بيان سماحة السيد عبد العزيز الحكيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
السلام عليك يا ابا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك, عليك مني سلام الله ابداً ما بقيت وبقي الليل والنهار..
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين..
السلام عليكم ايها المؤمنون الحسينيون في كل انحاء العراق... السلام عليكم ايها الزاحفون عشقاً وحباً نحو كربلاء.. حيث مثوى الحسين (عليه السلام) واخيه ابا الفضل العباس والشهداء الابرار من اصحابه..
لقد كانت مناسبة الاربعين الحسيني وما زالت تمثل معلماً اخراً من معالم الثورة الحسينية فقد تجسدت فيها وتحددت احزان اهل البيت (عليهم السلام)، وتجددت ايضاً صرختهم ضد الظلم والظالمين...
ومثلما كانت عاشوراء محطة سنوية يحييها اتباع اهل البيت ويجددوا فيها عهدهم مع الحسين (عليه السلام) في السير على دربه، كانت مناسبة الاربعين محطة حفلت على طول السنين بالوقائع والاحداث لمواجهة الظلم والطغيان..
ولابد لنا في هذه الذكرى العظيمة ان نتذكر اولئك الابطال الذين انطلقوا بعشرات الالاف في عام ١٩٧٧، وفي مثل هذه الايام من شهر صفر متحدّين النظام البائد, وفيما عرفت بانتفاضة صفر الخالدة، ولابد ان نستذكر الشهداء الابرار الذين دفعوا حياتهم ثمناً لاصرارهم على اقامة هذه الشعائر, انهم شهداء "انتفاضة صفر الخالدة" سائلين المولى (عزّ وجل) ان يتغمدهم برحمته ورضوانه وان يحشرهم مع الحسين واصحاب الحسين (عليهم السلام).
ايها المؤمنون, نعيش اليوم ظروفاً حساسة للغاية تحيط بنا كعراقيين وكأتباع لأهل البيت (عليهم السلام)، فالصداميون والتكفيريون وجهوا كل حقدهم ضدكم ومارسوا جرائم القتل الجماعي وعمليات تهجير الالاف والاغتيالات لتحقيق هدفين:
الاول ـ هو التعبير عن الحقد الدفين ضد اهل البيت وضدكم..
والثاني ـ هو محاولة اشعال نار الحرب الطائفية لتمزيق الوحدة بين الشيعة والسنة ووحدة الشعب العراقي, وتدمير مرتكزات العملية السياسية, وصولاً الى القضاء على المكاسب التي تحققت للعراقيين بعد سقوط صدام ونظامه..
ولذا فعلينا التسلح بالوعي والبصيرة الكاملة لكي لا ينجر العراقيون الى ما يريده اعداء العراق من التكفيرين والصداميين..
اننا في هذه المناسبة نؤكد على ضرورة التصدي الكامل للارهاب، ونكرر دعوتنا الى كل الجهات الدينية والسياسية العراقية وفي العالمين العربي والاسلامي, الى تحمل مسؤولياتهم في الدفاع عن الشعب العراقي، وادانة الارهاب ومكافحته، لانه ارهاب موجه قبل كل شيء ضد الشعب العراقي وهو يستهدف حياته ومؤسساته، كما انه يشكل خطراً على المنطقة وسوف يمتد اليهم ايضاً..
لقد نفذ الارهابيون في الايام الماضية جريمة شنيعة اخرى بتفجير الحرم المقدس للامامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) بعد ان منعوا ما يقارب السنتين زوار الحرم من الوصول اليه, وهذا الامر لا يمكن السكوت عليه، فالعتبات المقدسة يجب ان تبقى في منأى عن مثل هذه الجرائم ويجب ان تكون مفتوحة لكل الزائرين، واننا بهذه المناسبة نؤكد ما قلناه سابقاً من ضرورة اعادة البقعة المقدسة في سامراء ووفقاً للقانون, الى ادارة الوقف الشيعي, ومبادرة الحكومة الى تأمين الطريق الموصل اليها..
ان مشكلة الارهاب في العراق اصبحت مشكلة متجذرة بسبب تصور السياسات المتخذة في معالجتها، ونحن على اعتقاد راسخ بان اشراك الشعب في مكافحة الارهاب هو من السبل الناجحة في هذه المعالجة, كما حدث ذلك في كربلاء ومناطق اخرى، ولذلك نؤكد على دعوتنا بتأسيس اللجان الشعبية التي تاخذ على عاتقها جزءً من الجهد الوطني في مكافحة الارهاب على ان ترتبط هذه اللجان بالاجهزة الرسمية ذات العلاقة..
اننا في الوقت الذين نؤكد فيه على وحدة العراق ارضاً وشعباً, ورفض كل الطروحات التي تؤدي الى تمزيق هذه الوحدة، ندعو الى قيام اقليم الوسط والجنوب لان ذلك سيساهم في تحقيق الامن ومكافحة الارهاب من جهة ثانية, كما يساهم في صيانة العراق وابقائه موحداً..
اننا.. ايها المؤمنون مقبلون على مرحلة جديدة في تأريخ العراق، وهي مرحلة الحياة الدستورية، بعد الاستفتاء على الدستور واجراء الانتخابات، ونحن جادون في المضي قدماً في تطبيق الدستور والدفاع عنه باعتباره منجزاً تاريخياً صنعه العراقيون بتضحياتهم العظيمة لانه يمثل ارادتهم ورغبتهم في تحقيق الحياة الحرة الكريمة وقيام دولة القانون..
اننا في هذه المناسبة نشير الى ضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة لان ذلك سيساهم في تحسين الاوضاع الامنية والخدماتيه، وهي حكومة نريدها ان تكون حكومة مشاركة وطنية يساهم فيها الجميع..
ايها المؤمنون الصالحون..
اوصيكم بالالتزام بشعائر الامام الحسين (عليه السلام) والتمسك بها واحياءها ودعمكم لها وتربية اولادكم عليها، وان يكون لكل منا نصيب في احيائها, فهي سبيلنا التي لا تخطيء الى الله (سبحانه وتعالى) والى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم).
وهي كذلك عنوان هويتنا ورمز شموخنا وعزنا وابقاءنا اقواياء في الدفاع عن الاسلام وقيمه العظيمة واقامة الحق والعدل بين الناس, كما اوصيكم الالتزام باوامر وتوجيهات المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد على السيستاني (دام ظله الشريف)، فقد اثبتت هذه المرجعية الرشيدة وخلال كل الاحداث الماضية انها الوجود القوي والفاعل الذي يستند اليه ابناء الشعب في هذه البلاد..
وختاماً اسآل الله (سبحانه وتعالى) ان يرحم شهدائنا الابرار برحمته الواسعة سيما الشهيدين العظيمين الصدرين وشهيد المحراب السيد الحكيم (قدس سرهم)، ان يحفظ العراق واحداً عزيزاً وان يحفظكم من كل مكروه وان يتقبل اعمالكم ويعيد الزوار الى اهاليهم وقد قبلت اعمالهم فزادهم الله (سبحانه وتعالى) في حسناتهم..
.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبد العزيز الحكيمرئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق١٩صفر ١٤٢٧ هـالموافق ٢٠ اذار ٢٠٠٦م
https://telegram.me/buratha