصد والتعمد، مرورا باستهداف نائب رئيس الهيئة في حادثة المطار، واستمرارها بعد جريمة الاغتيال، كلها أفعال عدائية صريحة توضح هذه النوايا. وقد استمر ضغطها الناعم من جهة أخرى على السياسيين وصناع القرار في العراق بغية إلغاء الحشد وحله، لكن وقوف الناس خلف الحشد، وإيمانهم بحرصه وحبه للعراق شكل عقبة أمام تحقيق هذا الهدف؛ لذا لجأت إلى مسارات شعبية عبر عملائها وقنواتها ومدونيها، باستهداف وطنية الحشد والتشكيك بنزاهته وجهاده، فضلا عن تقسيمه بغية إضعافه، فكانت التقسيمات التي عملت الولايات المتحدة على ترسيخها في الشارع.  وهذه جملة من التقسيمات التي بثتها الولايات المتحدة في ذهن الشارع العراقي: ١- تقسيم الحشد إلى أفراد وقيادات. ٢- تقسيمه إلى مرجعي وولائي. ٣- تقسيمه إلى حشد سواتر ومكتبي. هذه التقسيمات أو الأقسام وإن كان بعضها بديهي، لكن اندكاكها في الكيان الحشدي، وإيمانها بالهدف الذي قام عليه الحشد، يجعل الجمهور غير ملتفت للتمايز بينها، بل يرى الجميع أعضاءً - وإن تباينت - في الجسد الحشدي الكبير. هذه الرؤية لا تخدم الولايات المتحدة، لذا تسعى بكل إمكاناتها إلى صب قوالب الفرقة، وتعريض جزءٍ من جسد الحشدِ إلى مبضع التوهين والتسقيط وسلب الاحترام، مع السماح للجزء الأضعف من جسد الحشد، الجزء غير القادر على الصمود في وجه المخطط الأمريكي بمفرده، أن يحتفظ بهامش من الاحترام ولو مؤقتا. في التقسيم أعلاه تجد الحملات مسلطة دوما على الجزء الآخر منه، مع التدرع بالجزء الأول، مع أن السواتر مثلا لا يمكن تحقيق النصر فيها بلا إدارة، كما أن الحسم لايمكن تحقيقه بالأفراد دون قيادة. لذا ينبغي الحذر الشديد والنظر بعين الريبة إلى كل دعوى تنطوي في إحدى مقدماتها على التقسيم أعلاه. نعم التقييم والنقد وفرز المسيئ عوامل تقوية وبناء للحشد مطلوبة ومرغوبة، سواء على البناء الشكلي الهيكلي للحشد، أو المضموني في الكوادر، لكن ما ينتهي بالنتيجة إلى ضعف واضح في الجسد الحشدي، وسلب قدرة المواجهة منه، لا يمكن للمنصف أن يحسن الظن به إطلاقا.

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك