ان دعمكم للارهاب يكاد يقضي على كل الحواجز التي منعنا فيها الشارع العراقي من ان تستولي عليه مشاعر وإرادة الانتقام، لأن هذه ألحواجز لو سقطت فإن غضب هذا الشارع لن يبقي ولن يذر ( سماحة الشيخ جلال الدين الصغير مخاطبا بعض القوى السياسية التي تدعم الارهاب )
قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة صلاة الجمعة التي جرت اليوم في مسجد براثا المقدس إن على العالم أن يقرأ المسيرة المليونية الزاحفة نحو كربلاء قراءة سياسية متأنية، لا سيما وان هذه المسيرة تأتي بعد اشعال حرب الاستئصال الموجهة لشيعة أهل البيت ع من قبل القوى الارهابية وحاضناتها، ورأى في ذلك الاندفاع المليوني ما يعبر عن تماسك شيعة العراق ووحدتهم، وعلى هزيمة الارهاب الذي سقط أمام استهانة شيعة أهل البيت بوسائل الموت المتعددة التي اعترضت مسيرتهم واثبتت أن هؤلاء الشيعة لا يخشون شيئا اسمه الموت، وفي حديث سماحة الشيخ الصغير اكد على ضرورة أن ينتبه الجميع إلى أن الفتنة الطائفية وإن كانت أياديها طائفية ولكن ثمة يد أجنبية لديها مصلحة في تفكيك هذا الشعب وتدمير قدراته، ووجه سماحته خطابه إلى القوى التي ربما تهاونت في الموقف من الارهاب وتلك القوى التي حمته واحتضنته في الكثير من الأحيان أن تنتبه لحقيقة أساسية إن دعمها للأرهاب يكاد يقضي على كل الحواجز التي منعنا فيها الشارع العراقي من ان تستولي عليه مشاعر وإرادة الانتقام، لأن هذه ألحواجز لو سقطت فإن غضب هذا الشارع لن يبقي ولن يذر مؤكداً بأن على هؤلاء أن يساعدوا على حمايتنا لهم من خلال عدم التمادي في التهاون بأمن أبناء الشعب، وعلى صعيد آخر قال سماحته: إن العملية السياسية تتقدم بشكل مطرد رغم كل المعوقات التي تعترضها والتي وضعت أمامها، وأن هناك روحاً جديدة أتلمسها لدى القوى السياسية بدفع جمهورها للمشاركة في حماية الوحدة الوطنية وتعزيز هذه العلمية، مما سيجعلنا نشهد إحياء لاتفاقات وتحالفات سابقة سبق لها أن صنعت قرار اسقاط النظام الصدامي أيام كنا في المعارضة، داعيا لتشكيل جبهة قوية لحماية المكتسبات الوطنية وتعزير عمل الكتل النيابية، وتوقف سماحته للقول: بأن العملية السياسية رغم تقدمها إلا أن ذلك لا يعني أن أزمة رئاسة الوزراء قد حلّت، بل هي على ما أحسب واعلم لا زالت أمام باب موصدة، مشيراً إلى أن البعض ربما يقول للناس بأن الآزمة هذه في طريقها للإنفراج وكم كنت اتمنى أن يكون الأمر كذلك، ولكن ما اعلمه وللأسف هو أنها لا زالت عند النقطة التي سبق لي أن حدثتكم عنها قبل ما يزيد على الشهر، ودعا سماحته إلى عدم التفريط بالتحالف الاستراتيجي بين الشيعة والاكراد فهذا تحالف عمّد بالدم والتضحيات والمرارات المشتركة، وهو تحالف أثمر بخير كبير في مآزق متعددة في تأريخ العراق، وطالب إلى الترفع عن التعامل بمفردات المؤامرة أثناء التحدث عن هذه الأزمة، مشددا على الجميع من أن يقرأووا المعطيات السياسية بشكل جدي لأن أي خلل في قراءة المعادلة السياسية سيكبدنا الكثير من الدماء، ولا يوجد بعد تضييع الفرص غير الغصص، واستعرض سماحته جوانب من هذه المعضلة مشيراً: إلى أن الائتلاف العراقي الموحد على الرغم من تماسكه وقوته، إلا إن الحقيقة التي يجب أن نقرّ بها هي إن عدد 130 صوتا في البرلمان لن تحل الأزمة التي تحتاج إلى ما يقرب من 184 صوتاً، وإن مزيد الضغط بالاتجاه المعاكس وفي الاتجاه غير الصحيح قد يجعل الائتلاف فاقد للمبادرة ويدفع لنشوء تحالفات جديدة لن يستطيع الائتلاف ان يقف منها إلا موقف الحاجز لفترة زمنية محددة ثم سينتهي بالأمر إلى أن يكون الائتلاف بعيدا عن قيادة هذه العملية، وعرّج على النصر الدبلوماسي الكبير الذي حققه المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق من خلال دعوة رئيس المجلس سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم إيران إلى أن تبدأ حوارا جادا مع الأمريكيين بشأن الملف العراقي ولصالح الشعب العراقي وقال: بأن الملف الايراني الامريكي ملف شائك جدا وفيه مشاكل كثيرة بين الطرفين ومن مصلحتنا الوطنية أن ننأى بوطننا عن هذه المشاكل لاسيما وأن الملف النووي المتصارع عليه الآن يمكن أن يخلف الكثير من الأذى لشعبنا ووطننا إن لم يتفق الطرفان على رؤية موحدة عن الملف العراقي ومصالح شعبنا العراقي، مشيرا إلى أن هذا الشعب دفعوا أثمانا باهظة خلال التاريخ بسبب ملف إيران، وقد رأينا ماذا فعل النظام المجرم بأبناء الشعب من الأكراد والشيعة إبان حكمه المشؤوم وما جرى في الحرب التي شنها ضد الجمهورية الاسلامية وما كان ذلك إلا بسبب تداعيات هذا الملف، ولهذا لم اك لآستغرب حينما انطلقت اصوات الارهاب الطائفي واصوات الطائفيين وهي ترى في دعوة سماحة السيد الحكيم خطرا كبيرا لأن مثل هذه الدعوة ستقطع ألسن هؤلاء وستمنعهم من ممارسة الضغوط الزائفة التي سبق لها ولا زالت تكبد أبناء الشعب الكثير من الدماء .
وختم سماحة الشيخ الصغير خطبته بالإشارة إلى أن ثمة انجازات استراتيجية يتم تفعيلها الان وببركة دماء هؤلاء الشهداء الأبرار تقدمنا فيها كثيرا
وكالة انباء براثا ( واب )
https://telegram.me/buratha